عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

ميسى.. ومتى نتعلم النظام؟

السبت 25-02-2017 | AM 10:18

الحقيقة الصادمة أن معظم المصريين غير منظمين وغير قادرين على أن يكونوا منظمين ولو لساعة واحدة!!.

عشت ذلك بنفسى مساء الثلاثاء الماضى فى قاعة الخليفة بفندق مينا هاوس أوبرى، خلال الاحتفال الذى نظمته شركة برايم فارما لنجم الكرة العالمى ليونيل ميسى فى حملة علاج مرض فيروس سى.

الشركة الراعية أو المنظمة بذل أصحابها وموظفوها جهودا هائلة، أما المشكلة الأكبر فهى سلوكيات غالبية الحاضرين المفترض انهم النخبة.

ويبدو أن عدد الدعوات كان أكبر من عدد المقاعد، وهكذا فجراج الفندق امتلأ عن آخره مبكرا. لكن مظاهر عدم النظام بدأت من اول إجراءات الدخول أمام القاعة.

المدعوون هم «كريمة المجتمع» أو هكذا يفترض أن يكونوا، ورغم ذلك عجزوا عن أن يقفوا فى طابور منظم أمام «جهاز الإسكانر» الخاص بالكشف عن المعادن.

الزحام على الدخول، كان ملفتا، بل إن بعض كبار المسئولين رفضوا الوقوف فى الصف، أو الخضوع لإجراءات التفتيش.

دخل الحاضرون القاعة فى السابعة والنصف، لكن الاحتفال بدأ فى التاسعة، بسبب رفض الحاضرين للالتزام بالحد الأدنى من النظام.

الكابتن مجدى عبدالغنى أمسك بالمكيروفون أكثر من مرة مطالبا الجميع بالجلوس على مقاعدهم قائلا: «ميسى أرسل أشخاصا إلى القاعة والتقطوا له بعض الصور، ويرفض الدخول إلى قاعة بهذا الشكل!».

كنا نعتقد أن مجدى عبدالغنى يمزح بطريقته المعروفة، لكن أحد المنظمين، عاد، ليرجو الناس الجلوس لأن ميسى لن يدخل إلى مكان بهذا الشكل!.

تبين أن بعض المدعوين أحضروا أولادهم من دون وجود دعوات، وبالتالى ظل اخرون واقفين.

فى اللحظة التى دخل فيها ميسى القاعة بصحبة أسرته، حاول البعض الوصول إليه، بالطريقة المصرية المعهودة!، لكن الحرس الاسبانى الخاص بالنجم منع أى شخص من الاقتراب منه، باستثناء أحد المتحدثين الذى نزل من على المنصة ليسلم على ميسى ويقبله!.

ورغم الطوق المحكم، فإن فهلوة بعضنا، لا حدود لها، فالمصورون يريدون التقدم للأمام، والحاضرون يحاولون إحداث ثغرة بأى طريقة للوصول إلى النجم، وعندما فشلوا لجأوا إلى رفع الهواتف عاليا، لالتقاط أى صورة تجمعهم فى «كادر واحد مع النجم»!!.

حدث كل ذلك والكلمات يتم إلقاؤها من على المنصة، مما أدى إلى حدوث بعض الشوشرة والأصوات العالية.

منظمو الحفل توسلوا أكثر من مرة للحاضرين أن يلتزموا الهدوء، بل إن أحدهم قال راجيا: فضائيات كثيرة تنقل الحدث على الهواء، والعالم يشاهدنا ويتابعنا، نرجوكم لا تسيئوا إلى بلدكم!».

الارتباك لم يكن خاصا بالحاضرين فقط، لأن أحد منظمى اللقاء دعا الكابتن حازم إمام والفنان حسن الشافعى، للصعود إلى المنصة وإلقاء كلمة. الاثنان «تعازما» على من يتكلم الأول. فى مثل هذه الأمور كان يفترض أن يخضع كل شىء للإعداد المسبق، ولا يتم بصورة عشوائية.

وفى كل لحظة يتم اقناع الواقفين بالجلوس، تقف مجموعة أخرى وتتحدث بصوت عال.

فى أكثر من موقف عذرت المنظمين، لكن السؤال الذى سأله زميل: إذا كان هذا هو حال بعض النخبة، فماذا نتوقع من سلوكيات بعض قاطنى الأحياء العشوائية؟!!.

وإذا كان كبار المسئولين والإعلاميين والكتاب ونجوم المجتمع لا يحبون الالتزام بالقانون أو غير قادرين على ان يكونوا منظمين لمدة ساعة واحدة فقط، فكيف نطلب من بقية الفئات أن تكون منظمة، خصوصا أن الفريق الأول هو الذى يصدع رأس الفريق الثانى كل لحظة بضرورة أن يكون منظما!!!.

قلت لأحد الجالسين بجانبى: أظن أن هذه الفوضى لا يمكن أن نلوم عليها الحكومة بالمرة، هى أمراض مجتمعنا.

رد بقوله: الى حد ما نعم، لكن لا تنسى، انها مسئولية الحكومة أيضا لأنها فشلت أن تعلمنا القواعد الصحيحة والآداب العامة، حينما دمرت التعليم وحينما انهارت القيم وانتشرت الفهلوة، وارتفع شعار «إنت مش عارف أنا مين وابن مين؟!!».

فى هذه الليلة سعدت أننى رأيت ميسى، وسعدت بنتائج زيارته الناجحة سواء لتشجيع السياحة أو علاج مرضى فيروس سى، لكننى حزنت كثيرا من فشلنا الدائم أن نكون منظمين لدقائق.

ونحن خارجون سألت الكابتن الخلوق حازم امام: هل صحيح أن ميسى سينضم للزمالك فى الانتقالات الشتوية؟!!.

تعليقات الفيسبوك