ناهد السباعي: دوري في "هبة رجل الغراب" تحد كبير بالنسبة لي

الأربعاء 08-02-2017 AM 10:36

ناهد السباعي

أنهت الفنانة ناهد السباعي تصويرَ الجزء الرابع من مسلسل "هبة رجل الغراب" إخراج رامي رزق الله، بعد نجاحها في تقديم بطولة الموسم الثالث ضمن حالةٌ من الحماسِ والسعادة تعيشها بعد نيلها جائزة أحسن ممثلة في مهرجان القاهرة السينمائي أواخر العام الماضي عن دورها في فيلم "يوم للستات".

كانت الممثلة إيمي سمير غانم قدمت دور البطولة في المسلسل في الموسمين الأول والثاني. المسلسل هو النسخة العربية من المسلسل الكولمبي "Yo soy Betty, la fea" الذي دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية لكونه من أنجح المسلسلات عبر التاريخ، وعُرض في نسخٍ عديدة حول العالم منها العربية التي حققت انتشارا واسعا.

اعتبرت ناهد السباعي أداءها لشخصية "هبة" تحدياً كبيرا تجاوزته بنجاح لتقديمها دوراً جديدأ ومختلفاً عمّا سبقه.

نشأت ناهد السباعي في عائلة فنية شكّل أفرادها علاماتٍ فارقة في تاريخ الفن المصري، أما هي فتزهو بهذه النشأة معتبرةً إياها مسؤولية تدفعها لتقديم أعمالٍ ترقى بتاريخها العائلي.

ناهد السباعي- جريدة الشروق

ناهد السباعي هي ابنة المنتجة ناهد فريد شوقي والمخرج الراحل مدحت السباعي، وجدّها لأبيها هو الشاعر عبد المنعم السباعي الذي خطّ قلمه كلماتٍ خلّدها الفن الغنائي المصري منها رائعة أم كلثوم "أروح لمين"، و"أنا والعذاب وهواك" لعبد الوهاب، و"ياللي جمالك عجب" لمحمد قنديل. أما جدّاها لأمّها فهما العملاقان الراحلان فريد شوقي وهدى سلطان اللذان شكلا ثنائياً لامعا في خمسينيات القرن الماضي وأبدعا أعمالاً اعتبرت من عيون السينما المصرية، كما أن الفنان محمد فوزي هو شقيق الفنانة هدى سلطان.

شكلت جميع تلك الأسماء بيئة خصبة لبزوغ موهبة ناهد التي أولعت بالتمثيل منذ طفولتها، وكان أول أدوارها في سن السابعة في عمل "نونة الشعنونة" وهي سهرة تلفزيونية أخرجتها إنعام محمد علي. كان ظهوراً عابراً أوحى بمِلَكَةٍ ستتوهج بعد حين.

 

عودةً إلى دورها في "يوم للستات" الذي حصلت عنه على جائزة أحسن ممثلة فهي تعتبره تجربة فارقة في حياتها خاصة أنها شاركت فيه فريقَ عملٍ على مستوى عالٍ من الحرفية منهم المخرجة كاملة أبو ذكري والممثلة والمنتجة إلهام شاهين، مضيفةً لأصوات مصرية أنها فخورة كونها كُرِّمت في بلدها الأمر الذي أعطاها فرحاً آخر ودفعاً لتقديم المزيد من الإتقان. ناهد أهدت الجائزة لروحَي والدها وأخيها الراحلَين إلا أنهما حاضران بوجدانها في كل حين كما تقول.

عزة "العبيطة" بالتعبير الدارج فتاة من الحواري الشعبية، تفيض بالطاقة والحياة وكلُّ أحلامها أن ترتدي ثوب سباحة وتمضي وقتا في حمام السباحة ليكون لها ذلك ذات يوم مليء بالمواقف والمفارقات. شخصيةٌ منحوتة بمهارة فهي تركيبة تجمع البساطة والعفوية والعمق، ماي عكس الدأبَ الذي استغرقته الفنانة ناهد لتقديمها بأفضل شكل.

تؤكد أنه دورٌ ليس بالسهل، واحتاج الكثير من التحضير وجلسات النقاش مع مخرجة العمل في سبيل قراءة وفهم مفردات الشخصية وصولاً إلى الانغماس فيها. لافتة إلى أنه دورٌ فارق في حياتها أعطاها الكثير من الدفع للاستمرار قدماً في مشوارها الفني.

"يوم للستات" ليس العمل الأول الذي تطلب من ناهد الكثير من التحضير، فجميع الشخوص التي قدمتها تسعى لدراستها وإعدادها بتأنٍ ومثابرة، ففي دورها في فيلم "بعد الموقعة" ليسري نصرالله الذي تناول تناحر الطبقات الاجتماعية من خلال حكاية الخيال محمود، جسدت ناهد السباعي دور زوجته التي تعاني مع زوجها وابنيها إثرَ مشاركة زوجها في موقعة الجمل.

وكي تقدم الدورَ بكل صدق وشفافية ذهبت ناهد لأهالي حي السمان –مكان التصوير- وأمضت معهم الكثير من الأوقات وشاركتهم يومياتهم في سبيل التمكن من أدواتها خلال أداء الشخصية، فاستحق ذلك الجهد أن يصل العالمية عندما دخل الفيلم المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي 2012.

أفلام أخرى أضفت عليها ناهد مزيدا من الجمال والغنى بأدئها الخاص منها "حرام الجسد" لخالد الحجر الذي عرض في مهرجانات عدة منها مهرجان قرطاج السينمائي 2016 و"حار جاف صيفا" لشريف البنداري الذي مثل مصر في مهرجانات عدة منها دبي وقرطاج ومهرجان "كليرمون فيران" 2016. ولا يغيب عن الأذهان دورها اللافت في فيلم "احكي ياشهرزاد" 2009 للمخرج يسري نصرالله.

كما أفردت ناهد السباعي مساحة خاصة للتلفزيون من خلال مسلسلات عدّة كان أولها صرخة أنثى عام 2007، ومسلسل الحارة للمخرج سامح عبد العزيز 2010، ومسلسل فرتيجو إخراج عثمان أبو لبن ومسلسل "ذات" إخراج كاملة أبو ذكري وخيري بشارة 2013.

الدور المكتوب بحرفية هو أكثر ما يشد ناهد السباعي، والتي تقول إنها تختار أدوارها بتأنٍ وتؤدة باحثةً عن الجديد والمختلف في كلّ مرة، فتعمل بكل جدّ كي تظهر شخوصها كما يجب، من قراءة متأنية للسكريبت ثم التعايش مع الشخصية بأفكارها وحركاتها إلى جانب النقاش الدائم مع مخرج العمل وصولاً إلى المأمول.

تعتبر ناهد أن الممثل الجيد هو الذي يوائم بين موهبته والتزامه بالفن، مشيرة إلى ضرورة أن يوظف الفنان جميع إمكاناته في سبيل الفن بما في ذلك ما يمر بحياته من نجاحٍ وفشلٍ وفقدانٍ وفرح. وتضيف أنها تسعى لأداء كل الأدوار التي تحمل أبعاداً إنسانية متنوعة.

أمرٌ ليس بغريب لفنانة استطاعت خلال وقت ليس بطويل أن تضع بصمة خاصة وسط الخريطة الفنية لبلد زاخر بالإبداع والفن والجمال.

تعليقات الفيسبوك