الشيماء سليمان
الشيماء سليمان

التسوق هذا المرض الجميل

الإثنين 09-01-2017 | PM 09:12

 جميلة جدا عملية التسوق، تأخذك إلى تفاصيل تكسر ما حولك من جمود، فبالتأكيد ستنسى النكد حينما يقابلك بنطلون أنيق أو جاكيت صنع باحترافية، ويمكن أن تبتسمي لإيشارب مبهج بألوان الربيع الوردية. الكثير من الدراسات تؤكد أن عمليات الشراء تغير من الحالة المزاجية للسيدات خاصة.

كل منا له اهتماماته في عالم التبضع و الطرف الآخر يعرف هذا، هؤلاء المتحكمين في استيراد وتصنيع الملابس أن الضغوط على السيدات لا تنتهي فيفجرن غضبهن في عمليات الشراء.

هل لاحظتي أنه كلما تعثرتي في فكرة أو عمل كلما زاد معدل الشراء؟ أو على الأقل زاد إلحاح فكرة الذهاب للأسواق، هل سألتي نفسك لماذا لا أشاهد هذه القطع الثمينة إلا أثناء الخلاف الحاد مع زوجي؟ و أين يمكن أن تنسي رسائل الحماوات الفاتنات إلا في المولات الواسعة التي تستطيع بمحلاتها المكتظة بالبضائع أن تريحك من هذه الهموم الزائدة.

هل جربتي أن تحصي عدد قطع ملابسك؟ فمثلا كم بلوزة لديكي، وكم بنطلون، وكم جيب، وكم جاكت؟ نأخذ في الاعتبار طبعا أن هناك فارقا بين المرأة العاملة و ربة المنزل، بالطبع سيتبادر لذهن كل الرجال أن المرأة العاملة ستمتلك عددا أكبر من القطع، والحقيقة لا، ربة البيت ستكون أكثر ربما بالضعف، لأن الأمر مرتبط بشكل قوي بالضغوط النفسية، والمرأة العاملة تتعرض للتميز و الإحباط أيضا، ولكن لا شيء يوازي إحباط ربة المنزل.

سيظهر الرقم حول 40 إلى 50 في معظم الأحيان في عدد القطع المستعملة في الموسم الواحد، رقم ضخم، مبالغ مالية لا يمكن حصرها، والموضة ومصممو الأزياء لازالوا يعلمون بالدافع الرئيسي للشراء إنه دافع لا ينتهي و تصاميمهم لا تنتهي، و الحالات النفسية لا تتزن، و الأمر يزداد تعقيدا حين يعرف كل طرف ما يحاك له من الطرف الآخر ولا يتوقف.

ما الحل إذن بعض السيدات تأخذن قرارا بالمواجهة، لن اشتر أي قطعة ملابس في هذا الشهر وساترك الفيزا اللعينة في المنزل قبل النزول، و ستكون جلسة خفيفة مع صديقاتي في النادي لشرب الشاي و التريض قليلا،  تعود غالبا إلى المنزل وقد دفعت لها إحدى صديقاتها ثمن بلوزة وإيشارب على أقل تقدير وسوف ترسل لها الفلوس فورا، أخرى تقول سوف أقوم بحصر كل الملابس قبل النزول حتى لا انزلق لطريق الشراء غير المبرر و تذهب وتشتري، أما أنا فلدي حيلة خبيثة جدا كي لا تظل نفسي تؤنبني وكي لا يظل الدولاب اللعين يخبرني بأنه يحمل فوق طاقته، أينما ذهبت أبحث أولا عن أماكن التبرع بالملابس للفقراء، وبالفعل أرتكب نفس الحماقات في الشراء و اذهب لأضعها في مكان ما مريح نفسيا لبعض الشيء، وهذا أيضا ليس حلا، ولكن يحمل بداخله مسكنا قويا يجعلك تشعر بأنك مريض ذو طبيعة خاصة يعرف مرضه ويتعامل معه كصديق وفي.

تعليقات الفيسبوك