حصاد الدبلوماسية المصرية في 2016.. قليل من الانجازات كثير من التحديات

الأربعاء 28-12-2016 PM 05:39

وزير الخارجية سامح شكري في احتفالية خاصة بمنظمة الأمم المتحدة 2 نوفمبر 2016 - صورة لأصوات مصرية

بقليل من الانجازات وجملة من التحديات تجتاز الدبلوماسية المصرية عامها الحالي وسط مخاوف من استمرار الأزمات التي لا تزال تبحث عن بوابات للخروج.

وحظيت الدبلوماسية المصرية بعدد محدود من الانجازات تصدرها شغل مقعد غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومقعد آخر بمجلس السلم والأمن الأفريقي التابع للاتحاد الأفريقي.

توترات الخليج

بنهايات لم تتشابة مع البدايات اختتمت الدبلوماسية المصرية عامها الحالي بعلاقة متوترة مع السعودية، رغم التنسيق رفيع المستوى الذي شاب العلاقة بين القاهرة والرياض وبلغ ذروته بزيارة العاهل السعودي الملك سلمان لمصر، وما ترتبب عليه من إبرام اتفاقية تسيم الحدود البحرية بين البلدين.

ووقعت مصر والسعودية، في أبريل الماضي، اتفاقية يتم بموجبها نقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر إلى المملكة العربية السعودية، ما أثار ردود أفعال محلية غاضبة ومعارضة للرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة، وأقام عدد من المحامين دعاوى قضائية تطالب ببطلانها.

وجاء تصويت النظام المصري في مجلس الأمن الدولي لصالح مشروع القرار الروسي حول الوضع في سوريا ليمثل نقطة تحول فارقة في مسار العلاقات بين البلدين، حيث وصفت السعودية موقف مصر من هذا القرار بـ"المؤسف والمؤلم".

وأوقفت الرياض إمداد القاهرة بالمواد البترولية اللازمة منذ أكتوبر الماضي، ولا تزال العلاقات بين البلدين تشهد جانبا من التوتر العلني لم يهدأ بعد.

السد الأثيوبي

بهدوء حذر بدأت العلاقات المصرية مع أثيوبيا خلال عام 2016، عقب لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع رئيس الوزراء الأثيوبي هيلي ماريام ديسالين في أديس أبابا على هامش اجتماعات القمة الأفريقية، وما تلاها في القمة الثلاثية التي عقدت بمدينة شرم الشيخ بين مصر والسودان وأثيوبيا في فبراير الماضي.

لكن الهدوء لم يستمر طويلا عقب التوقيع على العقود المشتركة لدراسة آُثار سد النهضة، في سبتمبر الماضي، حيث بدأ التوتر السياسي بين القاهرة وأديس أبابا بعد أن وجهت الأخيرة اتهامات مستمرة لمصر بدعم قبائل "الأمورمو" المعارضة في أثيوبيا للتأثير على استقرارها، وهو ما نفته الخارجية المصرية في أكثر من مناسبة.

وتخرج الدبلوماسية المصرية من عام 2016 بعلاقة متوترة مع أثيوبيا دون التوصل إلى حل ينهي هذه الخلافات.

العلاقات مع تركيا

لم يطرأ على العلاقات المصرية التركية ثمة تحول بارز منذ نشوب توترات بين البلدين تجاوزت ثلاثة سنوات عقب عزل الجيش للرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين في يوليو 2013.

ورغم مشاركة مصر في قمة التعاون الإسلامي بالعاصمة التركية اسطنبول، في أبريل الماضي، لكن رفض وزير الخارجية المصري سامح شكري مصافحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أثناء تسليم مصر رئاسة القمة، كشف استمرار فتور العلاقات بين البلدين والعجز عن الوصول لتفاهمات دبلوماسية.

الشاب والقارة العجوز

لا يزال شبح مقتل الباحث االإيطالي جوليو ريجيني يخيم على مستقبل علاقات مصر الدبلوماسية مع الدول الأوروبية.

واختفى ريجيني، وهو طالب دراسات عليا بجامعة كمبردج، في القاهرة يوم 25 يناير الماضي، وعثر على جثته وبها آثار تعذيب. ونفت مصر مرارا اتهامات عدة بتورط وزارة داخليتها في مقتله.

ورغم قيام النائب العام المصري بزيارات إلى روما للعمل على قضية ريجيني، لكن مصر لا تزال تواجه صعوبات وتحديات في علاقاتها مع أوروبا بسبب تلك القضية.

ولم تعلن مصر حتى الآن المسؤول عن مقتل ريجيني، وهو ما أدى إلى استدعاء روما لسفيرها في القاهرة منذ 8 أشهر مضت.

أمريكا وعهد جديد

يحل عام 2017 بتطور نوعي في العلاقات المصرية الأمريكية تحت قيادة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والذي بدأ اللعب مبكرا مع مصر بالاتصال بالرئيس عبد الفتاح السيسي لطلب سحب مشروع قرار إدانة الاستيطان الإسرائيلي من مجلس الأمن.

وسحبت مصر مشروع قرار يطالب بوقف الاستيطان الإسرائيلي في الضفة والقدس الشرقية المحتلتين عقب تلقي الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من ترامب من أجل العمل معا فيما يخص قضية السلام في المنطقة.

ولعل التحدي القائم أمام مصر في علاقاتها مع الولايات المتحدة هو شكل العلاقات بين البلدين تحت قيادة الرئيس المنتخب الجديد دونالد ترامب.

العلاقات مع التنين

تعد علاقات مصرمع الصين في أوج توهجها بعد زيارة الرئيس الصيني شي جينج بينج لمصر، في يناير 2016، كأول مرة منذ 8 أعوام، وهي الزيارة التي أسفرت عن توقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين.

ويظل التحدي أمام مصر في علاقتها مع التنين الصيني هو استثمار العلاقات الاقتصادية والسعي للحصول على أكبر قدر من الشراكة مع الجانب الصيني، والعمل على جذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر خلال العام الجديد، لتحقيق نمو وازدهار للوضع الاقتصادي المتعثر.

حصاد الدبلوماسية

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد أبو زيد، إن مصر استطاعت العودة لدورها الإقليمي والدولي، وحظيت بمواقع دولية كبيرة، مؤكدا أن 2016 يستحق لقب عام الدبلوماسية المصرية.

أوضح أبو زيد، في تصريحات متلفزة بشأن حصاد وزارة الخارجية، أن عودة الدورين الإقليمي لمصر كان بسبب حجم الزيارات الخارجية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتي قابلها زيارة عدد كبير من المسؤولين الدوليين إلى مصر وصل عددهم إلى حوالي 55 مسؤولا دوليا بينهم رؤساء دول.

ومن جانبه أشار مساعد وزير الخارجية الأسبق، كمال عبد المتعال، إلى أن الدبلوماسية المصرية تعرضت لأزمات ستظل مستمرة معها خلال العام المقبل، تتصدرها قضية سد النهضة والتوترات مع أثيوبيا والتي لم يتم مواجهتها بشكل صحيح.

ودعا عبد المتعال، في مقابلة مع أصوات مصرية، إلى ضرورة رأب الصدع في العلاقات مع السعودية والتعامل الدبلوماسي الحصيف في قضية مقتل الشاب الإيطالي جوليو ريجيني.

تعليقات الفيسبوك