"صنع في البيت".. أوجاع نسائية تكشفها عدسة هبة خليفة

الأربعاء 21-12-2016 PM 04:10

صنع في البيت .. كتاب مصور لهبة خليفة

مطلقة، أرملة، عانس، تخينة .. حصر المرأة في مثل هذه التصنيفات كان دافع فنانة التصوير الفوتوغرافي هبة خليفة لتجسيد معاناة النساء والفتيات من الانتقادات اليومية التي يتعرضن لها في البيت أو في الشارع من خلال كتاب مصور بعنوان "صنع في البيت".

ومن المقرر أن يقام حفل توقيع "صنع في البيت" يوم 23 ديسمبر المقبل في مركز فوتوبيا الثقافي بمصر الجديدة.

وتقدم كل صفحة من صفحات الكتاب صورا تعيبرية عن آلام تعرضت لها نساء وفتيات من فئات عمرية متباينة كلهن مرتديات "بادي كارينا" للتعبير عن "تقييد المرأة وعلاقتها بجسدها"، كما تقول هبة خلفية في حديثها مع "أصوات مصرية".

 

صورة من كتاب صنع في البيت

وترى هبة خليفة أن علاقة الفتيات بأجسادهن علاقة "شائكة وموجعة"، وتقول "أردت أن أتناول هذه العلاقة على نحو غير مبتذل لا يصور جسد المرأة كسلعة استهلاكية، وهو أمر صعب أن أجمع بين تصوير جسد امرأة وظهورها بشكل غير مبتذل".

وبدأت فكرة الكتاب المصور قبل عامين كمشروع ضمن منحة تصوير فوتوغرافي وثائقي بدعم من مؤسسة "آفاق" ومؤسسة "ماجنوم"، وسافرت هبة إلى بيروت لحضور ورشة بـ "آفاق"، حيث استمعوا لها وساعدوها في خروج مشروعها في أبسط صورة.

ومن المساهمات التي قدموها لها على سبيل المثال الرسومات البسيطة الموجودة على حائط غرفة منزلها التي خصصتها لتنفيذ المشروع.

وللتعرف على مشكلات النساء في مصر اعتمدت هبة على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، ومن خلاله تعرفت على عدد من النساء تحدثت معهن وعرضت عليهن فيما بعد أن تظهر مشكلاتهن في صور فوتوغرافية تعبر عن علاقة المرأة بجسدها.

*صنع في البيت

خصصت هبة خليفة غرفة في منزلها لتصوير النساء حيث سردت كل سيدة حكايتها ومن هنا استقت عنوان كتابها "صنع في البيت" حيث صنعت كل الصور داخل منزلها.

من حكايات النساء التي عرضتها في كتابها قصة سيدة بلغت من العمر ستين عاما دون أن تنجب، وتروي النقد اللاذع الذي تعرضت له من المجتمع، وأخرى تروي القيود التي يفرضها أهلها عليها في كل شيء لأنها فتاة، وثالثة مهندسة يضربها والدها ويسبها لعودتها في وقت متأخر من عملها.

وتفسر هبة سبب ظهور الفتيات بـ"البادي كارينا"، لأنه من وجهة نظرها "زي خانق يقيد المرأة ويحجزها داخله فاختارته ليكون الزي الموحد الذي ترتديه كل النساء في الصور".

وتندمج هبة مع كل قصة فتستخدم الديكور والعناصر الفنية المناسبة لكل مشكلة فاستخدمت الدبابيس للتعبير عن الألم، وغراب "البين" الذي يدل على الفراق، وزجاجة تحيط فتاة للتعبير عن سلب حريتها، ووجه بلاستيك تحمله فتاة طلب منها خطيبها إجراء عملية تجمييل لتغيير ملامحها.

 ومن بين عشرين صورة لمعاناة السيدات، جمعت إحدى الصور صاحبة المشروع هبة خليفة مع ابنتها "ورد" داخل طوق دائري وتعبر هذه الدائرة عن الضغوط التي تتعرض لها الأم المطلقة في مصر والأعباء الثقيلة التي تلقى على عاتقها.

هبة خليفة مع ابنتها ورد- صورة من كتاب "صنع في البيت"

ولم يكن هذا أول مشروع مصور تكرسه هبة خليفة للتعبير عن معاناة المرأة، فأطلقت من قبل مشروع "من الداخل" الذي يبرز القيود الفروضة على النساء في المجتمع.

تعليقات الفيسبوك