غياب الخصوصية على الإنترنت.. يدفع ثمنها النساء

الخميس 01-12-2016 AM 10:47

شعار موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك - صورة من رويترز

"للسيدات فقط".. هذه الجملة هي جواز مرور للنسبة الغالبة من النساء على الإنترنت، فغياب الخصوصية وإجراءات الأمان جعلتهن يفضلن المجموعات المغلقة والقاصرة عليهن فقط.

تبتعد الفتيات عن المواقع التي تشترط تسجيل البيانات خوفا من التحرش بهن أو العبث بصورهن واستغلالها بشكل غير مشروع، فيلجأ معظمهن إلى استخدام أسماء مستعارة ووضع صور فنانات أو ورود أوعصافير.

ومن أجل حل مشاكل غياب الخصوصية، لجأت بعض المجموعات على فيس بوك إلى قصر عضويتها على النساء كضمانة لعدم وجود تحرش إلكتروني، وعدم اطلاع أي شخص خارج المجموعة على حسابات العضوات وبياناتهن.

* للنساء فقط

ومن الصفحات النسائية التي حققت نجاحا بسبب الخصوصية صفحة "حد يعرف" على فيس بوك، التي تضم أكثر من 500 ألف عضوة، وتتيح لهن تبادل المعلومات ووصفات الطبخ، وبيع المنتجات، والاستشارات.

بينما وضعت بعض المواقع والمنتديات شروطا للانضمام لها من بينها عدم التعرض لأي عضو أو اختراق خصوصيته، إلا أن البعض لا يرى هذه الإجراءات كافية.

ولجأ جروب "روبابيكيا البيت مستعمل وجديد" إلى تذكير الأعضاء بقانون التحرش، ودعاهم إلى احترام الآخرين قائلا "يا ريت التعامل يكون باحترام متبادل.. رجاء للرجال مراعاة ذلك".

ونص القانون على أنه "يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر وبغرامة لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعرض للغير في مكان عام أو خاص أو مطروق بإتيان أمور أو إيحاءات أو تلميحات جنسية أو إباحية سواء بالإشارة أو بالقول أو بالفعل بأي وسيلة، بما في ذلك وسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية".

* "فيس بوك" مصدر رئيسي للتحرش

وأظهرت دراسة أجرتها مؤسسة "تدوين" لدراسات النوع الاجتماعي بالتعاون مع مؤسسة الويب الدولية -في ديسمبر 2015- بعنوان "حقوق المرأة على الإنترنت"، أن المرأة تكون عرضه للتحرش الجنسي من خلال استخدام الهاتف المحمول أو الإنترنت مرتين أكثر من الرجل.

وأوضحت الدراسة أن فيس بوك هو المصدر الرئيسي للتحرش الجنسي والتعرض لـ"البلطجة" على الإنترنت، وأنه حين تتعرض المرأة للعنف على الإنترنت، فإنها أكثر عرضة 4 مرات لاتخاذ إجراءات جذرية عن الرجال (تغيير عنوان البريد الإلكتروني، بيانات الحساب الشخصي، أو رقم التليفون)".

وأشارت الدراسة إلى أن "66% من الذكور المستطلعين يعتقدون أنه يجب وضع قيود على المرأة وألا تسخدم الإنترنت بمفردها، فيما رأى 64% من الرجال أن لهم الأولوية عن النساء في استخدام الإنترنت".

وشملت الدراسة إجراء مسح في المجتمعات الفقيرة بالمناطق الحضرية من القاهرة الكبرى، ضم 1000 مستطلع (750 من النساء، 250 من الرجال) من مختلف الأعمار والخلفيات.

* الفتيات يمتنعون

وتعاني مواقع التشغيل عبر الإنترنت من نفس المشكلة، حيث لا تقبل الفتيات على التسجيل فيها وإرسال السيرة الذاتية، فما زالت نسبة المشاركة النسائية لا تتعدى 10% فقط بسبب الخوف والقلق، بحسب القائمين على بعض هذه المواقع.

موقع "شغلني"، الذي يتيح لراغبي العمل الفرصة لأداء المقابلات الشخصية مع شركات وأصحاب أعمال من خلال تقديم السير الذاتية على الموقع، قرر وضع إجراءات أمان للفتيات تضمن سرية البيانات وعدم الاطلاع عليها إلا لأصحاب الأعمال بهدف مساعدتهن لإيجاد فرص عمل.

ويقول عمر خليفة الرئيس التنفيذي للموقع، لأصوات مصرية، "قدرنا نعمل خاصية على الويب بتحمي خصوصية بيانات البنات خاصة أرقام الهواتف، منعا لدخول غرباء عليهم ومعكاستهم"، موضحا "الجهة الراغبة في التواصل معاهم من شركات هم فقط من حقهم الوصول لبيناتهم".

ويشير خليفة إلى أن 10% من المتقدمين من الفتيات، قائلا "ديه نسبة مش قليلة مقارنة بنسب إقبال الفتيات على المواقع التي يضطرون فيها لترك بياناتهم فلا تتعدى 5% في الغالب".

ويرى أن خصوصية البيانات هي سبب رئيسي في عدم إقبال الفتيات على المشاركة، خوفا من سوء استخدام هذه البيانات أو استغلال صورهن ومعاكستهن.

ويوضح خليفة أن الفتيات أكثر التزاما في المقابلات الشخصية من الشباب، قائلا "البنات بيهتموا أكتر وبيكملوا للآخر عكس الشباب".

وقالت عاليا سليمان مديرة الاتصال بمبادرة خريطة التحرش، لأصوات مصرية، إن التحرش الإلكتروني جريمة لا تختلف عن أي جريمة تحرش أخرى، وعلى الفتاة أن تتعامل مع التحرشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي على هذا الأساس وتسعى للحصول على حقها.

وأضافت "بننصح البنت في الحالات دي انها تقوم بتقديم بلاغ ضده في إدارة مكافحة جرائم الإنترنت علشان تاخد حقها".

تعليقات الفيسبوك