الخوف من المجهول يتحدى ارتفاع الأسعار في دعوة  11-11

الإثنين 07-11-2016 PM 08:31

جانب من تظاهرات المتقدمين بطلبات الحصول على إسكان اجتماعي في بورسعيد 18 أكتوبر 2016 - صورة لأصوات مصرية

يتخوف مواطنون من مجهول بات أكبر من شعور الشعب بالاستجابة للنزول والتظاهر يوم 11 نوفمبر المقبل.

وتعويم العملة المصرية، وارتفاع الأسعار، وخاصة سعر المواد البترولية مؤخراً، ربما يكون سبباً لامتناع العامة عن الاستجابة للنزول والتظاهر على الرغم من أنه هو السبب نفسه الذي  قامت من أجلة دعوة التظاهر.

وكانت انطلقت عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" دعوة لحشد المواطنين للتظاهر احتجاجا على الغلاء، واتخذت الدعوة طريقها للانتشار رغم الإجراءات الاحترازية التي تتخذها أجهزة الدولة حيالها، ولكن تبرؤ معظم القوى السياسية والثورية منها، جعلها لا تزال تبحث عن ظهير شعبي على الأرض.

و11-11 هو اليوم الذي اختاره الدعاة لما سموه بـ"ثورة الغلابة" لحشد المواطنين للتظاهر ضد الغلاء، لا سيما بعد وقوع عدة أزمات اقتصادية تصدرها ارتفاع سعر الدولار وتراجع السياحة وعدم توافر سلع غذائية في الأسواق.

 الصفحات الداعية للتظاهر استخدمت العملات الورقية المصرية للترويج للدعوة من خلا تدوين عبارات عليها تدعو للنزول ومشاركة الصورة العملة على فيس بك بين المرحبين بالدعوة.

* الغلاء والدعوة

يتوقع محمود عسقلاني رئيس جمعية "مواطنون ضد الغلاء" أن ارتفاع أسعار المواد البترولية وتعريفة الأجرة على المواطنين، وتعويم الجنيه، لن يحرك دعوات التظاهر (لثورة الغلابة) التي دعا اشخاص للنزول لها يوم 11-11 المقبل.

ويضيف عسقلاني أن ثورات الغلابة أو الثورات التي يحتشد لها الأشخاص بسبب الغلاء وارتفاع الأسعار لا تكون محددة الوقت، وإنما تكون الثورة انفجارا متراكما لدى الأشخاص غير محدد بميعاد.

ويوضح عسقلاني أن عددا من الإجراءات والقرارات الحكومية التي اتخذتها الحكومة مؤخرا قد تؤدي إلى غضب الشعب "غضب مكتوم ومكبوت"، وهو ما يعبر عنه الشعب في وقت ما لا يعلمه أحد بثورة أوغضب شعبي عارم من شأنه الإطاحة بالأنظمة.

وأشار عسقلاني إلى أن الشعب المصري لديه قدرة على تحمل الغلاء وارتفاع الأسعار، ولكن إذا زادت الحكومة من إجراءاتها واستمر ارتفاع الأسعار "فحتما ستندلع ثورة غلابة".

ويقول عسقلاني، إن تخوف الشعب من وصول الحال إلى أسوأ مما هو عليه الآن بسبب التوترات والنزاعات السياسية الإقليمية، يحول دون النزول وتدعيم دعوة ثورة الغلابة يوم 11/11 المقبل.

* العملة المصرية

تخطى عدد الصفحات الداعية لثورة الغلابة على فيس بوك 5 صفحات، لكن الملفت للإنتباه أن من بين الصفحات صفحة استخدمت العملة المصرية للترويج للدعوة، وكدليل قاطع على أن الجنيه بعد التعويم زاد من الحمل الثقيل على كاهل المصريين.

استخدمت الصفحة الداعية لدعوة النزول فئات الخمسة، والعشرة، والعشرين، والخمسين جنيها، مدون عليها عبارات من أمثلة "نازلة ومش متنازلة والثورة مستمرة".

* تأهب الجامعات

نشر عدد من وسائل الإعلام المحلية أن الجامعات المصرية تستعد لدعوات النزول للتظاهر يوم 11 نوفمبر، بإلغاء الاجازات لهذا اليوم لأفراد الأمن والذي يوافق يوم الجمعة، ليكونوا متواجدين بشكل مستمر على مدار اليوم داخل الجامعات ومحيطها.

* استعدادات الأمن

وتتخذ الأجهزة الأمنية إجراءات استباقية لإجهاض الدعوة للتظاهر من خلال تحذير المواطنين من الاستجابة للنزول إلى الميادين والتعرض للممتلكات والمنشآت العامة.

كما ألقت قوات الأمن القبض على عدد من الأفراد، واتهمتهم التحقيقات بـ"التحريض ضد النظام، والدعوة لقلب نظام الحكم، واستغلال ارتفاع أسعار بعض السلع لتأجيج مشاعر المواطنين لتحريضهم على التظاهر".

واعتبرت معظم وسائل الإعلام الاستجابة للتظاهر يوم 11/11 دعوة "لتخريب البلاد وتنفيذ أجندات خارجية لقلب نظام الحكم"، لا سيما في ظل تنامي الأزمات الاقتصادية التي تشهدها البلاد".

ورغم حصولها على جزء من الاهتمام الإعلامي والأمني في البلاد، إلا أن الدعوة للاحتشاد والتظاهر يوم 11 نوفمبر المقبل لا تزال حبيسة الفضاء الافتراضي ولم تجد لها موطيء قدم على الأرض.

عادل عامر مدير مركز المصريين للدراسات الاقتصادية والسياسية يقول إن السبب الذي دعى المتظاهرين للنزول من أجلة وهو الغلاء وارتفاع الأسعار، ربما يكون هو السبب نفسة الذي يجعل العامة يمتنعون عن النزول وتلبية دعوة التظاهر في 11 نوفمبر المقبل.

ويضيف عادل أن المواطنين متخوفون من فقدان مرحلة الأمان التي وصلوا إليها مرة أخرى حتى وأن لم تكن متقدمة أو يشوبها قمع أمني، "لكن المواطن في النهاية ينام في منزلة في أمان".

ويوضح عادل أن مركز الدراسات الذي يعمل مديراً له رصد من خلال المتابعات على صفحات التواصل الاجتماعي الداعية للتظاهر، أن المتجاوبين مع الدعوات يوم 11 نوفمبر عدد لا يتجاوب 20 ألف على كل الصفحات الداعية بغض النظر عن انتشار الدعوة بين الناس ووسائل الإعلام.

تعليقات الفيسبوك