في مثل هذا اليوم.. أزمة السويس تغير وجه المنطقة

السبت 29-10-2016 PM 01:59

قناة السويس - صورة من رويترز

إعداد مريم محمد

 ستون عاما مرت منذ اندلاع حرب السويس في التاسع والعشرين من أكتوبر 1956، حين هاجمت إسرائيل مصر وأشعلت صراعا عالميا كانت له عواقب طويلة الأمد أهمها أن أصبحت الولايات المتحدة الوسيط الأكبر في الشرق الأوسط.

وقال جون أونيل، وهو خبير أمريكي في مكافحة الإرهاب وكان عميلا خاصا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، في مقال نشر على موقع صحيفة "ذا  ديترويت نيوز"، إن الحرب بدت للوهلة الأولى كأنها حلقة جديدة من سلسلة الصراع العربي الإسرائيلي.

لكن كانت هناك مؤامرات أكثر من ذلك تحيط بالصراع، فقد تدخلت كل من بريطانيا وفرنسا بعد اسبوع من بدء الهجوم الإسرائيلي.

وقال إن القصة تعود إلى وقت تأميم الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لقناة السويس في يوليو 1956، كرد فعل على إلغاء الولايات المتحدة لمساعدات مالية لمصر كانت مخصصة لبناء السد العالي. وأضاف أن مصر كانت في حاجة للسد لاستخدام مياه النيل في الري، ولجأ عبد الناصر إلى تأميم قناة السويس لجمع رسوم العبور من السفن لتعويض تلك المساعدات المالية التي ألغتها أمريكا.

وأشار إلى أن كلا من بريطانيا وفرنسا المعتمدتين على قناة السويس للعبور إلى آسيا وأفريقيا وجدتا أن الوضع لا يطاق، وهو ما دفع رئيس الوزراء الفرنسي جي موليه إلى التحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن جوريون في 1956 لمهاجمة مصر، والذي لم يكن بحاجة إلى تشجيع يذكر. 

وبالإضافة إلى أن عبد الناصر كان تهديدا للقوى الغربية، فقد مثل خطرا دائما لإسرائيل بتشجيعه للمناوشات على الحدود ومنعه للسفن الإسرائيلية من الوصول إلى قناة السويس ومضيق تيران.

وأضاف الكاتب أن موليه عقب ذلك أبلغ رئيس وزراء بريطانيا أنطوني إيدن بالخطة، حيث لم يكن البريطانيون بدورهم في حاجة إلى تشجيع يذكر.

وقال إن الخطة كانت أن تغزو إسرائيل مصر لإيجاد ذريعة لبريطانيا وفرنسا للتدخل تحت غطاء حفظ السلام حيث كان البلدان يسعيان لاستعادة السيطرة على منطقة القناة. وعقب أسبوع من هجوم إسرائيل على مصر، تدخلت كل من بريطانيا وفرنسا للفصل بين المصريين والإسرائيليين.

وأضاف أن المهمة كانت سيئة الطالع. فقد كان تعاون إسرائيل الزائد واضحا لدرجة كشفت أن الأمر برمته مدبر. ولم تكن الولايات المتحدة استشيرت، وهو الأمر الذي أغضب الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور الذي كان مشغولا داخليا بحملة إعادة انتخابه، وخارجيا بانتفاضة في المجر. لم يكن ممكنا أن يخطئ إيدن وموليه أكثر من ذلك عندما اعتقدا أن الولايات المتحدة ستنظر لتدخلهما في الصراع العربي الإسرائيلي كأمر واقع، فقد أصدرت الولايات المتحدة إعلانا مشتركا مع الاتحاد السوفيتي طالب بريطانيا وفرنسا وإسرائيل بالجلاء عن مصر.

وذكر الكاتب أنه بالنسبة لإسرائيل، لم يكن الأمر سيئا للغاية، فقد تدخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي للسماح للسفن الإسرائيلية بحرية المرور عبر مضيق تيران. لكن مصر صارت أكثر شراسة بعدما أصبح عبد الناصر في مركز قيادي في العالم العربي لم يسبق له مثيل بإذلاله للقوتين الغربيتين.

وأضاف أن بريطانيا وفرنسا أهينتا، لكن التطور الأهم كان كيف أصبحت الولايات المتحدة عقب ذلك الوسيط الأكبر في الشرق الأوسط. لكن الكاتب قال إنه بدلا من النواح على هذا التطور، فمن الأفضل قبوله كأمر واقع ودور لا يمكن إلا للولايات المتحدة القيام به. 

تعليقات الفيسبوك