المنيا.. من الإبداع والفن إلى العنف الطائفي

الخميس 21-07-2016 PM 07:02

حريق الكنيسة الإنجيلية في محافظة المنيا- صورة من رويترز

رغم ارتباط اسم عروس الصعيد بأحداث عنف طائفي متواترة خلال الفترة الماضية، لكن رحمها طالما أنجب أدباء وفنانين مبدعين.

المنيا المحافظة الملقبة بـ"عروس الصعيد" كانت مسرحا لأحداث طائفية دامية خلال الشهرين الماضيين، رغم أنها مسقط رأس عدد من المبدعين أمثال طه حسين، وهدى شعراوي، وعمار الشريعي، ولويس عوض، ونعمات أحمد فؤاد، وسناء جميل، وعزت أبو عوف وغيرهم.

"أصوات مصرية" تلقي الضوء على بعض من أبناء محافظة الفن والإبداع قبل أن تصل إلى محطتها البائسة بالعنف الطائفي. 

عميد الأدب العربي

ولد طه حسين الملقب بعميد الأدب العربي في ١٥ نوفمبر ١٨٨٩ بقرية الكيلو بالقرب من مغاغة إحدى مدن محافظة المنيا.

فقد حسين بصره وهو في الرابعة من عمره حيث أصيب بالرمد، لم يمنعه ذلك من دراسة العلوم العصرية والحضارة الإسلامية والتاريخ والجغرافيا وعدد من اللغات الشرقية عندما فتحت الجامعة المصرية أبوابها عام ١٩٠٨.

رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وفي عام 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراة الفخرية، وفي العام نفسه ظفر طه حسين بقلادة النيل، إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية، ثم ترأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي، ورشح من جديد لنيل جائزة نوبل، كما تقلد منصب وزيرا للتربية والتعليم في مصر.

ومن أهم أعماله رواية الأيام، دعاء الكروان، على هامش السيرة، حديث الأربعاء، من حديث الشعر والنثر، جنة الشوك، في مرآة الصحفي، الحب الضائع.

عمار الشريعي

ولد الموسيقار والمؤلف عمار الشريعي الملقب بفيلسوف البياتي في مدينة سمالوط إحدى مراكز محافظة المنيا عام ١٩٤٨.

وهو واحد من أعمدة الموسيقى في مصر وله علامات وبصمات في الموسيقى الآلية والغنائية المصرية، إضافة إلى الموسيقى التصويرية للكثير من الأفلام والمسلسلات التليفزيونية رغم أنه كفيف.

تجاوز عدد أعماله السينمائية 50 فيلماً، وأعماله التليفزيونية 150 مسلسلاً، وما يزيد على 20 عملاً إذاعياً، وعشر مسرحيات غنائية استعراضية.

ومن الجوائز والأوسمة التي حصل عليها الموسيقار الراحل جائزة مهرجان فالنسيا، إسبانيا، عام 1986، وجائزة مهرجان فيفييه، سويسرا، عام 1989، وجائزة الحصان الذهبي لأحسن ملحن في إذاعة الشرق الأوسط لسبعة عشر عاما متتالية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 2005.

نعمات أحمد فؤاد

ولدت الناقدة نعمات أحمد فؤاد بمغاغة بمحافظة المنيا وحازت على ليسانس الآداب من كلّية الآداب جامعة القاهرة، تبعتها بالماجستير في أدب المازني والدكتوراه عن النيل في الأدب العربي.

اعتلت منصب مديرة للآداب والفنون ومديرة عامة للمجلس الأعلى للثقافة. وقامت بالتدريس في جامعة الأزهر وجامعة طرابلس بليبيا وجامعة حلوان في مصر.

حظيت بمكان بارز عند رجالات العصر أمثال عباس محمود العقاد، وأحمد حسن الزيات، وكان بيتها منتدى ثقافيا لأعلام مصر من مثقفين وأدباء وفنانين.

ومن مؤلفاتها دراسة في أدب الرافعي، وشعب وشاعر، وأبو القاسم الشابي، والمرأة في شعر البحتري، والجمال والحرية، والشخصية الإنسانية في أدب العقاد.

رمسيس يونان

ولد الفنان رمسيس يونان عام ١٩١٣ بمحافظة المنيا، ويعتبر من رواد التجديد في الفن المصري وداعية للتحرر في الفكر والفن، وكانت له جهودا في نقل الثقافة الغربية المعاصرة إلى العربية بالترجمة والرسم.

يونان من جيل رواد الحركة الثقافية التشكيلية التي بدأتها جماعة" الدعاية الفنية" بزعامة رائد التربية الفنية حبيب جورجي.

دخل مدرسة الفنون الجميلة عام ١٩٢٩ ودرس الرسم بالمدارس الثانوية حتي عام ١٩٤١، كما كانت رئيس تحرير المجلة الجديدة عام ١٩٤٣، وعمل في القسم العربي بالإذاعة الفرنسية، وكان مديرا للشئون الفنية لمنظمة الشعوب الأفريقية والآسيوية لخمس سنوات.

كان له أكثر من ١٥ معرضا خاصا وجماعيا منهم معرض (نحو المجهول) بالقاهرة، ومعرض لأعماله في المركز الثقافي المصري باريس 1978، ومعرض لأعماله بمتحف الفن المصري الحديث 1993.

لويس عوض

ولد المؤلف والمفكر لويس عوض في عام ١٩١٥ بالمنيا، وحصل على ليسانس الآداب قسم الإنجليزية بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف عام 1937.

وحصل على ماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة كامبريدج، ودكتوراة في الأدب من جامعة برستين، ثم أصبح رئيسا لقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة، وأشرف على القسم الأدبي بجريدة الجمهورية عام ١٩٥٣، كما عمل أستاذا للأدب المقارن بجامعة كاليفورنيا.

وحاز عوض على عديد من الجوائز منها وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى في عيد العلم، ووسام فارس في العلوم والثقافة الذي أهدته إليه وزارة الثقافة الفرنسية وجائزة الدولة التقديرية في الآداب.

تعليقات الفيسبوك