في محاولة الانقلاب..لماذا صالح إردوغان السوشيال ميديا بعد طول عداء؟

الإثنين 18-07-2016 PM 03:55

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع زوجته ونجله - صورة أرشيفية من رويترز

بالتزامن مع بداية تبلور الانقلاب العسكري في تركيا مساء الجمعة، حجبت حكومة أنقرة مؤقتا فيس بوك وتويتر ويوتيوب، وهو أمر أصبح رد فعل معتاد للاضطرابات المدنية في تركيا.

وقال موقع "ذا ديلي دوت" المعني بتغطية الموضوعات المتعلقة بالإنترنت والحياة الإلكترونية، في تقرير نشر يوم الأحد، إن حجب مواقع التواصل تم لفترة قصيرة وهو ما كان أمراً متوقعاً. 

وأشار إلى أن أدلة جديدة ترجح أن مزودي خدمات الإنترنت في تركيا صدرت لهم أوامر برفع الحظر المفروض على مواقع التواصل الاجتماعي للمساعدة في نشر دعوة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لمؤيديه لتحدي الانقلاب.

وحجبت تركيا تويتر ويوتيوب بشكل مؤقت في الفترة التي سبقت الانتخابات المحلية في مارس 2014، بعد تسريبات على الموقعين لتسجيلات صوتية يوحي مضمونها بوجود فساد في الدائرة المقربة من إردوغان الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء آنذاك.

وقال الموقع إنه بعد ساعة تقريبا من صدور أول التقارير حول محاولة الانقلاب، أكد فريق البحث المعني بمتابعة الرقابة أن حظر مواقع التواصل سار.

ولفت إلى أن موقع تويتر -للتدوين القصير- زعم أن هناك تباطؤاً متعمدا لحركة الموقع في تركيا، مضيفا أن شركة "داين ريسيرش" -المعنية بإعداد التقارير وتغطية القضايا التي تؤثر على أداء الإنترنت- أكدت أن الدخول على موقعي تويتر وفيس بوك كان يتم إبطائه في تركيا خلال محاولة الانقلاب.

وتابع أن شركة داين قالت -في وقت لاحق- إن الحظر المفروض تم رفعه من على فيس بوك وتويتر.

ونقل موقع "ذا ديلي دوت" عن مصدر مشارك في آلية فرض الرقابة في تركيا -فضل عدم الكشف عن هويته بسبب ضغوط  من الحكومة- تأكيده أن مزودي خدمات الإنترنت تلقوا بريداً إلكترونياً من سلطة الإنترنت بالحكومة التركية يطالبهم برفع الحظر "على وجه السرعة" من على فيس بوك ويوتيوب وتويتر.

وقال الموقع إن هذا التحول غير المسبوق يمكن تفسيره بحاجة إردوغان لحشد أنصاره بسرعة ضد محاولة الانقلاب. مضيفا أنه ثبت أن التكنولوجيا كانت عنصرا محوريا في نقل رسالته.

ونقل الموقع عن باحث في أمن المعلومات معروف باسم "ذا جروجك" تفسيره أن إردوغان كان عليه استخدام تطبيق "فيس تايم" لبث رسالته في الوقت الذي حلقت فيه طائرته بعيدا عن خطر المقاتلات المؤيدة للانقلاب والتي كانت تقصف الهيكل الأمني في العاصمة التركية أنقرة.

وتطبيق "فيس تايم" هو أحد تطبيقات شركة آبل ويسمح بالاتصال بالفيديو والصوت من شخص لشخص آخر باستخدام الإنترنت، ويدعم التطبيق الهواتف والأجهزة اللوحية.

وأرسل إردوغان رسالة عبر تطبيق "فيس تايم" بثتها قناة "سي إن إن" الإخبارية دعا فيها أنصاره للنزول للشوارع لمواجهة الانقلاب.

وقال الموقع إنه في وقت لاحق أعادت وكالة الأنباء الرسمية وقوة الشرطة الوطنية نشر تغريدات من حساب إردوغان الشخصي والحساب الرئاسي على تويتر. ودعت جميع التغريدات الأمة إلى الخروج للميادين وتحدي الانقلاب، وهو ما قام به عدد لا يحصى من المواطنين.

وأشار إلى أن القنوات التلفزيونية في جميع أنحاء البلاد استضافت إردوغان عبر "فيس تايم" في بث حي بما في ذلك "سي إن إن التركية" التي هوجمت من قبل أنصار إردوغان في سبتمبر.

وفي الساعات الحرجة الأولى من الانقلاب، عندما كان تويتروفيس بوك ما زالا محجوبين، تحول المستخدمون الأتراك إلى لشبكات الخاصة الافتراضية للاستمرار في تلقي ونشرالمعلومات. هذه العوامل -التي ساعدت إردوغان على هزيمة محاولة الانقلاب- بدت ممكنة بسبب نفس الأشخاص الذين تعرضوا لقمعه بهدف تعزيزسلطته في البلاد.

وقال الموقع إن حقيقة أن إردوغان رفع حاليا الحظرالمفروض على وسائل التواصل الاجتماعي، وأنه دعا الناس للنزول إلى الشوارع لا تعني بالضرورة أنه يؤيد هذه الحريات للجميع. ففي صباح اليوم التالي لمحاولة الانقلاب، أوقف مجلس القضاة برئاسة وزيرالعدل ما يقرب من 3000 قاض بما في ذلك قضاة من المحاكم العليا. وتم تداول أنباء عن عنف ضد جماعات معارضة في العديد من المدن، في حين يبدو أن أنصار إردوغان لديهم ضوء أخضر للتظاهر.

تعليقات الفيسبوك