آمال فهمي.. "ملكة الكلام" ومبتكرة "فوازير رمضان"

الأربعاء 22-06-2016 AM 11:28

الإذاعية آمال فهمي- صورة من جريدة الشروق

مع انطلاق مدفع إفطار أول أيام شهر رمضان عام 1955، كان مستمعو الإذاعة في مصر والعالم العربي على موعد مع أول فزورة من "فوازير رمضان" بصوت الإعلامية آمال فهمي.

منذ ذلك اليوم ربطت "ملكة الكلام" في الوطن العربي بين الفوازير وشهر الصيام برابط سحري، ألهم عشرات الإعلاميين والفنانين لتقديم فوازير رمضان بعدها في الإذاعة والتلفزيون.

* نشأتها

ولدت الإعلامية آمال فهمي عام 1926، وحصلت على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية من جامعة القاهرة.

وعُيّنت بالإذاعة المصرية عام 1951، ومن أشهر برامجها "على الناصية" الذي استمرت في تقديمه أسبوعيا أكثر من 50 عاما.

وعملت في بداياتها بالصحافة ونجحت في المزج بين العمل الصحفي والإذاعي، حيث حولت تحقيقاتها الصحفية إلى تحقيقات إذاعية وحازت على جائزة مصطفى وعلي أمين للصحافة.

وكانت آمال فهمي أول سيدة ترأس إذاعة الشرق الأوسط عام 1964، وعملت وكيلا لوزارة الإعلام فمستشارًا لوزير الإعلام.

وتولت منصب مستشار الإذاعة في فترة الثمانينيات، إلا أنها طوال هذه السنوات وعلى الرغم من مسؤولياتها العديدة، لم تتخل عن تقديم برنامج "على الناصية".

أشهر لقطة سينمائية ظهرت فيها آمال فهمي (يسار الصورة) مع الفنان عبد الحليم حافظ وهو يغني أغنية "بحلم بيك" ضمن أحداث فيلم "حكاية حب" عام 1959 - يوتيوب

* فوازير رمضان

وحققت "فوزاير رمضان" نجاحا هائلا، واستمرت آمال فهمي في تقديمها لسنوات طويلة فكان يؤلفها في البداية الشاعر بيرم التونسي، وبعد وفاته قدمها مفيد فوزي لموسم واحد، ثم كتبها الشاعر صلاح جاهين لنحو 14 عاما وخلّفه ابنه بهاء جاهين.

وقالت د.ليلى عبد المجيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام وعضو اتحاد الإذاعة والتلفزيون، لأصوات مصرية، إن هناك عدة عوامل ساهمت في شهرة وشعبية "فوازير رمضان" بداية من حداثة الفكرة التي لم يسبقها أحد فيها، وتعاونها مع كبار الشعراء لتأليف الفوازير.

وأضافت "آمال كانت تعمل بجدية لتقديم موضوع جديد للفوازير كل عام، ولم تكن تقتصر على التسلية وإنما كانت فوازير تثقيفية، تقدم معلومات ومعرفة بشكل جذاب ومشوق ولذلك كانت الناس تنتظرها من العام للعام".

وأشارت د.ليلى عبد المجيد إلى أن الإذاعة في ذلك الوقت كانت الوسيلة الإعلامية الأولى قبل أن يستولى التلفزيون على الشريحة الأعظم من المتابعين بما يقدمه من برامج ومسلسلات خلال شهر رمضان.

وتنوعت موضوعات الفوازير بين تخمين وسائل المواصلات "من الحصان إلى الصاروخ" وأشياء مرتبطة بشهر رمضان مثل المدفع والقطايف والمسحراتي.

وفي البداية كانت الفزورة مسابقة لتخمين صوت نجم مشهور يقوم بقراءة صفحة من أحد الكتب.

وتطورت مع مرور السنوات قيمة الجوائز من 5 جنيهات للجائزة الأولى إلى 5 آلاف جنيه.

وتحكي آمال فهمي -في أحد الحوارات الصحفية معها- عن الإقبال الجماهيري الذي حققته "فوزاير رمضان" قائلة "في إحدى السنوات وصلني مليون خطاب (حلول المسابقة)، ما جعل مدير مصلحة البريد يتقدم بشكوى إلى مجلس الوزراء بسبب الضغط على هيئة البريد".

وبعد أكثر من 14 عاما من تقديم آمال فهمي للفوازير الرمضانية عبر الأثير، قدم ثلاثي أضواء المسرح فوازير تلفزيونية عام 1969، فيما كانت الفنانة نيللي أول من قدمت الفوازير الاستعراضية عام 1975 وتوالى من بعدها أبطال الفوازير.

* على الناصية

كما اشتهرت آمال فهمي ببرنامج "على الناصية" الذي يعد رفيق رحلتها في عالم الإذاعة حيث استمرت في تقديمه منذ عام 1958 حتى اعتزالها العمل الإذاعي عام 2014.

وقدمت في برنامجها العديد من القضايا المجتمعية والسياسية وساهمت من خلاله في أعمال الخير وجمع التبرعات للمستشفيات.

وقالت د.ليلى عبد المجيد "آمال فهمي ظلت تعمل كشابة في العشرينيات حتى لحظة مغادرتها الإذاعة، فكانت تنزل إلى الشارع وتتابع الأحداث وتعد البرنامج بنفسها ولم تؤثر الراحة والجلوس في مكتبها".

وكانت آمال فهمي صاحبة فكرة برنامج (الشعب يسأل والرئيس يجيب) مع الرئيس المعزول محمد مرسي، كما قدمت حلقة من حلقات برنامجها الشهير "على الناصية" من موقع حفر قناة السويس الجديدة عام 2014.

وقالت د.ليلى عبد المجيد "آمال فهمي من أكثر الإعلاميات اجتهادا، وصقلت موهبتها بالعمل المستمر على تطوير نفسها والتدقيق فيما تقدمه".

وتابعت "كانت تعرف أن الكلمة مسؤولية خطيرة وظلت تستشعر رهبة هذه المسؤولية كلما وقفت أمام الميكروفون حتى آخر لحظة لها بالإذاعة".

واعتزلت آمال فهمي العمل بالإذاعة بعد تعرضها لظروف صحية إثر سقوطها على سلالم ماسبيرو وإهمال علاجها وهو ما جعلها تشعر بـ"إهانة تاريخها".

وبعد قرار الاعتزال، تدخلت رئاسة الجمهورية في عهد الرئيس السابق عدلي منصور ود.درية شرف الدين (آخر وزيرة إعلام) وتم إقناعها بالتراجع عن الاعتزال وعادت لتقديم برنامجها لفترة قصيرة وتوقفت ثانية بعدها، وبررت ذلك في حوار سابق قائلة "لقد اكتشفت أنني خسارة في الإعلام المصري، الذي لا يقدر اسم ومكانة الإعلامي الذي أفنى عمره ليقدم إعلامًا ناجحًا وأفكارًا مبتكرة وأسلوبًا جديدًا، ثم في النهاية أعامل بشكل مهين لا يليق باسمي وتاريخي الذي كافحت لسنوات طويلة حتى أصنعهما".

وفي يناير 2015 صدر قرار وزاري بعلاج الإذاعية آمال فهمي على نفقة الدولة.

* فوازير آمال فهمي

تعليقات الفيسبوك