طباخ الأكل "مش" بيدوقه!

الثلاثاء 21-06-2016 PM 02:12

طباخون في أحد المطاعم الشهيرة بحي المهندسين - صورة من أصوات مصرية

ليس هناك لهفة تعادل انتظار جرعة ماء أو وجبة طعام بعد 16 ساعة صيام في صيف تتجاوز درجات حرارته الأربعين. يهرع الجميع إلى منازلهم انتظاراً للحظة انطلاق مدفع الإفطار، أما المطاعم فيعمل معظمها بكامل الطاقة رغم تقلص عدد ساعات عملها في شهر رمضان. 

وتتراص أطباق الطعام وزجاجات المياه والمشروبات بأنواعها على طاولات المطاعم قبل دقائق من موعد آذان المغرب استعدادا للإفطار، لكن العاملين بها غالبا ما يكون لهم موعد آخر للإفطار تُجبرهم عليه المهنة.

* بعد المغرب بساعة ونص

يقف حسن أحمد، الذي يعمل نادلا في أحد المطاعم الشهيرة بحي المهندسين، منتبها ومستعدا لتلبية نداءات رواد المطعم الذين تكثر طلباتهم في موعد الإفطار، بحسب قوله.

ويؤكد أحمد "23 عاما" أن آذان المغرب في شهر رمضان موعد للعمل وليس للإفطار بالنسبة له ولزملائه العاملين في المطعم الذي يسع لأكثر من 40 طاولة و240 مقعدا.

ويضيف حسن "بافطر كوباية مايه و3 تمرات ع السريع، لكن الأكل ميعاده بعد المغرب بساعة ونص على الأقل بعد ما يمشي آخر زبون في المطعم".

ويبدأ العمل في المطعم خلال شهر رمضان من الساعة 12 ظهرا ويستمر حتى الساعة 10 مساء، فيما تكون فترة الذروة من السادسة مساء وحتى الساعة الثامنة مساء.

ويقول حسن إن "الراحة والإفطار مدتها نصف ساعة تبدأ قبل عملية تنظيف المطعم والطاولات وغسل الأطباق وأدوات الأكل مباشرة".

* على نار هادية

ويقول زميله بالمطعم محسن رضوان "38 عاما"، الذي يعمل طباخا في فترة دوام تستمر 8 ساعات، إن العمل في شهر رمضان "مرهق جدا" بسبب الوقوف لساعات طويلة في الصيام أمام مواقد الغاز أثناء عملية الطهي.

وتابع رضوان "أبدأ العمل من الساعة 12 ظهرا وحتى الساعة 8 مساء لتجهيز كل أنواع الأكل الموجود في المنيو (قائمة الطعام) من غير ما أدوقه.. بالخبرة كده".

ويضيف رضوان، الذي يقول إنه أكمل عامه العشرين في هذه المهنة، أن صعوبة العمل في رمضان تتركز في تجهيز عدد وجبات ضعف العدد العادي "لأن الناس بتحب تأكل بره وتعزم حبايبها على الأكل في المطاعم بدل البيت".

وعن صعوبة إعداده لجميع أصناف الأكل أثناء الصيام، قال "قبل الفطار بساعتين الواحد بيكون تعب ونفسه يريح ويأكل لأن ريحة الأكل بتغري الواحد.. لكن بنكمل صيامنا ورمضان كريم".

* وجبات طائرة  

الطرف الثالث في منظومة العمل داخل المطعم هم سائقو الدراجات البخارية أو "عمال الدليفيري" كما يطلق عليهم، والذين ينقلون الوجبات الجاهزة إلى منازل الزبائن.

ويقول عوض طه "22 عاما" إنه يبدأ عمله في شهر رمضان قبل موعد الإفطار بساعتين، وينتهي بعد نصف ساعة من آذان المغرب على أقصى تقدير.

ويضيف طه أنه رغم تقليص عدد ساعات العمل في رمضان، لكن شغل رمضان "كتير ورزقه واسع خاصة ان المطعم بيجهز وجبات للأفراد والشركات".

ويقول طه إن أكثر تعليق يسمعه من الزبائن خلال توصيل الوجبات لمنازلهم في شهر رمضان هو "انت اتأخرت كدة ليه يا عم"، حتى لو وصلت الوجبات قبل آذان المغرب بساعة.

تعليقات الفيسبوك