باتريك كوكبيرن في الإندبندنت: "النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط يتراجع ... يجب أن يخبرهم أحد بذلك"

الأحد 30-09-2012 PM 11:16
باتريك كوكبيرن في الإندبندنت:

أوباما يلوح للصحفيين في حديقة البيت الأبيض - رويترز.

كتب

في مقال على موقع صحيفة "الإندبندنت"، يتساءل "باتريك كوكبيرن" عما إذا كانت الولايات المتحدة – بعد رفضها محاولة الإبقاء على نظام مبارك – تواجه موقفا شبيها بموقف الاتحاد السوفيتي عام 1989 عندما سمح بتهاوي الدول البوليسية التي كان يدعمها في شرق أوروبا.

ويتساءل أيضا عما إذا كان عهد الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط يوشك على النهاية أم يتخذ شكلا جديدا.

ويقول الكاتب إن الولايات المتحدة أصبحت أكثر ضعفا بشكل ملحوظ عما كانت عليه بين عام 1979 – عند توقيع السادات لكامب ديفيد وتحالفه مع أمريكا – وعامي 2004 و 2005 – حين اتضح للعالم أن الحرب في العراق كانت كارثة.

ويرى الكاتب أن الربيع العربي فرض تحديات وتهديدات جديدة على الولايات المتحدة، إلا أنه فتح لها خيارات جديدة. ويقول إن سحب دعم الولايات المتحدة لمبارك – رغم استياء السعودية وإسرائيل – تم حسم أمره في وقت مبكر (من الانتفاضة المصرية عام 2011).

ويقول "لكن جماعة الإخوان المسلمين تنظر منذ فترة طويلة في كيفية تمكنها من التوصل إلى تسوية مع الولايات المتحدة من شأنها أن تحمي الجماعة من الانقلابات العسكرية، وتمكينها من السيطرة على  قوات الأمن المصرية".

ويرى الكاتب أن هذه الاستراتيجية شبيهة تماما بمثيلتها الناجحة التي تبناها رئيس الوزراء التركي "أردوجان"، التي تفسر كيف تم إعداد تركيا للالتحاق بالولايات المتحدة في غزوها للعراق، وأن تصبح الأداة الرئيسية للسياسة الأمريكية تجاه سوريا منذ العام الماضي.

ويرى "كوكبيرن" أن التحالف مع الإسلاميين – الديمقراطيين ذوي التوجه الرأسمالي – في كل من مصر وتركيا يحقق بوضوح مصالح الولايات المتحدة وقوى حلف الأطلنطي، ولكن امتداد دعم الديمقراطية لبلد مثل البحرين – على سبيل المثال – لا يحقق هذه المصالح.

ويضيف أن الحلفاء الجدد – الإسلاميين – وعلى عكس مبارك لا يرجح أن يدعموا في الخفاء تحركات عسكرية إسرائيلية كقصف لبنان أو غزة.

ويشير إلى أن عدم معرفة الناخبين الأمريكيين بالدرجة التي تقلص بها النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط يمثل مشكلة للبيت الأبيض، وأن النخبة السياسية والعسكرية فشلت في تقدير مدى وتبعات هذا الفشل.

ويشير إلى قيام نائب الرئيس الأمريكي بإلقاء خطاب في بغداد بالعراق عام 2010، معددا الأمور الجيدة التي صنعتها أمريكا في  "باكو" – عاصمة أذربيجان –  ربما لخلطه بين باكو والبصرة كاشفا عن جهله بجغرافية وسياسة العراق.

ويقول الكاتب إن أوباما تبنى سياسة للتراجع في مصر والعراق وأفغانستان، ويتساءل عما إذا كان موقف الولايات المتحدة سيتغير في حالة إعادة انتخاب أوباما في نوفمبر لفترة جديدة، وعما إذا كانت ستتخذ موقفا – غالبا عبر تركيا – للتدخل العسكري في سوريا للإطاحة ببشار الأسد.

ويقول إن الصراع في سوريا – ليس فقط في مواجهة نظام استبدادي - هو أيضا بين السنة والشيعة، وبين إيران وأعدائها، في الوقت الذي يتلقى الأسد دعما من بيروت وبغداد وطهران.

 رابط المقال على موقع صحيفة "الإندبندنت" المنشور اليوم بتاريخ 30 سبتمبر 2012

تعليقات الفيسبوك