كارنيجي: جماعة الإخوان المسلمين تواجه طريقا مجهولا وسط ضغوط لم يسبق لها مثيل

الجمعة 31-07-2015 PM 03:55
كارنيجي: جماعة الإخوان المسلمين تواجه طريقا مجهولا وسط ضغوط لم يسبق لها مثيل

مسيرة سابقة لأنصار محمد مرسي - رويترز

كتب

قال تقرير لمعهد كارنيجي للسلام الدولي إن جماعة الإخوان المسلمين، أكبر حركة معارضة في مصر وواحدة من أقدم الحركات السياسية في البلاد، محاصرة ما بين حملة أمنية لم يسبق لها مثيل من أمن الدولة وبين جيل شاب يضغط من أجل تحرك أقوى ضد نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. وأضاف التقرير الذي نشر الخميس بموقع المركز على الانترنت أن مصر والمنطقة بكاملها تواجه تداعيات واسعة النطاق بالنظر إلى أن الجماعة التي اعتنقت طويلا التغيير التدريجي تتحول إلى جماعة تدافع عن التغيير الثوري وتكافح لتحدد ما إن كان ذلك يعني تبني استراتيجية للعنف ضد الدولة.

آراء متعارضة

*واجهت الإخوان المسلمين العديد من حملات القمع وخاصة الحملة الطويلة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الخمسينات والستينات من القرن الماضي لكنها لم تتعرض مطلقا لفترة من القتل والسجن والتعذيب وأشكال القمع الأخرى مثل تلك التي تشهدها منذ "انقلاب" يوليو 2013 ضد الرئيس السابق محمد مرسي العضو الكبير في الجماعة.

*خلصت المراجعة الداخلية التي أجرتها جماعة الإخوان المسلمين للعام الكارثي الذي أمضاه مرسي في السلطة إلى أنها فشلت في أن تكون ثورية بما يكفي وأن الصفقات السياسية التي حاولت ابرامها مع الجيش وأطراف الدولة الأخرى جاءت بنتيجة عكسية.

*يشعر زعماء الجماعة بالقلق من فقد ولاء الشباب الذين يتحملون وطأة القمع كما أنهم عرضة للانقياد للجماعات المتطرفة.

*أصبح القادة أكثر مراعاة للأعضاء الشبان الذين يدفعون الجماعة إلى حدود لم تعرف من قبل.

اتجاه أكثر ثورية

*الإخوان المسلمين تقف على قدميها مرة أخرى كمنظمة داخل مصر وخارجها وتجري انتخابات لمراكز قيادية سرية منها المرشد العام وأعضاء مكتب الإرشاد وأيضا لاختيار أعضاء مكتب للشؤون الخارجية في اسطنبول.

*ما زال زعماء الجماعة والناشطون بها في مرحلة مبكرة من تعريف ما سيعنيه بالنسبة للجماعة أن تصبح ثورية. والشيء المؤكد الوحيد أنه يعني معارضة دولة مصرية خلصوا إلى أنه لا يمكن إصلاحها.

*وما زال الموقف الرسمي للإخوان المسلمين يتبنى إلى حد كبير المقاومة غير العنيفة لكن ما يقوله الأعضاء والزعماء في السر والعلن متباين بدرجة أكبر، وتبنى العديد من بيانات الإخوان المسلمين مبدأ القصاص. ويعبر بعض الأعضاء عن القلق من التخلي عن عقود من السلمية ومن جرهم إلى صراع مسلح مع قوات الأمن لا يمكن الفوز به ومدمر بدرجة بالغة. ويقول آخرون إنه في إطار عنف الدولة الذي لم يسبق له مثيل ضد الإخوان وجماعات المعارضة الأخرى فإن مواصلة الدعوة إلى المقاومة السلمية هراء.

*زاد النظام حملته الأمنية على الإخوان بما في ذلك التهديد بإعدام زعماء كبار بعدما صعد متشددون مقرهم سيناء العنف ضد أهداف حكومية في صيف 2015 رغم أن الدولة لم تثبت مسؤولية الإخوان عن ذلك العنف. وزاد ذلك المخاطر أكثر من أي وقت مضى.

وقال التقرير إن جماعة الإخوان المسلمين في مصر خرجت من الموقف الدفاعي الذي اتخذته في أول 18 شهرا بعد "انقلاب" 2013 الذي أطاح بمحمد مرسي من الرئاسة واختارت الجماعة هيئات قيادة جديدة. وأضاف أنه بناء على مقابلات كاتبي التقرير ناثان براون وميشيل دون مع عدد من أعضاء الجماعة والمراقبين خلال شهري مايو ويونيو 2015 فمن الواضح أن أعضاء وزعماء الإخوان المسلمين أجروا مراجعة داخلية مكثفة ومثيرة للجدل فيما يبدو للأخطاء التي حدثت بين سقوط حسني مبارك في 2011 والاطاحة بمرسي في 2013 . والمفاجأة أنهم خلصوا إلى نتيجة مشابهة لما عبرت عنه جماعات المعارضة العلمانية الأخرى بخصوص الإخوان وهو أن الجماعة لم تكن "ثورية" بما يكفي. لكن ليس من الواضح بنفس الدرجة وربما لم يتقرر بعد كيف سيترجم هذا الرأي إلى استراتيجية سياسية محددة.

لكن الواضح أن زعماء الإخوان المسلمين قلقون بشأن الإبقاء على الأعضاء الشبان في الجماعة. ويشكل أعضاء الجيل الشاب في الجماعة الأهداف الرئيسية لانتهاكات حقوقية لم يسبق لها مثيل وللتجنيد في صفوف المتطرفين سواء من جانب جماعات صغيرة أو أخرى كبيرة مثل جماعة أنصار بيت المقدس في سيناء التي بايعت تنظيم الدولة الإسلامية. وكان الأعضاء الكبار في الجماعة يصرون في الماضي على الانضباط الصارم في الصفوف الدنيا وعلى الصبر والتدرج وتجنب المواجهة الكاملة مع النظام لكنهم أصبحوا أكثر مراعاة بصورة متزايدة لمن يرغبون في نهج أقوى في التعامل مع أجهزة الأمن الحكومية في مصر.

التقرير الكامل منشور على موقع كارنيجي بتاريخ 29 يوليو

تعليقات الفيسبوك