افتتاحية الجيروزاليم بوست: "مرسي يتواصل بدهاء مع الآذان التي تستمع إليه في الغرب"

الإثنين 01-10-2012 PM 06:00
افتتاحية الجيروزاليم بوست:

المفوض الأوروبي باروزو يرحب بالرئيس مرسي في بروكسل- رويترز

كتب

في افتتاحية لصحيفة "الجيروزاليم بوست" أمس، كتب المحرر أن رئيس مصر الجديد محمد مرسي يثبت أنه يتواصل بدهاء، على الأقل حتى الآن، مع الآذان التي تستمع إليه في الغرب، وهو يتمكن من أن يبدو معتدلا وعقلانيا بشكل غير مسبوق.

وتقول الصحيفة إنه رغم ذلك في الوقت الذي يؤكد التزامه بمعاهدة السلام التي مضى عليها 33 عاما، يقوم بوضع عقبات تجعل هذا السلام مشروطا، وبالتالي يكون الاستنتاج الحتمي من ذلك هو تحلله من التزامه لو لم تقبل شروطه.

وترى الصحيفة أنه لو أضيف لذلك حقيقة أن شروطه من المستحيل قبولها، فإن الصورة تختلف تماما عن تلك التي يتلقاها الخارج (الغرب).

وتشير الصحيفة إلى الاقتراح "اللحوح" من القاهرة بضرورة تعديل اتفاقية السلام، وتقول إن ما يريده مرسي هو إلغاء النصوص الخاصة بنزع السلاح عن سيناء، وتقييد وجود الجيش المصري بها.

وترى أن نزع السلاح عن سيناء – التي أعادتها إسرائيل بعد احتلالها إلى مصر بموجب اتفاقية السلام – المقصود منه خلق منطقة عازلة تضمن ألا تفاجأ إسرائيل بهجوم مصري مباغت، وأن أي إلغاء لهذا الأمر سيحرم إسرائيل من أهم وسائل ضمان أمنها.

وتقول الصحيفة إن الادعاء بأن تقييد حركة الجيش المصري في سيناء يحول بينه وبين مواجهة الإرهاب في شبه الجزيرة هو ادعاء غير "نزيه"، فهو "يحمل إسرائيل مسؤولية الإرهاب الموجه لإسرائيل نفسها في أراض تخضع لاتفاقية سلام ولا يجب أن يوجد فيها خطر لهجمات قاتلة".

وترى الصحيفة أن مواجهة الإرهاب ليس من شأن عمليات عسكرية ضخمة، ولكن عن طريق عمل مخابراتي جيد، وأن النية للالتزام بالاتفاقات، "لا تتلاءم مع الترحيب بحماس التي ترسل فرقا مسلحة لسيناء وتتعاون مع الجهاديين الموجهين من قطاع غزة".

وتقول الصحيفة "إن المدفعية الثقيلة والمدرعات في سيناء لن تهزم العصابات البدوية ولكنها ستقوض المصالح الأساسية لإسرائيل، والرئيس مرسي يفهم ذلك".

وتشير الصحيفة إلى تصريح مرسي مؤخرا في حوار لصحيفة "النيويورك تايمز" - بأن "مصر لن تلتزم بمعاهدة السلام طالما استمر احتلال يهودا والسامرا (الضفة الغربية)، وبضرورة العودة لحدود 1949" – وتقول إنه يهدد أمن إسرائيل.

وتضيف الصحيفة أن إنشاء دولة فلسطينية لم يكن جزءا من اتفاقيات كامب ديفيد، والحديث عنها يضع شروطا جديدا لا تتعلق باتفاق تم عقده بالفعل، وهو بذلك محاولة لاتهام إسرائيل بأنها لا تقوم بواجباتها تجاه المعاهدة.

وتقول "الجيروزاليم بوست" إنه "من الصعب على إسرائيل أن تتجنب المخاوف من أن الأمور في القاهرة تمضي في الاتجاه الخطأ، بخلق عراقيل تجاه الالتزام المتبادل بمعاهدة السلام، تهدف لجعل إسرائيل رهينة لأهواء فلسطينية متشددة، أو خسارة السلام مع مصر الذي دفعت إسرائيل ثمنه".

رابط المقال المنشور بالأمس على موقع صحيفة "الجيروزاليم بوست" 30 سبتمبر 2012

تعليقات الفيسبوك