أحمد زويل في النيويورك تايمز:"مسيرة مصر نحو الديمقراطية"

الإثنين 21-05-2012 PM 12:40
أحمد زويل في النيويورك تايمز:

موسى يصافح أبو الفتوح في بداية المناظرة الأولى - صورة رويترز.

كتب

كتب العالم المصري الحائز على جائزة نوبل – أحمد زويل – مقالا في صحيفة النيويورك تايمز عن انتخابات الرئاسة وقضايا التحول الديمقراطي في مصر.

وحكى زويل كيف قضى أكثر من أربع ساعات يشاهد المناظرة الرئاسية، بين عمرو موسى وعبد المنعم أبو الفتوح، التي شاهدها مثله ملايين المصريين، وكيف أنه على عكس الصورة الشائعة في العالم بأن مصر تغرق في الفوضى والتعصب دون مهرب ، تعكس المناظرة بطرق عدة الأمل في مصر جديدة بعد الثورة.

ويؤكد زويل في مقاله أن المناظرة – الأولى في تاريخ مصر على الإطلاق – إلى جانب الانتخابات البرلمانية الأخيرة علامتان بارزتان في تاريخ البلاد، تمهد طريقا جديدا – ولكنه وعر – نحو الديمقراطية.

ويشير زويل إلى موقف الجيش المصري من الثورة، والذي كان حسب رأيه - وعلى عكس الموقف في سوريا وليبيا – حاميا للثورة عند ولادتها، وكان الجيش أيضا راع للانتخابات النزيهة غير المسبوقة.

ويؤكد زويل أن التحديات التي تواجه البلاد لا تزال جسيمة، مثل معاناة الاقتصاد وضبابية المناخ السياسي، وتدهور الأمن كظاهرة مستجدة على المجتمع المصري.

ويشير زويل إلى تفاقم المشاكل عبر 15 شهرا، ويرى مسؤولية أطراف ثلاثة عنها؛ المجلس العسكري والأحزاب السياسية؛ الليبرالية والإسلامية على حد سواء، وحركة الشباب الذين أشعلوا الانتفاضة.

ويقول زويل إن بعض من كانوا متعطشين للتحول الديمقراطي لدولة مبارك الراكدة اللاديمقراطية، يتوقون بسبب يأسهم إلى الاستقرار القديم.

لكن زويل يعتبر أعراض الفوضى والصراعات السياسية العنيفة شكلا من أشكال "الفوضى الخلاقة"، ونتيجة لتغيرات ثورية ستقود في نهاية الأمر إلى ديمقراطية مستقرة.

ويضرب زويل مثلا بالانتخابات الرئاسية الأخيرة السلمية المتحضرة في فرنسا، وكيف أنها تأتي بعد نحو مئتي عام من الثورة الفرنسية الشهيرة بوقائعها الدموية، وصراعاتها السياسية الفظيعة.

ويقول إن هناك علامة أمل في أن المصريين يواصلون مسيرتهم نحو الديمقراطية دون كثير من نزيف الدماء، وأن الثورة المضادة لا تنتظر مصر التي لن تعود للحكم الشمولي.

وينقل زويل عن فاروق العقدة – محافظ البنك المركزي – أن تحويلات المصريين في الخارج من العملة الصعبة وصلت مؤخرا إلى أعلى معدلاتها، وأن الإضرابات الاجتماعية المتكررة يمكن رؤيتها كأعمال تنبع من توقعات كبيرة للمستقبل.

ويشير زويل إلى وقوع أحداث عنف طائفية بين المسلمين والمسيحيين، ويرى أن الإعلام يساهم في تضخيمها، وتحرض عليها جيوب النظام السابق، ويقول إن المسيحيين في مصر لا يعيشون في "جيتو"، ولا ينفصلون عن المسلمين في المدارس، وهم جزء من تاريخ البلاد، لكن هناك مشاكل معلقة كزيادة التمثيل في الحكومة.

ويشير زويل إلى أنه من الطبيعي أن تتم الآن مناقشة دور الدين في السياسة، وأن طرح المناظرة الرئاسية لهذا الأمر بشكل علني بين اتجاهين؛ علماني ووديني، كان حدثا لم يكن التفكير فيه ممكنا خلال الستين عاما الماضية، وأن هذا الانفتاح الجديد يعني أن السياسة المصرية في سبيلها إلى النضج.

ويوجه زويل رسالة بسيطة للمصريين، وعلى الأخص السياسيين، مغزاها الاتحاد من أجل اتمام الخروج من النظام الدكتاتوري الذي سقط، إلى الديمقراطية بالتركيز على صياغة دستور جديد، يضمن حماية المواطنين من الاستخدام الجائر للسلطة بصرف النظر عمن يحوزها.

ويحذر زويل من ممارسات عصر مبارك و"صراعاتها الهامشية"، التي تحرف مسار البلاد عن القضايا الأساسية بشأن الدستور والاقتصاد المنتج، والتي يمكن أن تجعل التحول نحو الديمقراطية أبعد منالا.

المقال الكامل منشورعلى "النيويورك تايمز" بتاريخ 20 مايو 2012

تعليقات الفيسبوك