بالإنفوجراف - "دستة" أزمات واجهت السيسي في "نُص المدة"

الثلاثاء 07-06-2016 PM 05:23

الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال تفقده مشروع هضبة الجلالة البحرية، 15 أبريل 2016- صورة من الرئاسة

بدستة أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية، يختتم الرئيس عبد الفتاح السيسي نصف مدته الرئاسية في 8 يونيو الجاري، ليبدأ النصف الأخير من المدة الأولى محمّلا بعدد لا بأس به من المشاكل الممتدة والتحديات.

وتولى السيسي رئاسة الجمهورية في يونيو 2014 عقب فوزه على منافسه الوحيد حمدين صباحي بنسبة 96.91 بالمئة. ويحدد الدستور المصري الحالي في مادته رقم (140) مدة رئاسة الجمهورية بأربع سنوات ميلادية.

"أصوات مصرية" رصدت أشهر وأضخم 12 أزمة واجهت السيسي خلال عامين من توليه رأس السلطة في البلاد.

 

* الإرهاب

تَصاعد نشاط جماعات متشددة مسلحة في سيناء عقب عزل الجيش للرئيس الأسبق محمد مرسي -المنتمي لجماعة الإخوان- وتولي السيسي رئاسة البلاد. وقالت الحكومة المصرية إنها قتلت آلاف المتشددين في حملات أمنية بسيناء.

وفرضت حالة الطوارئ في سيناء في أكتوبر 2014، إثر مقتل 33 من أفراد الجيش بمنطقة كرم القواديس في هجوم أعلن تنظيم ولاية سيناء -الذي بايع تنظيم داعش في نوفمبر عام 2014- مسؤوليته عنه، ومنذ ذلك الحين يتم تجديدها كل ثلاثة أشهر.

وأعلنت القوات المسلحة، في سبتمبر 2015، بدء عملية أمنية شاملة باسم "حق الشهيد" ينفذها الجيشان الثاني والثالث مدعوما بعناصر من الصاعقة وقوات التدخل السريع ووحدات مكافحة الإرهاب التابعة للشرطة، للقضاء على البؤر "الإرهابية" بمدن العريش والشيخ زويد ورفح في شمال سيناء.

* الأسعار

رغم أن متوسط معدل التضخم في أسعار المستهلكين شهد استقرارا على مستوى الأرقام الرسمية التي يعلنها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، لكن أسعار السلع الأساسية وخاصة الغذائية شهدت ارتفاعا ملحوظا خلال العامين الماضيين.

وتظهر بيانات جهاز الإحصاء أن متوسط معدل التضخم خلال عام 2014 كان في حدود 10.1% وارتفع قليلا في عام 2015 إلى نحو 10.4%.

لكن الأسعار شهدت قفزات كبيرة خلال الشهور الأخيرة من العام الماضي، ولم تتوقف عن الارتفاع حتى الآن بسبب الزيادة التي شهدها سعر صرف الدولار في مواجهة الجنيه.

وسجل معدل التضخم في أبريل الماضي 10.3% وهو أعلى مستوى له في 4 أشهر، وتتوقع بنوك استثمار أن يواصل الارتفاع إلى مستويات تصل إلى 12% خلال العام المالي المقبل.

* حادث الواحات

قتل 12 شخصا وأصيب 10 آخرون من سياح مكسيكيين ومواطنين مصريين، في سبتمبر 2015، بالقرب من واحة الفرافرة بالصحراء الغربية.

وقالت وزارة الداخلية إن الضحايا قتلوا عن "طريق الخطأ" أثناء ملاحقة قوات الأمن لسيارات دفع رباعي تقل عددا من العناصر "الإرهابية".

وتعهدت مصر بإجراء تحقيق موسع في الحادث وإطلاع الجانب المكسيكي على نتائجه، لكن المكسيك قالت إنها "غير راضية عن تعامل القاهرة مع الحادث الذي أودى بحياة 8 سائحين مكسيكيين".

* الطائرة الروسية

تحطمت طائرة تابعة لشركة متروجيت الروسية فوق سيناء، في أكتوبر 2015، ما أسفر عن مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.

وأعلنت روسيا وبريطانيا وألمانيا وتركيا تعليق رحلاتها إلى شرم الشيخ إثر الحادث، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في السياحة.

وتراجعت إيرادات السياحة بنسبة 15% خلال 2015 إلى 6.1 مليار دولار، كما تراجع عدد السياح الوافدين لمصر 6% إلى 9.3 مليون سائح.

وخفضت مصر توقعاتها للنمو خلال العام المالي الجاري من 5% إلى 4.4% نتيجة ارتباط قطاع السياحة بعدد من القطاعات الاقتصادية المؤثرة في النمو.

* الأطباء

اتهم طبيبان في مستشفى المطرية التعليمي 9 أمناء شرطة بقسم المطرية بالتعدي عليهما في يناير 2016، وعقدت نقابة الأطباء جمعية عمومية قررت فيها إقالة وزير الصحة وإحالته للتحقيق أمام لجنة آداب المهنة بالنقابة لعدم اتخاذه إجراءات لحماية الأطباء أثناء تأدية عملهم، وتقديم الخدمات العلاجية في المستشفيات بالمجان.

وقررت النيابة الإفراج عن أمناء الشرطة بعد انتهاء التحقيقات معهم، ما دفع الأطباء لمزيد من التصعيد وتنظيم وقفات احتجاجية على مستوى الجمهورية، إلا أن النائب العام أمر بإحالة الأمناء إلى المحاكمة الجنائية.

* جوليو ريجيني

توترت العلاقات بين روما والقاهرة بسبب قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني، في فبراير 2016، عقب اختفائه 9 أيام أثناء إقامته في القاهرة، ليتم العثور على جثته وعليها آثار تعذيب ملقاة على طريق مصر- إسكندرية الصحراوي.

واتهم ذوو ريجيني الأجهزة الأمنية المصرية بتعذيبه وقتله، لكن وزارة الداخلية رفضت مرارا اتهامات تورطها في مقتله.

ورفضت جهات التحقيق المصرية تسليم روما سجلات مكالمات أشخاص في المناطق التي تواجد بها ريجيني قبل اختفائه، ما دفع إيطاليا لاستدعاء سفيرها لدى مصر في 8 أبريل 2016، لكن رئيس الوزراء الإيطالي أعلن عن تعيين سفير جديد في القاهرة سبتمبر المقبل.

* الدولار

ارتفع سعر الدولار لمستويات قياسية في السوقين الرسمي والسوداء، خاصة بعد خفض الجنيه بنحو 14%، في مارس 2016، ليصل سعره الرسمي إلى 8.78 جنيه للدولار في مزادات البنك المركزي.

وفي أكتوبر 2015، تعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي للمواطنين بخفض الأسعار بنهاية نوفمبر من نفس العام، وكلف الحكومة والجيش بتوفير سلع غذائية ووجبات بأسعار مخفضة، لكن مع استمرار ارتفاع الدولار لم تتوقف الأسعار عن الزيادة.

وأعلن السيسي، في أبريل 2016، عن زيادة نقاط دعم السلع التموينية 20% لمواجهة زيادة الأسعار نتيجة "تذبذب" سعر الدولار.

* تيران وصنافير

وقعت مصر والسعودية، في أبريل 2016، اتفاقية ترسيم حدود بحرية تنقل بموجبها تبعية جزيرتي تيران وصنافير بالبحر الأحمر إلى المملكة، ما أثار حالة رفض وغضب داخل الأوساط السياسية والحزبية المصرية.

وأطلق سياسيون ونشطاء مبادرة باسم "الحملة الشعبية لحماية الأرض" تحت شعار "مصر مش للبيع"، كما تم رفع دعاوى قضائية وجمع توقيعات شعبية لوقف نقل تبعية الجزيرتين إلى السعودية، ودشن رواد مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج باسم "عواد باع أرضه".

ونظمت قوى حزبية ونشطاء سياسيين تظاهرات في القاهرة والمحافظات، وألقت قوات الأمن القبض على عشرات المشاركين في التظاهرات الرافضة لاتفاقية ترسيم الحدود. وقال الرئيس السيسي إن مصر لم تفرط أبدا في ذرة من حقوقها وتم التعامل مع قضية الجزيرتين "بمنظور فني وقانوني".

* نقابة الصحفيين

تفجرت أزمة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، في مايو 2016، إثر دخول عناصر تابعة لوزارة الداخلية لمبنى النقابة والقبض على صحفيين اثنين من داخله هما عمرو بدر ومحمود السقا وتحويلهما للنيابة العامة.

وعقدت نقابة الصحفيين اجتماعا للجمعية العمومية قررت فيه المطالبة بإقالة وزير الداخلية من منصبه، وتقديم رئاسة الجمهورية اعتذار يحفظ هيبة النقابة، والإفراج عن جميع الصحفيين المحبوسين، لكن تلك المطالب لم تنفذ.

واستدعت نيابة وسط القاهرة نقيب الصحفيين يحيى قلاش وسكرتير النقابة جمال عبد الرحيم ووكيل النقابة خالد البلشي للتحقيق معهم بتهمة إيواء مطلوبين للعدالة ونشر أخبار كاذبة، وقررت إخلاء سبيلهم بكفالة 10 آلاف جنيه لكل منهم وإحالتهم للمحاكمة العاجلة.

* طائرة مصر للطيران

تحطمت طائرة الرحلة 804 التابعة لشركة مصر للطيران القادمة من باريس في مياه البحر المتوسط، في مايو 2016، وعثر على أجزاء من الطائرة قبالة ساحل مدينة الإسكندرية.

وأسفر الحادث عن مقتل جميع ركاب الطائرة وعددهم 66 شخصا، ولا يزال البحث جاريا عن الصندوقين الأسودين لمعرفة أسباب سقوط الطائرة.

* حادث المنيا

أحرق المئات منازل مسيحيين في قرية الكرم مركز أبو قرقاص بالمنيا، في مايو 2016، وجردت سيدة مسيحية عجوز من ملابسها ثأرا من ابنها الذي تردد أنه أقام علاقة مع سيدة مسلمة.

ورفضت الكنيسة الأرثوذكسية -ممثلة في مطرانية المنيا- تحويل قضية الكرم إلى جلسات صلح وتطييب خواطر قبل قيام أجهزة الدولة بدورها في محاسبة المتسببين الحقيقيين.

وقالت أجهزة الأمن إنها ألقت القبض على 10 أشخاص من المتهمين في القضية من بينهم "متهم كان خلف واقعة التعدي على السيدة المسيحية".

ورغم اهتمام الرئيس السيسي بتهدئة الاحتقانات الدينية وحرصه على حضور قداس عيد الميلاد بالكاتدرائية، إلا أن هذه المساعي لم تحول دون وقوع حوادث احتقانات دينية بين الحين والآخر.  

* تجاوزات الشرطة

منذ تولي السيسي الحكم، تعاقب على وزارة الداخلية وزيران هما اللواء محمد إبراهيم (يناير 2013- مارس 2015) واللواء مجدي عبد الغفار (مارس 2015- حتى الآن).

وتعددت حوادث قتل مواطنين على يد أفراد وأمناء شرطة خلال العامين الماضيين، وأحيل بعضهم للمحاكمات. ومن أشهر هذه الحوادث واقعة الدرب الأحمر التي قتل فيها سائق على يد رقيب شرطة وحُكم عليه بالسجن المؤبد. 

كما وجهت جمعيات حقوقية محلية ودولية انتقادات بشأن تدني الأوضاع في السجون وأقسام الشرطة وأماكن الاحتجاز.

وتنتظر وزارة الداخلية إقرار مجلس النواب تعديلات تشريعية على قانون الشرطة قيل إنها تستهدف تنظيم العلاقة بين الشرطة والمواطنين.

وتمتد آثار بعض الأزمات التي واجهت الرئيس السيسي خلال النصف الأول من مدته الرئاسية، لتنذر بإلقاء ظلالها على العامين المقبلين.

تعليقات الفيسبوك