بالفيديو.. مسعفون رهن الإصابة والقتل في شمال سيناء

الثلاثاء 24-05-2016 PM 05:03

سيارة إسعاف بشمال سيناء تنقل جثمان المسعف رضا الشحات إلى بلدته بالشرقية- صورة تم الحصول عليها من مرفق الإسعاف بشمال سيناء

صورة لشاب في العقد الرابع من العمر، ملامحه تدل على أنه من خارج محافظة شمال سيناء.. الصورة معلقة على زجاج غالبية سيارات الإسعاف من الداخل على يمين السائق ومدون عليها من أعلى "شهيد إسعاف شمال سيناء" ومن أسفل "الشهيد رضا الشحات".

العاملون بمرفق إسعاف شمال سيناء قالوا إنهم يعلقون الصورة على سيارات الإسعاف لتذكرهم بزميلهم الشحات -المسعف الذي قتله مسلحون- ولكي تزيد من إصرارهم على العمل وعدم الخوف.

قصة رضا الشحات

يوم الأحد الموافق 6 مارس الماضي توجه الشحات بسيارة إسعاف لنقل مصابين جراء انفجار بالقرب من كمين كرم القواديس.

الشحات -ابن محافظة الشرقية والأب لثلاثة أبناء- وصل إلى مكان الحادث وقام بحمل أربعة مصابين داخل سيارة الإسعاف، وعلى بعد أمتار من مكان الحادث وفي طريق عودته إلى مستشفى العريش لإنقاذهم استوقفه مسلحون وأجبروه على النزول من السيارة هو وسائقها.

وبعد النزول من السيارة صعد مسلح إلى سيارة الإسعاف وقام بإطلاق الرصاص على المصابين وقتلهم.

"حسبي الله ونعم الوكيل فيكو".. هذه هي العبارة الأخيرة للشحات بعد أن أطلق عليه أحد المسلحين الرصاص من سلاح آلي كان بحوزته لاعتراضه على قتل المصابين.

قصة الشحات، وهو أول شهيد بمرفق إسعاف شمال سيناء، رواها سائق سيارة الإسعاف* الذي كان يرافقه ونجا من القتل، بعد أن أجبره المسلحون على الابتعاد عن سيارة الإسعاف لمسافة أمتار إذا كان يريد الحياة. 

وتشهد محافظة شمال سيناء منذ مارس 2013 مواجهات أمنية عنيفة مع تنظيم أنصار "بيت المقدس" الذي غير اسمه إلى "ولاية سيناء" بعد مبايعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) المتشدد في نوفمبر 2014.

العدد كاف

ويقول الدكتور محمود عامر، مدير مرفق الإسعاف بمحافظة شمال سيناء، إن هناك 250 مسعفاً وسائقاً يعملون بشتى مراكز الإسعاف بالمحافظة علاوة على 12 موظفا إداريا.

ويضيف عامر أن هناك 82 سيارة إسعاف بالمحافظة، موزعة على 44 نقطة إسعاف، مؤكداً أن عددها كاف للعمل في سيناء ولا توجد أزمة.

وأوضح عامر أن عدد المصابين من المسعفين والسائقين بمرفق إسعاف شمال سيناء، جراء الاعتداء عليهم من مسلحين أثناء نقلهم مصابين، بلغ 8 أشخاص منذ بداية توتر الأوضاع في سيناء في 2013.

كثرة العمل.. مهارة

ويقول مدير مرفق إسعاف شمال سيناء إن المسعفين بالمرفق أصبحوا من أكثر المسعفين مهارة في نقل المصابين وسرعة توجيه السيارات لأنهم يعملون في ظل أحداث مستمرة بمحافظة شمال سيناء.

ويضيف عامر أن متوسط الحالات اليومية التي ينقلها إسعاف شمال سيناء من مصابين ومرضى يتراوح ما بين 80 و100 حالة وهو ما جعل وتيرة العمل اليومية للمسعفين بشمال سيناء أكثر من أي محافظة أخرى، ما ساهم بشكل كبير في صقل مهارات المسعفين والسائقين ميدانيا.

ويقول عامر إن العاملين بمرفق إسعاف شمال سيناء يحصلون على بدل جذب عمالة تتراوح قيمته ما بين 800 و1500 جنيه، وذلك حسب الدرجة الوظيفية وقيمة الراتب الأساسي.

تلقي البلاغات

يقول ناصر فايز، مشرف غرفة العمليات بمرفق إسعاف شمال سيناء، إنه يوجد بمركز الإسعاف الرئيسي بالمحافظة 5 خطوط لتلقي البلاغات، بالإضافة إلى خط مباشر 123 (غرفة العمليات المركزية).

ويقول فايز "حين يأتي إلى المركز بلاغ بوجود حالة مصابة أو حادث نقوم بتدوين بيانات المبلغ وعنوان ومكان الحادث بالتحديد حتى لا تستغرق سيارة الإسعاف وقتاً طويلاً في الوصول ويتم تبليغ أقرب سيارة إسعاف لمكان الحادث للانتقال ونقل المصابين والمتوفين".

ويؤكد فايز أنه يتم التنسيق مع الجهات الأمنية بشمال سيناء في حالة تحرك سيارة إسعاف أثناء الوقت المخصص لحظر التجول، وأيضا يتم التنسيق مع القوات في حالة حدوث تفجيرات حتى تتمكن سيارات الإسعاف من دخول مكان الحادث وللحفاظ على حياة طاقم الإسعاف والمصابين.

ويشير إلى أن محافظة شمال سيناء تشهد ضغطاً في وتيرة العمل نظراً للأحداث المتسارعة بالمحافظة والتي لا توجد في أي محافظة أخرى.

سيارات الإسعاف

يقول محمد عاصم، مشرف السيارات بمرفق إسعاف شمال سيناء، إنه يقوم بالمرور لمتابعة سير العمل والإشراف على "طواقم السيارات" ومدى جاهزيتهم، علاوة على الإشراف على سيارات الإسعاف نفسها وما إذا كانت تحتاج إلى الصيانة من عدمه.

ويضيف عاصم أن من بين مهامه أيضا البحث عن أفراد طاقم سيارة الإسعاف المتغيبين بسبب حصولهم على إجازة رسمية أو غياب مرضي، لتوفير البديل على الفور.

ويؤكد عاصم أن هناك تواصلا مستمرا مع غرفة العمليات المركزية للربط بينها وبين سيارات الإسعاف المتوجهة إلى الحادث لمتابعة موقفها أولاً بأول وتذليل العقبات أمامها لسرعة إنقاذ المصاب أو المريض.

ويقول إن مرفق إسعاف شمال سيناء يقوم بتدريب السائقين والمسعفين شهريا ليكونوا على أتم الاستعداد لإنقاذ حياة المواطنين.

ويؤكد عاصم على أن المسعفين يتعرضون لمخاطر نتيجة حدوث انفجارات ودخول سيارات الإسعاف لنقل المصابين من أماكن تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن وجماعات مسلحة.

معوقات العمل

ويقول مشرف السيارات بمرفق إسعاف شمال سيناء إنه في حالة حدوث انفجار، تقوم قوات الأمن بغلق الطرق للسيطرة على الوضع ما يؤخر سيارة الإسعاف بعض الوقت عن الوصول إلى مكان الحادث لضرورة التنسيق مع الأمن قبل التحرك.

ويضيف عاصم أنه من بين المعوقات أيضا أن يكون الحادث داخل مناطق تبعد عن الطرق الممهدة بمسافة تصل إلى 10 أمتار، ما يتطلب نزول طاقم الإسعاف من السيارة وحمل السرير المتحرك والأدوات الطبية والذهاب إلى مكان الحادث سيرا على الأقدام ثم الرجوع مرة أخرى إلى السيارة سيرا بعد حمل المصابين وهو عمل مرهق ويتطلب وقتاً أطول في إسعاف المصاب.

لحظة التحرك

ويقول محمود جمعة، فني طوارئ بمرفق إسعاف شمال سيناء، إنه يتلقى الإشارة من الغرفة الرئيسية للإسعاف ويتوجه فوراً إلى مكان الحادث، موضحا أنه في حال وجود خطر أو إطلاق رصاص على سيارة الإسعاف يتم الرجوع على الفور إلى غرفة العمليات لتقوم بتوجيهه للطرق البديلة.

ويضيف جمعة أنه في حالة الخطر المفاجئ يقوم بالتصرف في الأمر من تلقاء نفسه بحسب ما تستدعيه الحالة وما يراه في مصلحة المصاب وطاقم سيارة الإسعاف.

ويقول إن الاستعداد للحالات التي يتم الإبلاغ عنها يختلف حسب الحالة، حادث طريق أو مريض أو انفجار، ويتم تقييم الحادث في البداية قبل نقل المصابين.

ويضيف جمعة أن عملية التقييم تكون بنظرة عامة على المصابين ونقل الشخص شديد الإصابة أولاً لمحاولة إسعافه وإنقاذ حياته، ثم بعد ذلك نقل المصابين الأقل إصابة فالأقل. 

في النهاية.. مسعفون يجوبون محافظة شمال سيناء طولا وعرضا متأهبين، يعملون بطاقتهم القصوى لمقابلة سرعة الأحداث، على الرغم من استهداف الجماعات المسلحة لسياراتهم.

 * طلب عدم ذكر اسمه

 

تعليقات الفيسبوك