قتيل الرحاب.. نهاية دامية لحياة بائع الورد بسبب 20 جنيها

الأربعاء 20-04-2016 PM 06:49

صورة مكان عمل قتيل حادث الرحاب، 19 أبريل 2016. تصوير: محمد عاطف أصوات مصرية

في منزل صغير بقرية طخا التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، يتشارك أهالي "قتيل الرحاب" مع بعض الأغنام في مساحة لا تتجاوز 40 مترا.

مصطفى محمد مصطفى جامع "21 عاما" والذي لقى مصرعه على يد أمين شرطة بمدينة الرحاب شرق القاهرة، هو الابن الثاني في الترتيب بين ثلاثة أشقاء لأب يعمل في بيع الأغنام.

وكانت وزارة الداخلية قالت، أمس الثلاثاء، إن أمين الشرطة السيد زينهم عبد الرازق أطلق النار من سلاحه الميري على بائع مشروبات وآخرين، ما أدى إلى مقتل البائع وإصابة ثلاثة من المارة.

وقررت النيابة، اليوم الأربعاء، حبس أمين الشرطة 4 أيام على ذمة التحقيقات بعد أن نسبت إليه تهمة "القتل العمد وترويع المواطنين".

جنايني في مشتل

ورغم ما تردد عن مصطفى جامع بأنه بائع شاي لكن أقاربه قالوا، لـ"أصوات مصرية"، إنه يعمل جناينيا في مشتل زهور ويبيع الورود في مدينة الرحاب بعد أن ترك عمله الأساسي في مجال المقاولات.

وكان جامع، بحسب أقاربه، يبحث عن عروس للزواج بعد أن فشلت مساعيه مع أهل فتاة من قريته كان يحبها وينوي الزواج منها نظرا لضيق ذات اليد.

إتاوة يومية

وقال أفراد من أسرة القتيل، إن أمين الشرطة كان يحصل إتاوات من عمال المشاتل وبائعي الورد بواقع 20 جنيها يوميا، "لكن مصطفى مكانش استفتح وقتها ولذلك نشبت المشاجرة بينهما".

واستعارت أسرة "قتيل الرحاب" بناية مملوكة لأحد جيرانهم لاستقبال العزاء أمامها، وسط حالة حزن خيمت على قرية نزلة طخا مسقط رأسه، بينما أبت حالة الذهول أن تفارق والد القتيل حتى الآن.

وكانت مناظرة النيابة للجثة أظهرت أن القتيل توفي جراء إصابته بطلق ناري في منطقة الصدر، من بندقية آلية كانت بحوزة أمين شرطة.

وقام أهالي من المنطقة عقب الحادث بتحطيم سيارة نجدة احتجاجا على الجريمة، وعززت قوات الأمن من تواجدها وألقت القبض على بعض المحتجين لمحاولة احتواء الموقف.

الفرار من الطلقات

وقال مسؤول أمني بوزارة الداخلية إن المصابين الاثنين في "حادث الرحاب" أحدهما موظف بشركة خاصة "28 عاما"، والآخر حاصل على مؤهل عال "30 عاما" وأصيبا وهما يستقلان سيارة ميكروباص، بينما أصيب موظف ثالث حاول الفرار من طلقات الرصاص أثناء سيره فاخترقت إحدى الطلقات قدمه، وتم نقل جميع المصابين إلى مستشفى الدفاع الجوي.

وأضاف المسؤول الأمني –طلب عدم ذكر اسمه- في تصريح لأصوات مصرية، أن تحريات أولية أثبتت أن المصابين الثلاثة ليس لهم علاقة بالمتهم أو المجني عليه.

وأوضح المسؤول أن "سائق سيارة الشرطة أكد في التحقيقات أن المتهم لاحظ بائعا متجولا يدفع سيارة خشبية عليها عدد من أصص الزرع فطلب منه إيقاف السيارة وذهب إليه للحديث معه".

قتله وهو يستعطفه

وتابع أن "سائق سيارة الشرطة قال خلال التحقيقات إنه لم يتبين الحوار الذي دار بين المتهم والمجني عليه، لكنه لاحظ أن الأخير يستعطفه ويشير إلى جيوب ملابسه الفارغة".

كما قال السائق في محضر الشرطة إن المتهم قام بركل بائع الورد، ووجه له عددا من اللكمات، ثم جلب سلاحه الميري وأطلق منع عدة طلقات نارية أدت إلى مقتل واحد وإصابة ثلاثة آخرين، بحسب تصريح المسؤول الأمني.

ويعد الغضب من تجاوزات الجهاز الأمني في مصر هو أحد العوامل الرئيسية لإشعال ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد حكم استمر 30 عاما وبدأت يوم 25 يناير الذي يوافق عيد الشرطة.

وتقول جماعات حقوقية ودفاعية إن "وحشية الشرطة" شائعة في مصر بسبب ثقافة الحصانة التي يتمتع بها رجال الأمن"، لكن وزارة الداخلية تقول إن الانتهاكات فردية وإنها تحقق في هذه الوقائع وتحاسب المخطئين ولا تتستر على أحد.

تعليقات الفيسبوك