المخرجة عرب لطفي: السينما المصرية بُنيت على أكتاف "الستات"

الأربعاء 06-04-2016 PM 02:35

المخرجة عرب لطفي -أصوات مصرية

قالت المخرجة عرب لطفي إن النساء المصريات شاركن بدور كبير في تأسيس صناعة السينما، بخلاف كثير من الدول التي اقتصر فيها هذا الدور على الرجال.

وعرب لطفي هي مخرجة أفلام تسجيلية لبنانية الأصل، تعيش في مصر وحصلت على الجنسية المصرية منذ منتصف الثمانينات، وتحاضر في الجامعة الأمريكية، وتُدرس صناعة الأفلام وتاريخ السينما.

وأضافت في حوارها مع "أصوات مصرية": "السينما اتبنت في مصر على كتاف الستات اللي مجوش على الجاهز لكن شاركوا في تأسيس الصناعة ودفعوا من جيوبهم عشان ينتجوا أفلام".

وأشارت إلى عدد من الرائدات اللاتي شاركن في الإنتاج والتمثيل والمونتاج والإخراج، ومن بينهن فاطمة رشدي وعزيزة أمير وبهيجة حافظ وماري كويني وآسيا داغر وأمينة رزق.

وأكدت على أهمية وجود أعمال سينمائية في الوقت الراهن تُقدَم من منظور نسائي، قائلة: "المجتمع اعتاد تهميش رؤية النساء لفترة طويلة، وطرح الرؤية النسائية للقضايا المختلفة بيساهم في تغيير مفاهيم المجتمع والتخلص من النظرة الدونية للمرأة".

وأضافت: "فيه نظرة سطحية بتشوف أن الأعمال النسوية هي اللي بتتناول بس قضايا خاصة بالمرأة، وده بيضر المرأة أكتر ما بيؤكد حضورها وبصمتها".

وقدمت عرب لطفي العديد من الأفلام التسجيلية من بينها "احكي يا عصفورة"، و"غرفة مظلمة حياة مضيئة"، و"الفرح مصري"، و"على أجسادهم".

وقالت: "تأكيد حضور المرأة يكون بإعطاء مساحة للتعبير عن رأيها في مختلف القضايا، عبر طرق مختلفة للسرد لحد ما تتحول رؤيتها لجزء من الرؤية المجتمعية ومايبقاش الفكر الذكوري هو الصوت الأوحد".

وعلقت عرب لطفي على غياب الأفلام المصرية عن مهرجان القاهرة لسينما المرأة الذي عقد في فبراير الماضي، قائلة: "إحنا عندنا مشكلة كبيرة في قلة الإنتاج المصري عموما وده لأن في مليون سبب لتعطيل صناعة السينما".

ورصدت عددا من الأسباب لقلة الإنتاج، من ضمنها: غياب دعم الدولة للإنتاج السينمائي، وعدم وجود تسهيلات للصناعة، وارتفاع قيمة الضرائب المفروضة على أدوات السينما، إضافة إلى الرقابة التي "تخنق" صناع السينما وتعطل الأعمال السينمائية.

وأشارت المخرجة إلى وجود سبب آخر لغياب المشاركة المصرية عن المهرجان، قائلة: "هوس صناع الأفلام بفكرة المشاركة في المهرجانات الخارجية بيخليهم يفضلوا يعرضوا أفلامهم في مهرجانات بره مصر قبل ما تتعرض في البلد".

ووصفت ذلك بأنه "عدم احترام لكيان المهرجانات المصرية وهوس بفكرة العالمية".

وعلقت على الأدوار التي تلعبها النساء في كثير من الأفلام التجارية الحالية، قائلة: "ظهور الست في دور الرقاصة والنظرة الدونية لها بيعبر عن الانحطاط اللي عاوز يفرض نفسه على المجتمع ولا يعبر عن الثقافة المصرية".

وأضافت أن الشباب المبدع يقاوم هذا الانحطاط بعمل بؤر للموسيقى والجرافيتي والسينما الجيدة.

وعن رؤيتها للتغير في وضع النساء في مصر عقب ثورة 25 يناير، قالت إن الثورة زادت من قدرتهن على المواجهة والتعبير عن الرأي وكشف المسكوت عنه.

وأضافت أن المرأة المصرية خاضت رحلة طويلة وعظيمة منذ الأربعينات، وانتزعت الكثير من حقوقها بالقوة ولازالت المعركة مستمرة.

وأشارت إلى عملها على مشروع لتوثيق أعمال رائدات الحركة النسائية في مصر في كتاب، قائلة: "بشتغل على مشروع توثيقي واسع وجزء منه عن الرائدات المصريات".

وأشارت إلى أنها سجلت مع عدد منهن، وتواصلت مع ذويهن للحصول على أرشيف أعمالهن وصورهن، ومن بينهن سيزا نبراوي ولطيفة الزيات وحواء إدريس وفاطمة زكي وثريا آدهم وأنجي أفلاطون وشاهندة مقلد ووداد متري.

 

تعليقات الفيسبوك