فيديو - أم أحمد.."مكوجية" تعمل في المعادى وتحلم بمعاش وتأمين صحى

الخميس 27-09-2012 AM 11:15
فيديو - أم أحمد..

om ahmed

كتب

كتبت : أمنية طلال

محل مكوجي في ضاحية المعادي تقف فيه سيدة وليس رجل كما هي العادة. تمسك بالمكواة الكهربائية وترفع ذراعها  ثم تمر بين ثنيات قميص رجالي بدقة ومهارة لتنهي كيّه في أقل من دقيقة.

هي "أم أحمد" السيدة الخمسينية  التي اضطرتها ظروف انفصالها عن زوجها وتحملها نفقات المعيشة مع اثنين من الأبناء للعمل في مهنة الـ"مكوجية"، التي فضلتها عن العمل بالخدمة المنزلية، وهي الخيار الأول المتاح لمن في مثل ظروفها. 

 فى البداية واجهت صعوبات كثيرة لعدم اعتياد المجتمع على عمل امرأة بهذه المهنة، الذى يعتبرها البعض ذكورية وشاقة، إلا أنها لم تستسلم لنظرة الجيران والزبائن، ووقفت على مكواها تعمل فى صمت وإصرار، وتحاول إقناع زبائنها قائلة "جربونى وبعدين احكموا".

تعلمت "أم أحمد" الكيّ من زوجها وعملت بعد انفصالهما قبل عشرين عاما لتجد ما تنفق به على نفسها وولديها الاثنين.

بدأت عملها بمكواة حديدية يتم تسخينها على الفحم و"وابور الجاز"، وتدرجت حتى أصبحت تستخدم حاليا مكواة البخار. وتتذكر "أم أحمد" اليوم صعوبة استخدام المكواة القديمة رغم قدرتها الفائقة.

وقالت "أم أحمد" عن مهنة المكوجية إنها "متعبة وفلوسها قليلة بس أحسن من الخدمة فى البيوت"، مشيرة الى أن تعاطف الزبائن معها هون عليها كثيراً من الصعوبات وساعدها على الاستمرار.

وأضافت "فى البداية كنت باغلط كتير"، معترفة بقيامها بحرق بعض الملابس لزبائنها فى بداية عملها، لكن بعضهم سامحها والبعض الآخر طالب بتعويض.

المسافة بين منزلها ومكان عملها في أرض البيصري، أحد مناطق ضاحية المعادي ليست بعيدة، لكن ساعات العمل الطويلة التى تزيد عن 12 ساعة يوميا، تحرمها من الاستمتاع بساعات كافية من الراحة وسط أسرتها الصغيرة المكونة من ابنين أحدهما يعمل "سمكريا" والآخر ما زال في التعليم الإعدادي.

تبدأ "أم أحمد" عملها فى تمام العاشرة صباحا وتستمر حتى الواحدة صباحا، وعلى حد تعبير زبائنها " أم أحمد أجدع مكوجية فى المعادى"، واستطاعت كسب ثقتهم بعد سنوات من العمل.

تعانى "أم أحمد" من أمراض الضغط والسكر وآلام القدمين، مشيرة الى معاناتها الكبرى فى رحلة العلاج المدعم بمعهد السكر والوقوف فى الطوابير للحصول على الأنسولين، وقالت "معنديش تأمين صحى والشغل هدنى وفى الآخر مش هيبقى لى معاش".

ولأنها مستأجرة للمحل الصغير الذي تعمل فيه، تشكو أم أحمد من ارتفاع الإيجارت التى وصلت الى 400 جنيه فى الشهرعلى حد قولها إضافة لفاتورة الكهرباء، وقالت "إحنا أرزقية بنشتغل يوم وأسبوع لأ والأسعار بقت نار".

تتقاضى "أم أحمد" ما بين 75 قرشا إلى جنيه ونصف نظير كي قطع الملابس المختلفة كالبنطلون والجلباب والبلوزة الحريمي وتقوم بإنجاز حوالى 30 قطعة فى اليوم الواحد بمعاونة ابنها الأصغر محمد.

وتتمنى "أم أحمد" أن توفر الدولة الدعم لأصحاب المهن الحرة من خلال توفير محلات إيجارتها بسيطة، ودعم الكهرباء، والحاقهم بالتأمين الصحى والاجتماعي، قائلة "نفسى يبقى عندى معاش علشان ارتاح".

تعليقات الفيسبوك