مواطن يبيع أرضه وآخر يسحب ودائعه لشراء شهادات الإدخار الجديدة

السبت 21-11-2015 PM 01:14
مواطن يبيع أرضه وآخر يسحب ودائعه لشراء شهادات الإدخار الجديدة

تعاملات بنكية -صورة من رويترز

كتب

 - مدخرون: العائد أفضل من شهاداتنا القديمة وأكثر أمانا من البورصة

 

 كتبت: ياسمين سليم

 لم يتردد عادل لبيب، محاسب على المعاش، في بيع قطعة أرض كان يمتلكها في بلدته بمحافظة الدقهلية، حتى يتمكن من أخذ عائدها لشراء الشهادة "البلاتينية الشهرية" التي طرحها البنك الأهلي بفائدة 12.5%.

وفي بداية الشهر الجاري طرحت بنوك حكومية شهادات جديدة للادخار بفائدة مرتفعة، تحت اسم "البلاتينية الشهرية" في البنك الأهلي المصري، و"القمة" في بنك مصر، بأجل زمني 3 سنوات وعائد 12.5 بالمئة، يصرف شهريا.

"قطعة الأرض هي ميراث عن والدي، والعائد منها غير مجدي، لذلك قررت بيعها وإيداع ثمنها في شهادة البنك الأهلي حتى أتمكن من الاستفادة من عائدها"، يقول لبيب.

يضيف المحاسب الذي يعول 3 أبناء، منهم من يدرس في إحدى الجامعات الخاص، أن "العائد من هذه الشهادة سيعينني على تحمل أعباء المعيشة، خاصة وأن معاشي لا يكفي لمواجهة غلاء الأسعار".

الأمر يختلف بالنسبة لأحمد حسيني، الذي لم يقرر شراء الشهادة البلاتينية من البنك الأهلي إلا بعد أن تعرض لخسارة كبيرة في البورصة، زادت على 150 ألف جنيه.

يقول الحسيني "كان لدي نحو 250 ألف جنيه وضعتهم في أسهم بالبورصة، إلا أنني تعرضت للخسارة بشكل مستمر، لذلك قررت الاستثمار في المضمون عن طريق شهادات الادخار البنكية".

وفي أعقاب طرح شهادات بنكي الأهلي ومصر، رفع بنك القاهرة، ثالث أكبر بنك حكومي في مصر، وبنك الشركة المصرفية العربية الدولية (SAIB)، الفائدة على شهادات الادخار الثلاثية إلى 12.5 بالمئة بدلا من 10 بالمئة.

يضيف الحسيني "لا يمكن أن أتجاهل العائد الكبير الذي يقدمه البنك، مقارنة بالبنوك الأخرى".

داخل فرع البنك الأهلي بشارع شريف بالقاهرة، كان محمد السيد، يقف في طابور كبير لملأ استمارة الحصول على الشهادة البلاتينية.

يقول السيد "اضطررت أن أكسر وديعة كنت قد وضعتها منذ 6 أشهر في نفس البنك لكن بعائد أقل، حتى أتمكن من الحصول على عائد أكبر".

عملية حسابية بسيطة نفذها السيد قبل أن يتخذ قراره ليحسب فرق العائد "اكتشفت أنني سأخسر 3 بالمئة من قيمة المبلغ الذي كنت قد وضعته، لكن في نفس الوقت سأحصل على 2.5 بالمئة زيادة سنوية على الإجمالي"، بحسب السيد.

كان السيد يخطط لاستثمار أمواله من قبل في شهادات قناة السويس لكنه لم يتمكن من ذلك "بسبب أن وقت طرحها كان قصيرا جدا وعليها زحام كبير".

ويزيد العائد على شهادات الادخار الجديدة التي طرحها أكثر من سبعة بنوك حتى الآن على عائد شهادات قناة السويس البالغ 12 بالمئة ويصرف كل 3 شهور.

داخل فرع بنك مصر في شارع الفلكي لا يختلف مشهد الزحام كثيرا، عن البنك الأهلي بالنسبة للراغبين في شراء شهادات "القمة" التي تتيح نفس العائد.

تقول إحدى العاملات داخل البنك "منذ طرح الشهادة ولدينا إقبال كبير جدا من العملاء، لكن أغلبهم لديهم حسابات وشهادات سابقة في البنك جاءوا ليحولوها إلى شهادة القمة".

لا يتطلب الأمر لشراء الشهادة الجديدة، بحسب الموظفة، سوى فتح حساب بالبنك عن طريق بطاقة الرقم القومي المدون بها مهنة صاحبها ثم إيداع المبلغ الخاص بصاحب الحساب وشراء الشهادة.

وتضيف "الشهادة حدها الأدنى 1000 جنيه مصري، وليس لديها حد أقصى".

بالقرب من الموظفة جلست سهام محمود، والتي جاءت تستعلم عن كيفية تحويل من شهادات الاستثمار التي تملكها إلى شهادة "القمة".

تقول سهام "كانت عندي شهادات البلاتنيوم التي طرحها بنك مصر منذ سنوات، لكن عائدها لا يتعدى 7 بالمئة، وهي نسبة قليلة جدا مقارنة بالنسبة الجديدة".

قرار سهام بتحويل الشهادة التي لديها لم يحتاج منها كثير من التفكير "من الأفضل لي ولأسرتي أن نحصل على عائد أكبر شهريا يساعدنا على مواجهة غلاء الأسعار".

كان بنكا الاستثمار برايم وفاروس، قد علقا على رفع أسعار الفائدة على الأوعية الادخارية في بنكي الأهلي ومصر، بأنه يمهد الطريق نحو تحرير صريح لسعر صرف العملة المحلية أمام الدولار، كما توقعا أن يقوم البنك المركزي برفع أسعار الفائدة في اجتماع لجنة السياسات النقدية الشهر المقبل.

 

تعليقات الفيسبوك