ثورة يناير.. من الشبكات الاجتماعية وإليها تعود

الثلاثاء 26-01-2016 AM 10:00
ثورة يناير.. من الشبكات الاجتماعية وإليها تعود

معارض لمبارك يرفع لافتة "شكرًا شباب مصر" بالقرب من ميدان التحرير في القاهرة في 7 فبراير 2011. صورة من رويترز

كتب

كتب: محمد عاطف

"نحلم بمصر تحترم حقوق الإنسان، بسُلطة ينتخبها الشعب، بدولة مستقلة تجبر العالم على احترامها"، مقدمة صفحة "كلنا خالد سعيد"، صاحبة الدعوة للتظاهر في 25 يناير 2011.

الصفحة التي رحلت مع رحيل الرئيس الأسبق محمد مرسي، نشرت آخر مشاركاتها بتاريخ، 3 يوليو 2013، وحملت بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، ولم تقم بنشر أي مشاركات بعدها.

وشهدت مصر، في 30 يونيو 2013، خروج الملايين للمطالبة برحيل الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي حكم باسم جماعة الإخوان المسلمين لمدة عام شهد الكثير من القلاقل والاضطرابات، وفي 3 يوليو عزل الجيش مرسي.

وبعد غياب طويل في التعليق على الأحداث المصرية، نشر عبد الرحمن منصور أدمن صفحة كلنا خالد سعيد، عبر صفحته الشخصية بالفيس بوك، في منتصف شهر مايو الماضي، تدوينة بعنوان "لم ننتصر.. لم ينتصروا.. ولم يُهزم الأمل".

قال فيها "حين شاركت حذرا في 30 يونيو كان اعتقادي أنها موجة شعبية من موجات يناير، تظهر مدى غضب الشعب من أسلوب حكم د. محمد مرسي وجماعة الإخوان، وترفع مطلباً واحداً بسيطاً: انتخابات رئاسية مبكرة.. كان تقديرنا أن الإخوان قد بلغوا حالة من الضعف في مقابل الرفض الشعبي قبل 30 يونيو ستدفعهم إلى القبول بهذا الخيار، وهو إجراء دستوري وقانوني تماماً."

وأضاف "لكن جرى رفض معاند ومتكبر من جانب رئيس الجمهورية (آنذاك) د. محمد مرسي وجماعة الإخوان، وجرى على الجانب الآخر خداع واسع لهذه الجماهير، وتم اختطاف اللحظة الثورية من قبل مجموعة تحمل مشروعا معاديا للثورة".

في 10 يونيو 2010، تم تدشين كلنا خالد سعيد "صفحة الثورة" كما كان يطلق عليها النشطاء، ويلجأون إليها لمتابعة الأحداث السياسية في مصر وتطوراتها، واتخذوها بوصلة لهم، ست سنوات مرت على إنشائها، مرت منها ثلاث سنوات متوقفة عن العمل في ذكرى الثورة التي ساهمت بالقدر الأكبر في الدعوة إليها.

التساؤل الذي يطرح الآن، أين ذهبت قوة التغيير التى كانت تقودها صفحات التواصل الاجتماعي، التي أنهت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود في الحكم، هل عادت بلا قوة بعد خمس سنوات من الثورة، أم أن غياب هذه القوة يعد انعكاسا لغياب الحالة السياسية وعدم تواجد تيار سياسي معارض في الشارع المصري.
 
قال موقع الأخبار الأمريكي، دايلي بيست، في منتصف ديسمبر الماضي، "في دولة متكتمة بشدة مثل مصر - حيث لا يتم إخبار العائلات عن اعتقال أبنائها لأسابيع - أصبحت الشبكات الاجتماعية، تستخدم لإجبار الحكومة على الاعتراف بالاعتقال، أو إيقاف جلسة التعذيب قبل أن تبدأ، بل وحتى أن تطلق سراح أولئك الذين اعتُقلوا بتُهمٍ زائفة".

وتساءل الموقع "كيف تستطيع الشبكات الاجتماعية تهدئة الأوضاع، الأمر يبقى غير مفهوم، خاصة بعد أن ساهمت هذه الشبكات في معرفة موت طلعت شبيب خلال فترة احتجازه لدى الشرطة حيث عرف المصريون بموت شبيب تحت التعذيب من خلال هذه الشبكات".



في محاولة للإجابة عن تساؤل أين وصل الثوار بعد خمس سنوات؟، أعرب الدكتور أحمد عبدربه، في مقاله المنشور بموقع سي إن إن بالعربية، عن اعتقاده بأنهم نضجوا!، قائلا "أعتقد أن عددا كبيرا من الثوار قد أدرك أمورا كثيرة بشكل أكثر عمقا، معني السلطة، معني الدين، تعقد العلاقات الاجتماعية والوظيفية، ثقافة الناس، مصادر قوة السلطة ومصادر ضعفها، دور الإعلام، الكنيسة، الأزهر وغيرها من المؤسسات الدولاتية".

وأضاف "بشكل عام يمكن القول إن الثوار قد خرجوا من مرحلة (فانتازيا) الثورة إلى مرحلة الأسئلة الصعبة والإجابات الأصعب، ومحاولة البحث عن إجابات للأسئلة الصعبة هي في حد ذاتها مرحلة نضج وتحول لازم لتغيير لاحق".

وتصدر هاشتاج "الشعب يريد إسقاط النظام" قائمة الأكثر مشاركة في مصر، على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، قبيل الذكرى الخامسة لثورة يناير، وغلبت على المشاركات -في الوسم الأكثر تفاعلًا- كتابات تدعو الشباب في مصر إلى سلك طريق "تونس.. الحرية".

ورافق "إسقاط النظام" أكثر من هاشتاج آخر للدعوة إلى التظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير، من بينها، "الميدان بينادينا علشان..." و"ثورتنا وهنكملها".


ومع اقتراب الذكرى الخامسة ألقت قوات الأمن القبض على العديد من النشطاء وأغلقت مسارح ومعارض فنية لمنعهم من التجمع بينما حذر خطباء المساجد التابعين لوزارة الأوقاف من الاحتجاجات في خطبة الجمعة الماضية.

وقالت وزارة الداخلية المصرية إن قوات الأمن ألقت القبض على شاب وشابة يديران 47 صفحة ‭‭‬‬‬‬تابعة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة على موقع فيسبوك‭‭.

وقال اللواء أبو بكر عبد الكريم المتحدث باسم الوزارة، في مداخلة هاتفية مع برنامج حواري على قناة العاصمة الفضائية مساء الأربعاء الماضي، إن قوات الأمن ألقت القبض على شاب يبلغ من العمر 26 عاما ويقيم في الجيزة بتهمة إدارة 41 صفحة تروج لفكر الإخوان.

وأضاف أن هذه الصفحات "تحرض ضد مؤسسات الدولة و(تقوم) بنشر فكر تنظيم الإخوان والتحريض على النزول في مظاهرات وخروج مسيرات يوم 25."

وتابع أن الأمن ألقى القبض على شابة عمرها 22 عاما في محافظة المنيا جنوبي القاهرة بتهمة إدارة ست صفحات.
 
وقالت وزارة الداخلية المصرية إن قوات الأمن ألقت القبض على شاب وشابة يديران 47 صفحة ‭‭‬‬‬‬تابعة لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة على موقع فيسبوك‭‭.

تعليقات الفيسبوك