يبدأ العام الدراسى الجديد فى الجامعات، غدا، حيث تستقبل 24 جامعة حكومية ما يقرب من 2 ونصف مليون طالب، إضافة إلى المعاهد العليا الحكومية، حيث تم الانتهاء من كافة الاستعدادات سواء التعليمية أو الأمنية.

وقدم الدكتور السيد عبدالخالق، وزير التعليم العالى، فى تصريحات لـ«الشروق» التهنئة للطلاب والأساتذة بالعام الجديد، متمنيا أن يكون عاما يملؤه التحصيل العلمى، مطالبا الطلاب بالالتزام فى محاضراتهم ودراستهم، وألا يكونوا أداة فى يد الغير، بينما طالب الأساتذة وإدارات الجامعات بتفعيل رسالة الجامعة، والاستماع للطلاب ومعرفة رؤيتهم ورفع مستوى الأداء.

وحذر الوزير بعض الطلاب المثيرين للشغب والعنف داخل الجامعة، مؤكدا أن الفصل عقوبة الطالب المخرب، وسيتم تطبيق القانون على الجميع، وأن الجامعة مكان للعلم وليس للعنف والتظاهر.

وحول تأخير تسكين الطلاب فى المدن الجامعية ووضع جداول، قال الوزير: «لازم جدول لتسكين الطلاب، علشان مش هنقدر نسكن جميع الطلاب فى وقت واحد».

وحول تخوف بعض الأساتذة من عدم إعلان نتيجة عمداء الكليات الجدد حتى الآن، قال عبدالخالق: «سيتم إعلان الأسماء من قبل رئاسة الجمهورية فى القريب العاجل»، وحول الاستعانة ببعض الطلاب للإبلاغ عن زملائهم المشاغبين قال: «غير صحيح وإحنا مش هنشغل الطلاب جواسيس على زملائهم».

ووجه عدد من رؤساء الجامعات رسائل للطلاب والأساتذة فى العام الجديد، حيث قال الدكتور عبدالحكيم عبدالخالق، رئيس جامعة طنطا، لـ«الشروق» إن الجامعة ملك للطلاب، وأساتذة الجامعة مسخرون لأجل المنتج الأساسى وهو الخريج الناجح المتفوق المثقف، ويجب الحفاظ على هذا الكيان بالحفاظ على المعامل والورش والمرافق للجيل الحالى والأجيال القادمة.

وطالب الجميع بأن يكون العام الجديد عاما للعلم والثقافة والأنشطة الرياضية وتحقيق الهدف المنشود، وهو إعداد جيل جديد يواجه المجتمع على درجة عالية من الوعى السياسى والاجتماعى والثقافى، مؤكدا أن من يخرج عن القانون واللوائح الجامعية وعن معنى كلمة حرم جامعى، وهى كلمة مقدسة، سيكون المقابل العقاب والفصل النهائى من أى جامعة، مستدركا: «نحن لا نرجو هذا، ونتمنى أن يكون الطلاب على وعى، وألا ينساقوا مع قلة قليلة تمارس العنف».

وأضاف الدكتور ماجد القمرى، رئيس جامعة كفر الشيخ، أن الجامعة للعلم والبحث العلمى، أما ممارسة السياسة والتوجهات الفكرية تكون خارج الجامعة، داعيا الأساتذة إلى الالتزام والانضباط فى العام الجديد، وأن يقتصر وقته داخل الجامعة على المعامل وقاعات التدريس والإرشاد الأكاديمى والساعات المكتبية.

وطالب الدكتور ياسر صقر، رئيس جامعة حلوان، طلاب الجامعات بالالتزام بصوت العقل والتركيز فى الدراسة، قائلا: «من يسئ للجامعة فهو يسئ لنفسه وللأجيال القادمة»، وتابع: «أتمنى من جميع الطلاب أن يكونوا على قدر المسئولية والعمل لصالح مصر، ومن لا يرد الدراسة عليه أن يتركها لغيره».

وأكد الدكتور حسين عيسى، رئيس جامعة عين شمس، أن إدارة الجامعة لن تسمح بتكرار أحداث العنف التى شهدها العام الدراسى المنتهى، مضيفا: «سيتم تطبيق القانون على الطلاب مثيرى الشغب، وتوقيع العقوبات المنصوصة والتى تصل لحد الفصل».

ووجه عيسى فى تصريحات لـ«الشروق» رسالة لأعضاء هيئة التدريس قائلا: «يجب عليكم خلع عباءة الانتماء السياسى، فالطلاب أمانة بين أيديكم، وأى عضو هيئة تدريس سيخالف هذا ستتم معاقبته طبقا للقانون»، كما وجه عيسى رسالة لطلاب الجامعة: «أراهن عليكم يا شباب، وإحنا بنسابق الزمن، فيجب أن تدافعوا عن حقكم فى التعليم، و10 أسابيع فقط هى مدة الفصل الدراسى الأول».

وأوضح عيسى أنه سيتم منع إقامة أى نشاط طلابى يخرج عن الأعراف والتقاليد الجامعية، فضلا عن منع تنظيم أى تظاهرات تحمل شعارات سياسية مثل شعارات رابعة، أو تتضمن أى هتافات بها سب وقذف لمسئولى الدولة أو تشويه للجدران، باعتبارها أنشطة حزبية تحول الجامعات لساحة صراع.

وفيما يتعلق بالاستعانة بالطلاب «الوطنيين» للإبلاغ عن أى طالب يحرض على العنف قال: «أتحفظ بشدة على هذا المصطلح، فهذا سيؤدى لتقسيم الطلاب وعمل تكتلات داخل الجامعة»، مضيفا: «لا مانع من أى موظف أو عضو هيئة تدريس أو طالب يبلغ إدارة الجامعة عن جريمة ستقع داخل الحرم، ودورنا كقيادات جامعية هو التحقق من هذا البلاغ، فالجامعة مال عام، ويجب الحفاظ عليها».

وردا على سؤال «الشروق» حول الاستعانة بضباط الشرطة داخل غرف كاميرات المراقبة أكد عيسى أن غرف الكاميرات تخضع لسيطرة الجامعة والأمن الإدارى فقط، مشيرا إلى أن شركة «فالكون» تسلمت مقر الجامعة لتأمينها، وأنه سيتم تفتيش كافة العاملين والطلاب والأساتذة أثناء دخول الحرم، كما طالب أعضاء هيئة التدريس بوضع «بادج» الجامعة على سياراتهم، قائلا: «سيارة رئيس الجامعة سيتم تفتيشها ضمن إجراءات الأمن».

وفى أسيوط، كثفت أجهزة الأمن، أمس، تواجدها بمحيط جامعتى أسيوط والأزهر، استعدادا لاستقبال الطلاب، وقالت مصادر أمنية رفيعة، إنه تم التنسيق مع مسئولى الجامعتين لتأمين مقارها وطلابها والعاملين فيها، وكذلك الاستعداد لمواجهة تظاهرات طلاب جماعة الاخوان.

من جانبه قال اللواء طارق نصر، مدير أمن أسيوط، إن أجهزة الامن لن تسمح بخروج طلاب الاخوان أو غيرهم فى تظاهرات خارج الجامعة، مشيرا إلى تخصيص مجموعات أمنية من الأمن المركزى والمباحث الجنائية برئاسة 3 لواءات، لمواجهة تظاهرات الطلاب.

من ناحية أخرى، أكد الدكتور عباس منصور، رئيس جامعة جنوب الوادى، استعداد الجامعة لاستقبال حوالى 33 ألف طالب وطالبة للعام الجامعى الجديد، مشيرا إلى أن الكليات انتهت من تجهيز المعامل الخاصة بالكليات العملية والمدرجات وقاعات المحاضرات لبدء الدراسة.