كتاب ومؤلفون: تراجع المجتمع والنظرة الذكورية يؤديان لغياب البطولات النسائية في الدراما والسينما

الخميس 17-01-2013 AM 11:27
كتاب ومؤلفون: تراجع المجتمع والنظرة الذكورية يؤديان لغياب البطولات النسائية في الدراما والسينما

سيدة تحمل طفلها في منطقة الدويقة العشوائية على أطراف القاهرة- 4 نوفمبر 2009- تصوير طارق مصطفى - روتيرز

كتب

كتبت: أمنية طلال

أكد كتاب سيناريو ومؤلفون أن قضايا المرأة لم تنل فرصتها في الدراما التلفزيونية والسينما بعد ثورة 25 يناير، مؤكدين أن قلة البطولات النسائية تعود إلى تراجع المجتمع للخلف والنظرة الذكورية السائدة في المجتمع. 

وقال زين العابدين خيري كاتب سيناريو إن السينما المصرية لم تعرف الفرق بين البطولة النسائية والذكورية بسبب وجود نجمات سينما مثل أمينة رزق ومديحة يسري  وفاتن حمامة ومن بعدهن نادية لطفي وسعاد حسني ولبنى عبد العزيز وماجدة الصباحي قمن ببطولات نسائية مطلقة وقدموا قضايا المرأة في هذه الفترة بشكل قوي، ويرجع خيري ذلك الى ظروف المجتمع وقتها سواء قبل ثورة يوليو أو في أعقابها.

وأشار خيري الى التحولات المجتمعية الكبيرة التي شهدتها المرأة على طريق التحرر، مؤكدا أن ثورة يوليو عام 1952 دعمت حريات المرأة ودورها في المجتمع وبالتالي انعكس ذلك على السينما المصرية واستمرت البطولات النسائية وتقديم قضايا المرأة.

وأضاف أن "الحال استمر حتى فترة السبعينيات وظهور السينما التجارية بشكل واضح وبدأت السينما تقدم المرأة كجسد"، مؤكدا أن السينما في فترة السبعينيات تاجرت بجسد المرأة أكتر من الحديث عن قضاياها الحقيقية باستثناء عدد قليل من الأفلام لنجمات مثل فاتن حمامة وشادية وماجدة وغيرهن ممن قمن ببطولات أفلام أخذ أغلبها عن روايات.

وأكد خيري أن بعض التجارب لبعض النجمات لم تشكل ظاهرة مثل منى زكي في فيلم "إحكي يا شهرزاد" ومن قبلها هند صبري ومنة شلبي في "بنات وسط البلد" أو فيلم "أوقات فراغ"، قائلا "إن الأفلام النسائية مازالت محدودة في السينما الجديدة".

ويعتقد أن البعد عن الأفلام المأخوذة من نصوص أدبية التي لجأت إليها كل نجمات السينما منذ بدايتها حتى الستينيات كان له دور في عدم تقديم قضايا المرأة بشكل عميق باستثناء أفلام نبيلة عبيد في فترة التمانينات التي أخدت معظمها من روايات لإحسان عبد القدوس وغيره.

وأشار خيري إلى غياب الرؤية لدى عدد كبير من المنتجين والمخرجين الأمر الذي أدى الى ظلم قضايا المرأة على الشاشة وظلم قضايا المجتمع بشكل عام.

ويري خيري أن الدراما التليفزيونية أعطت اهتماما أكبر من السينما لقضايا المرأة خاصة، مشيرا الى النجمات اللاتي قدمن بطولات مطلقة مثل يسرا وإلهام شاهين وليلى علوي بعد ما ابتعدن عن السينما أو ابتعدت السينما عنهن.

ويقول باسم شرف الكاتب والسيناريست إن قلة البطولات النسائية بعد ثورة 25 يناير "يرجع لطبيعة المجتمع الذكوري وتراجع المجتمع الذي يستنكر علي المرأة أن تملك أفيش سينما وحدها"، مشيرا الى بعض التجارب التي مرت من خلف ذكورة المجتمع مثل أفلام نبيلة عبيد ونادية الجندي وعبلة كامل، مضيفا "هذا ليس بالكثير مقارنة بعدد الافيشات الذكورية.

ويرى شرف أن من العوامل المؤثرة في عدم وجود بطولات مطلقة نسائية عدم اهتمام المجتمع بقضايا المرأة بالإضافة الى "غياب الوجوه النسائية التي تجذب المشاهدين بعيدا عن قضايا العري والرقص فقط".

ويؤكد شرف أن قضايا المرأة بعيدا عن البطولات المطلقة موجودة داخل الأعمال الدرامية، موضحا أنها ليست بالعمق الكافي لدراسة حياة النساء وتأثيرهم الكبير في تشكيل المجتمع.

ويؤكد المؤلف باهر دويدار أن تأخر البطولة النسائية جاء نتيجة اهتمام المنتجين بالربح و"اللعب على الحصان الرابح بالاتجاه الى الكوميديا ثم الاكشن".

وقال دويدار "إن الظروف مناسبة جدا للتجديد فى أشكال الدراما بما فيها الدراما النسائية خصوصا بعد التغيير المجتمعى الذي واكب الثورة"، مشيرا الى ضرورة حدوث ثورة موازية في كل المجالات بما فيها الفن والسينما.

ويرى دويدار أن عالم المرأة "أكثر ثراء من الناحية الدرامية مليء بالأحداث والمشاعر والتفاصيل المشجعة للمخرجين والمنتجين"، مؤكدا أن عودة الدراما النسائية حتمية وينتظرها النجاح، موضحا أن أغلب المتابعين للدراما من النساء.

وأضاف أن الجديد هو البطولة النسائية الجماعية ودخول جيل جديد من الشابات وتغير شكل ومحتوى الدراما، مشيرا الى تجربته الأخيرة من خلال مسلسل "حكايات بنات" الذي تم عرضه في رمضان الماضي وتناول قصة حياة أربع شابات وأهم مشكلاتهن وحقق نجاحا كبير.

ولا يتوقع دويدار تغيرا كبيرا فى المستقبل القريب، مؤكدا أن الدراما تتأثر بالتغيير المجتمعي أكثر من الوضع السياسي، مؤكدا أن ضخ دماء جديدة من الكتاب المنتمين للجيل الثورى "كفيل بحماية الخطاب الدرامي وتقديم الدراما النسائية بشكل جديد ومتطور ومرتبط بالواقع الجديد".

تعليقات الفيسبوك