"اعرف عدوك" نصيحة ذهبية للنجاة من سرطان الثدي

الأحد 11-10-2015 PM 03:55

د. محمد شعلان رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي

كتب

كتبت: رحمة ضياء

"اعرف عدوك"، حكمة قديمة ينصح بها د. محمد شعلان، أستاذ جراحة الأورام، الفتيات والسيدات في شهر التوعية بسرطان الثدي، الذي يفتك بأكثر من نصف مليون شخص سنويا، وفقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية.

وتحدث رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي في مقابلة مع "أصوات مصرية" عن أهم الأسلحة التي تحتاجها المرأة في معركتها ضد عدوها الأشرس، مصححاً المعلومات المغلوطة عن المرض، ومؤكدا أن الاكتشاف المبكر يؤدي إلى الشفاء بنسبة 98%.

وتأسست المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي عام 2004، وهي مؤسسة أهلية غير هادفة للربح، تقدم خدمات تشخيصية وتأهيلية وعلاجية للسيدات، وتعمل على التوعية بالمرض وبأهمية الكشف المبكر.

ويشير شعلان إلى أبرز علامات سرطان الثدي التي يجب أن تنتبه لها الفتيات والسيدات بداية من سن العشرين، والمتمثلة في وجود كتل أو أورام بالثدي، ونزول إفرازات مدممة من حلمة الثدي، أو وجود تورم في الغدد الموجودة تحت الإبط، أو كبر حجم الثدي.

ويضيف "غالبا ما تظهر هذه العلامات في مرحلة متأخرة من المرض، وعلى السيدة ألا تنتظرها وتبادر بالفحص الدوري".

وسرطان الثدي عبارة عن انقسام خلايا أنسجة الثدي ونموها دون الخضوع لأنظمة التحكم الطبيعية في الجسم، وقد تغزو هذه الخلايا النسيج المحيط بالثدي، كما يمكن أن تنتقل لأجزاء الجسم عن طريق الدم أو الجهاز الليمفاوي إذا لم يتم علاجها.

 الفحص الذاتي

ويرصد شعلان أنواع الفحص قائلا "الفحص الذاتي يتم عن طريق تلمس الثدي للتأكد من عدم وجود ورم أو تكتلات، ويفضل أن يجرى بشكل دوري بعد انتهاء الدورة الشهرية، وأول كل شهر بعد انقطاع الدورة نهائيا".

ويضيف "لا بد من إجراء الفحص الإكلنيكي لدى الطبيب ويفضل إجراؤه مرة كل 3 سنوات، في حين تحتاج المرأة بعد بلوغ سن الأربعين إلى عمل أشعة الماموجرام للاطمئنان على سلامة الثدي".

ويقول إنه لا يمكن اكتشاف الورم عبر الفحص الذاتي قبل أن يصل حجمه إلى سنتيمتر في حين يمكن اكتشافه عن طريق أشعة الماموجرام في وقت مبكر عن ذلك.

ويوضح، رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، أن تزايد معدلات الوفاة نتيجة سرطان الثدي في الدول النامية مقارنة بدول الغرب يعود إلى قلة الوعي، وما ينتج عنه من تأخر اكتشاف المرض.

 علاج مجاني

ويتحدث شعلان عن رحلة العلاج مع سرطان الثدي والمؤسسات التي تقدم العلاج المجاني، قائلا "يوفر المعهد القومي للأورام العلاج لمتحديات السرطان مجانا، كما يمكنهن الحصول على قرار علاج على نفقة الدولة". مؤكدا أن عدداً من الجمعيات الأهلية يوفر أشعة الماموجرام مجانا للسيدات، ومن بينهم المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي.

ويضيف "تكلفة الأشعة تصل إلى 600 جنيه، وهو مبلغ ليس في متناول الجميع، لذلك نوفرها في المؤسسة بالمجان لكافة السيدات فوق سن الأربعين وكذلك للسيدات اللاتي لديهن شكاوى".

ويشير إلى أن رحلة العلاج تطول إلى سنوات في بعض الحالات المتأخرة، قائلا:"علاج السرطان مكلف ويبدأ من 50 ألف جنيه ويصل في بعض الحالات إلى نصف مليون جنيه".

ويوضح شعلان أن العلاج لا يشمل عمليات التجميل (إعادة البناء)، قائلا:" يُنظر إلى عمليات إعادة البناء في الغرب على أنها حق من حقوق المرأة، لكن مصر ليس لديها موارد كافية لعلاج كل الحالات فما بالك بعمليات التجميل".

عمليات التجميل

ويشير إلى أن عمليات إعادة البناء أو التجميل أصبحت تتم فور انتهاء عملية الاستئصال، ولم تعد هناك حاجة للانتظار عاما أو عامين لإجرائها، وتصل تكلفتها إلى 10 آلاف جنيه.

ويصحح شعلان عدداً من المعلومات المغلوطة والمتداولة بشأن سرطان الثدي منها أن السرطان غير مصحوب بألم، قائلا "10% من حالات الإصابة تكون مصحوبة بألم في منطقة الثدي، على عكس أغلب الحالات التي لا يكون فيها الورم أو التكتل مصحوباً بألم جسدي".

وعن إمكانية الاحتفاظ بالثدي يوضح "لا تحتاج كل مصابة بسرطان الثدي إلى استئصاله، ففي حالة الاكتشاف المبكر يمكن الاكتفاء باستئصال الورم وعدد من الغدد الليمفاوية، كما أن بعض الحالات لا تحتاج للعلاج الكيمياوي، على عكس الحالات التي يُكتشف فيها السرطان في المرحلة 3 أو 4".

وعلى صعيد أخر يؤكد شعلان أن استئصال المبايض يجرى للسيدات اللاتي يحملن جينات لسرطان الثدي والمبيض، ويعطي مثالا الفنانة إنجلينا جولي، التي أكدت الاختبارات الجينية احتمالات إصابتها بنوعين من السرطان فقامت بعمليات استئصال للثدي والمبايض كإجراء استباقي.

نصائح وقائية

وينصح السيدات خلال فترة الحمل والرضاعة بالانتباه لأعراض السرطان، قائلا "أحيانا يتأخر اكتشاف المرأة الحامل أو المرضعة لسرطان الثدي لأنها لا تلتفت إلى الأعراض وتعزو كبر حجم الثدي أو وجود تكتلات إلى الحمل والرضاعة".

ويؤكد شعلان أن الدعم النفسي من الأسلحة الهامة التي تستند إليها المرأة في معركتها، وقال "متحديات سرطان الثدي لا يحتجن إلى طبيب نفسي بقدر حاجتهن للدعم النفسي من الزوج والأسرة والأصدقاء".

ويشير إلى أن هناك سيدات يرفضن إجراء عملية الاستئصال، وتحتاج هذه الحالات على وجه الخصوص إلى دعم الزوج والأسرة لاتخاذ هذا القرار.

ويلفت إلى أنه لا توجد أرقام دقيقة عن عدد المصابات بسرطان الثدي في مصر، إلا أنه وفقا للأرقام المسجلة في معهد الأورام، يعد أكثر السرطانات انتشارا بين الإناث إذ يمثل 30% من مجموع سرطانات الإناث في مصر المتمثلة في سرطان الثدي، والرحم، والمبايض.

ولا يقتصر سرطان الثدي على السيدات فهناك نحو 1% من الرجال يصابون به، والإحصائيات في الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت أن معدل الإصابة رجل لكل 135 امرأة.

ويشير شعلان إلى أن خطورة الإصابة عند الرجال تنتج عن تأخر اكتشاف الورم، قائلا "الرجل لا يفكر أن هناك احتمالية لإصابته بسرطان الثدي لذلك يتأخر اكتشافه للمرض". ويوضح أن رحلة العلاج لا تختلف في حالة المرأة أو الرجل.

وينصح رئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي الفتيات والسيدات بممارسة الرياضة من 3  لـ4 ساعات أسبوعيا، وتناول الأسماك والصويا والأرز والفواكه والألياف وتجنب النظام الغذائي عالي الدهون، والسمنة المفرطة لتقليل احتمالات إصابتهن بسرطان الثدي، والذي يمثل 19.29% من حالات السرطان الموجودة في مصر. 

تعليقات الفيسبوك