الاضطرابات السياسية تعطّل صناعات الحرفيين في مصر

الأحد 20-10-2013 PM 12:46
الاضطرابات السياسية تعطّل صناعات الحرفيين في مصر

صناعة السبح تأثرت بالأوضاع السياسية - صورة لأصوات مصرية

كتب

 كتبت: هدير الحضري

لم يتوقف تأثير الاضطرابات السياسية في مصر عند قطاع الأعمال والبورصة فقط، وإنما امتد بشكل مباشر إلى الفقراء وأصحاب المهن البسيطة، خاصّة الذين ترتبط أعمالهم بالسياحة التي توقفت بسبب عدم الاستقرار.

في قلب القاهرة المعروف باسم "مصر القديمة"، يتزاحم الناس على محلاّت الأقمشة المنتشرة قرب جامع الأزهر ومسجد الحسين، ويقل الزحام تدريجياً عند الدخول إلى شارع خان الخليلي ثم يكاد يختفي تماماً عند الوصول إلى شارع المعز لدين الله الفاطمي، حيث تتجاور ورش الحرفيين التي اتخذ أصحابها مجلسهم عند أبوابها، يتصبرون بوقت لا يزورهم خلاله أحد.

يقول علي عفيفي، صاحب ورشة لتصنيع آلات الطهي من الأولومنيوم، إنه ورثها عن والده الحاج عفيفي الذي صنع أول ميزان حساس في مصر فمنحه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر شهادة تقدير، مضيفاً بفخر "عبد الناصر كان  يشجع الصناعة الوطنية".

أما الآن فيواجه الحرفيون، بحسب قوله، مشكلة ضعف الإمكانيات، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الخامات الذي يؤدي  إلى ارتفاع سعر منتجات الورش مقارنةً بالمنتجات المستوردة، ولكنه يؤكد أن منتجاتهم تظل أكثر جودة لأنها مصنوعة يدوياً.

ويقول إن مكسب العمل قليل جداً في الوقت الذي تتعدّى فيه "يومية الصنايعي" الخمسين جنيهاً.

ويرى أن الظروف  التي تمر بها البلاد ودعوات بعض التيارات السياسية إلى التظاهر، وحظر التجوال أمور أثرت سلباً على الورش التي يضطر أصحابها إلى غلقها خوفاً عليها، معلقاً "حتى في حالة عدم إغلاق الورشة لن أجد من يشتري مني".

وأضاف أن حركة البيع والشراء توقفت لأن الناس أصبحوا بعد الثورة أكثر حرصاً على المال القليل الذي يملكونه.

وربط شعبان عبد الغني، صاحب معرض مشربيات في شارع المعز وعدد من الورش لتصنيعها  في مدينة السادس من أكتوبر، بين قيام الثورات وتعثر التجارة خاصة المتعلقة بالصناعات الحرفية، حيث يؤكد أن حركة السوق تتوقف بعد كل ثورة.

ويعلق "أفتح المعرض في أيام الحظر وأعلم أن الزبائن لن تأتي لكني لا أجد شيئاً أفعله في المنزل".

أما الأسطى سعيد، الذي يعمل في إحدى ورش صناعة النحاس محترفاً حفر وجوه الناس على المعدن منذ أكثر من نصف قرن، فيؤكد أن الصناعات الحرفية تعاني لأنها مرتبطة ارتباطاً أساسياً برواج السياحة في مصر، والتي أدّت الاضطرابات السياسية إلى انهيارها. أما صاحب الورشة التي يعمل بها الأسطى سعيد، والذي رفض ذكر اسمه، فغير قلق من هذا الوضع "الطبيعي" في أعقاب أي ثورة، معلقاً "لا بد أن تصعد الدولة فوق أكتافنا".

وفي محل قريب لبيع السبح واللوحات المذهبة، جلس الأخوان طارق وحسن إبراهيم  يتكلمان عن المهنة التي ورثاها عن والدهما ويعملان بها  منذ أكثر من أربعين عاماً.

ويشتكي حسن من أن السبح تتميز بأنها "كمالية" وليست استهلاكية وهو ما يجعل حركة البيع غير رائجة في الأوضاع الطبيعية، مؤكداً أن عملهم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالسياحة، وبعد تدهورها مؤخراً أصبح وضعهم حرجاً. ويعلق بقوله "نحن لا نعمل منذ عامين تقريباً".

أما المهندس طارق فيؤكد أن الصين لا يمكنها أن تنتج سبحاً تضاهي في جودتها تلك المصنوعة يدوياً، ولا يمكن أن يتحلّى صناعها بالصبر والمهارة التي يتحلّى بها الحرفيون المصريون في تطعيم السبح بالفضة، أو بالنقش عليها.

وطالب التيارات السياسية بالتوقف عن التظاهر حتى تنتعش الحركة الاقتصادية، متابعاً أن تداول السلطة كان لا بد له أن يحدث منذ البداية حتى تتمكن مصر من النهوض من  جديد.

تعليقات الفيسبوك