خبراء: بلاعة وميول وإخفاء حديد التسليح.. أهم سبل مواجهة غرق الشوارع وسقوط المباني

الأحد 08-11-2015 PM 05:48
خبراء: بلاعة وميول وإخفاء حديد التسليح.. أهم سبل مواجهة غرق الشوارع وسقوط المباني

الأمطار تغرق محافظة الإسكندرية - نوفمبر 2015 - صورة لأصوات مصرية

كتب

كتب: سعادة عبد القادر

حلول تقليدية، سعى إليها المسؤولون بالمحافظات التي أغرقت شوارعها مياه المطر، فبعربة شفط مياه وعدد من العمال، حاولت تلك المحافظات السيطرة على وضع كارثي، أزهق أرواح العشرات من الأبرياء.

خبراء هندسيون أكدوا أن الطرق والشوارع التي أغرقتها مياه المطر، لم تكن معدة فنياً لاستقبال مثل هذه الكوارث، وفيما يخص سقوط العقارات، أشاروا إلى أن تعرض حديد التسليح للعوامل الجوية، أحد أهم الأسباب وراء سقوطها، بجانب انخفاض مرات صيانة المباني، خاصة بالمدن الساحلية.

وطرح الخبراء حلولا للسيطرة على تراكم المياه بالشوارع تمثلت في إعادة رصفها بعمل ميول يزيح المياه إلى جانبي الشارع، وتنفيذ بالوعات لاستقبال المياه المزاحة، علاوة على تطبيق هذا التنفيذ على الطرق والشوارع التي سيتم انشاؤها مستقبلاً لتلافي الأزمات وقت وقوعها.

روشتة البناء

يحيى عبد العزيز رئيس مجلس إدارة إحدى شركات التشييد والبناء يقول إن بناء العقارات وتخطيط المدن الساحلية يختلف عن باقي المدن التي يتم تخطيطها بمناطق صحراوية أو جافة.

ويضيف عبد العزيز أن الأساسات الخرسانية بالمناطق الساحلية يشترط أن يتم عزلها بمواد عازلة ضد المياه، وأن يتم اختبار تلك المواد لدى مختبرات كيمائية لبيان مدى قوة عزلها للمياه العادية (العذبة) ومياه البحر (المالحة). 

وقال إن ما يؤدي إلى سقوط بعض المباني بمحافظة الإسكندرية خاصة في حالة وجود (نوات) وتقلبات جوية، هو ركود مياه الأمطار والسيول بالشوارع لفترات حتى ولو كانت ساعات معدودة، علاوة على العوامل الجوية التي تحمل أبخرة مياه المطر والبحر، والرطوبة إلى حديد التسليح بالمبنى فيحدث له تآكل ويسقط العقار، لكون الطبقة الخرسانية التي من المفترض أن تُغطي حديد التسليح سقطت هي الأخرى، متأثرة بعوامل الجو في المناطق الساحلية. 

تغطية حديد التسليح داخل المبنى بخلطة خرسانية يضاف إليها مواد مقاومة للرطوبة والعوامل الجوية، حتى لا تسقط من فوق حديد التسليح، ولضمان عدم تآكله أو تعرضه لعوامل جوية تجعله يصدأ، واختيار أنواع دهانات خارجية وداخلية مقاومة أيضاً للعوامل الجوية، بجانب عزل أساسات المبنى، خاصة الموجودة بباطن الأرض بمواد عزل قوية، يضمن سلامة المبنى حتى وإن تراكمت حوله المياه لفترة حسب ما ذكر عبد العزيز.

ولفت عبد العزيز إلى أن غالبية المدن العالمية في الخارج تقوم بعمل التأمينات السابق ذكرها لجميع المبان الخاصة بها حتى وإن لم تكن بمدن ساحلية تطل على البحر، زيادة منها في إجراءات تامين المباني. 

تراكم المياه بالشوارع

داكر عبد اللاه رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات العاملة في إنشاء الطرق والكباري، يعلق على تراكم مياه المطر في شوارع بعض محافظات مصر، التي شهدت نوات (تقلبات جوية) قائلا إن هذه الشوارع تم بناؤها بمخالفة لكود مواصفات إنشاء الطرق المصري لأعمال الطرق الحضرية والخلوية لسنة 1998، بالإضافة إلى مواصفات الجمعية الأمريكية لمهندسي الطرق والنقل (AASHTO) والجمعية الأمريكية لفحص المواد (ASTM).

يضيف عبد اللاه أن علاج الشوارع التي تم إنشاؤها دون الالتزام بالكود المصري الخاص بإنشاء الطرق، يكون بعد تجفيفها من المياه، وإعادة رصفها بميول يزيح المياه المتساقطة إلى جانبي الطريق أو الشارع، وتصميم بالوعات صرف على جانبي الطريق لاستقطاب المياه وصرفها، بما يضمن عدم تراكمها.

ويشير إلى أن الميول الذي يتم تنفيذه في إنشاء الطرق أو الشوارع لا يكون ملحوظا، ولا يؤثر على حركة السيارات أو يعوق حركة المرور لأنه مدروس هندسياً، على سبيل المثال الشارع الذي يبلغ عرضة 20 مترا يكون الميول الخاص به 5 سم.

"غالبية شوارع الجمهورية لم يتم مرعاة صرف المياه عندما يتم تنفيذها حتى المنشأة حديثاً، ويرجع عبد اللاه ذلك إلى الميزانية المالية التي ترصدها الدولة لتنفيذ وإنشاء الطرق والصرف الصحي، مشدداً على أنه لا بد من إنشاء بالوعات بمواصفات جيدة على جانبي، أو حتى جانب واحد من كل الطرق والشوارع، مع مراعاة تصميم ميول يسمح بإزاحة المياه إلى البالوعات. 

ويقول صلاح حجاب استشاري هندسي إن هناك قصورا وإهمالا متراكماً في عمليات توسيع الطرق وصيانتها، بالإضافة إلى أعمال رصف الطرق والتي تمت بشكل غير علمي وغير مدروس، كل هذا هو ما أدى إلى تفاقم أزمة تراكم المياه.

ويضيف أن هناك حلولاً عاجلة قامت بها القوات المسلحة لمواجهة الأزمة وهي توزيع سيارات شفط المياه، علاوة على تطهير خطوط الصرف حتى تستوعب صرف المياه المتراكمة في حالة حدوث نوات أخرى (تقلبات جوية).

تعليقات الفيسبوك