هل تنجح النائبات في تشكيل ائتلاف نسائي تحت القبة؟

الإثنين 07-12-2015 PM 10:41
هل تنجح النائبات في تشكيل ائتلاف نسائي تحت القبة؟

مبني مجلس الشعب المصري - تصوير محمد عبد الغني - رويترز

كتب

كتبت: رحمة ضياء

حصدت المرأة في انتخابات برلمان 2015 أكبر عدد من المقاعد منذ تاريخ انضمامها للبرلمان عام 1957، ومن هنا جاءت دعوة المجلس القومي للمرأة للنائبات بتشكيل ائتلاف تحت القبة، يكون له أثر في تغيير مسار العديد من قضايا المجتمع، ولكن هل تلقى تلك الدعوة استجاباتهن؟ وما الذي يتطلبه تشكيل ائتلاف برلماني؟ 

وفازت المرأة حتى الآن بـ 73 مقعدا بالمرحلتين الأولى والثانية، ومن المتوقع زيادة حصتها بعد تعيين الرئيس عبد الفتاح السيسي لعدد آخر من النائبات، وفقا لما ينص عليه قانون الانتخابات، لتصل إلى ما يقرب من 15% من إجمالي مقاعد البرلمان "568 مقعدا".

استجابات متفاوتة من النائبات

تفاوتت استجابات النائبات لدعوة المجلس القومي للمرأة، لتشكيل ائتلاف نسائي تحت القبة، والتي أطلقها عبر بيان أصدره السبت الماضي، وقالت فيه ميرفت تلاوي رئيسة المجلس، إنها تتمنى أن يترجم عدد النائبات إلى تمثيل مناسب للمرأة في الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، وفي جميع المناصب العليا في الدولة.

وتحمست آمنة نصير، الفائزة ضمن قائمة "في حب مصر" في الصعيد، لتكوين الائتلاف النسائي، قائلة لأصوات مصرية، "لازم يكون في تكتل للنساء داخل البرلمان عشان نقدر نعمل حاجة".

وأشارت إلى اهتمامها "الكبير" بقضايا المرأة وفي مقدمتها محاربة التحرش ورعاية المرأة المعيلة، وتعديل قانون الأحوال الشخصية بما يحقق العدالة للطرفين ويكفل بيئة صحية للأبناء "الذين يدفعون ثمن فشل الزواج".

ورحبت إيناس عبد الحليم، النائبة عن حزب المصريين الأحرار بمحافظة المنصورة، بفكرة المجلس قائلة "لو بقينا إيد واحدة هنقدر نعمل حاجة للمرأة، وإحنا ستات زيهم وحاسين بمشاكلهم".

وأشارت إلى اهتمامها بمساعدة النساء الأكثر احتياجا في عمل مشاريع صغيرة، لإعالة أنفسهن وأسرهن، بالإضافة لاهتمامها بتطوير منظومة الصحة والتعليم.

على النقيض، رفضت نعمت قمر، نائبة تيار الاستقلال بمحافظة الغربية، فكرة تشكيل ائتلاف خاص بالنساء، قائلة "أنا نائبة عن الرجل وعن المرأة داخل البرلمان، ولازم كل النواب يكونوا كتلة واحدة للعمل من أجل مصر".

وأشارت إلى أن اهتمامها ينصب على القضاء على الإرهاب ومكافحة الفساد، ومن ثم التنمية الاقتصادية للقضاء على البطالة.

وأضافت النائبة، لأصوات مصرية، أنها تولى اهتماما للمرأة أيضا، ولاسيما المرأة المعيلة، مشيرة إلى اعتزامها العمل على توفير مظلة تأمين اجتماعي لها.

وترى نعمت قمر أن الائتلاف النسائي لن يكون له تأثير، قائلة "حتى لو أتجمعنا كلنا، الستات مش هيكون لهم تأثير وسط 568 واحد".

وقالت النائبة نجوى خلف، الفائزة عن قائمة "في حب مصر" قطاع غرب الدلتا، عن ذوي الاحتياجات الخاصة، إن اهتمامها ينصب بالأساس على قضايا المعاقين، وستدفع من أجل إصدار قانون يحفظ حقوقهم.

وأضافت لأصوات مصرية "يتساوي عندي الرجل والمرأة، وأنا نائبة عن المجتمع المصري كله ولست متخصصة في قضايا المرأة".

متطلبات تشكيل الائتلاف

وقال عمرو هاشم ربيع، الخبير في الشؤون البرلمانية بمركز الأهرام للدراسات، لأصوات مصرية، إن تشكيل ائتلاف برلماني "قوي" و"مؤثر" يتطلب عدة أمور في مقدمتها تجمع عدد من النواب حول هدف معين، والتوقيع على الانضمام لهذا الائتلاف، واختيار أمين عام له، ومتحدث باسمه حتى "لا يكون مجرد كلام في الهواء".

وأضاف ربيع أن تشكيل ائتلاف برلماني يتطلب كذلك وجود مكان ثابت لتنظيم اجتماعات دورية بين أعضاء الائتلاف، والاتفاق على قضايا "محددة" يلتفون حولها.

وقال يسري العزباوي، الباحث في النظم الانتخابية بمركز الأهرام للدراسات، لأصوات مصرية، إن البرلمان لم يشهد من قبل تكوين ائتلافات بين النواب سواء المنتمين لكتل نوعية كالسيدات أو كتل سياسية.

وأضاف "جرت العادة أن تنتهي الائتلافات بانتهاء العملية الانتخابية، ومن ثم تعمل كل هيئة برلمانية لصالح الحزب الذي تنتمي له داخل البرلمان دون الإعلان عن تشكيل ائتلاف".

ولا يتوقع العزباوي أن تنجح النائبات في تكوين الائتلاف، قائلا "النائبات الفائزات تنتمين لمرجعيات سياسية مختلفة ولا أتوقع نجاحهن في تكوين ائتلاف قائم على النوع فقط".

تدريب النائبات

وقال هاني أبو القمصان، المدير التنفيذي للمركز المصري لحقوق المرأة، لأصوات مصرية، إن دعوة المجلس القومي للمرأة دعوة إيجابية، وسيكون لها تأثير "بالغ الأهمية" إن نجحت النائبات في تنفيذها.

وأشار إلى أن المركز المصري سيدعم هذه الفكرة بشتى السبل الممكنة، قائلا "سنوفر للنائبات التدريب اللازم للالتفاف حول قضية بعينها وتقديم طلب إحاطة متقن، كما يمكننا توفير مكان لاجتماعاتهن خارج المجلس، ومساعدتهن في تحديد أجندة القضايا ذات الأولوية الخاصة بالمرأة".

وأضاف أبو القمصان "هذه فرصة تاريخية للنساء، إن نجحن في استغلالها وإثبات جدارتهن لن يحتجن لكوتة بعد ذلك، وسينعكس ذلك بالإيجاب على تمثيلهن في كافة المناصب العليا داخل الدولة والعكس صحيح".

وأشار إلى أن الهدف من ذلك الائتلاف التضامن في الرأي، والتكتل على دعم قضايا المرأة، والدفع بقوانين تعمل لصالحها في مجال الأحوال الشخصية والعمل العام والاستثمار والعمل السياسي.

ولفت أبو القمصان إلى مشروع "بيت خبرة نيابي للنساء"، الذي يتبناه المركز المصري، لتدريب النائبات، لمدة عام، على متطلبات العمل البرلماني، وكيفية تطوير أدائهن، وتوحدهن داخل المجلس، قائلا "نريد تدريب النائبات على تكوين لوبي والالتفاف حول قضايا المرأة بحيث لا يكون هناك مجال للاختلاف بينهن تحت قبة المجلس".

دعم الائتلاف

وقالت نيفين عبيد، عضوة بمؤسسة المرأة الجديدة، لأصوات مصرية، إن على الأحزاب والقوى السياسية المختلفة أن تدعم وجود هذا الائتلاف، وتدفع بممثليها للانضمام إليه.

وأشارت إلى أن دور منظمات المجتمع المدني تقديم التدريب والمشورة للنائبات، وإتاحة المعلومات لهن فيما يخص قضايا المرأة الملحة، والتي تحتاج إلى تدخل تشريعي.

وأضافت أن هذا الائتلاف حتى وإن لم تكن له الأكثرية لكنه سيشكل ضغطا داخل البرلمان، لمناصرة قضايا المرأة والحصول على حقوقها.

تعليقات الفيسبوك