مرضى الفشل الكلوي مهددون بالموت ..وتباين مواقف المسؤولين إزاءهم

الخميس 20-06-2013 AM 10:00
مرضى الفشل الكلوي مهددون بالموت ..وتباين مواقف المسؤولين إزاءهم

شعار وزارة الصحة والسكان- صورة من فيس بوك.

كتب

كتبت: شيماء هندي

قال مصابون بفشل كلوي في محافظة سوهاج إن الدولة ممتنعة عن دفع بدل انتقال ومستحقات مالية خاصة بغسيل الكلى وإنهم أقاموا دعاوى قضائية ضد وزارة الصحة مما حدا بمسؤولين في القطاع الصحي إلى إلى الضغط عليهم للتنازل عن الدعاوى كي يتم تجديد قرارات الغسل. وهو ما نفاه مسؤول كبير في المستشفى الجامعي.

القضية تخص 400 مصاب بمرض الفشل الكلوي في  محافظة سوهاج، وبينما تعتصر قلوب العشرات منهم ألما بسبب التأخر في موعد  الغسل الذي من المقرر أن يحصلوا عليه ثلاث مرات أسبوعيا، تضاربت ردود فعل مديرالمستشفى ووكيل وزارة الصحة والمحافظ حول أحقيتهم في الحصول على تلك المستحقات.

تعاني  شمعة محمد (45 سنة) التي أصيبت بالفشل الكلوي قبل خمس سنوات، من مشاكل مالية لا سيما أن كل غسلة  تكلف عائلتها قرابة 100 جنيه. وتقول: "زوجي عامل أرزقي يوم بيومه وهذا ما دفع نجلي الأكبر لوقف تعليمه من أجل العمل ليسد حاجتنا للمال. وعندما علمنا بأن لنا حقوقا متمثلة في بدلات النقل ومستحقات مالية للعلاج وبدأنا نبحث عنها فوجئنا بإدارة المستشفى تساومنا على حياتنا، إما التنازل أوعدم تجديد القرار".

وبأيد تلوح للأعلى قال الحاج أبوالفتوح أحمد، ابن الستين سنة، "يا رب، أيستكثرون علينا الحياة بهذه الدنيا؟" واستطرد قائلا: "لقد أصبت بالفشل الكلوي قبل سبع سنوات، واحتاج إلى ثلاث غسلات  أسبوعيا، وهذا يكلفني من العناء والجهد ما يصعب وصفه حيث أنني رقيد الفراش واحتاج  كل مرة إلى سيارة من أمام منزلي وحتى المستشفى الجامعي، وهذا يكلفني 80 جنيها لكل غسلة وكيس أو كيسين دم بتكلفة 130 جنيه للكيس بسبب ضعف جسمي، وعندما قمنا برفع دعوى للمطالبة بحقوقنا كي نتمكن من مواصلة رحلة عنائنا، هددونا بالسكوت والتنازل، وإلا لن تجدد لنا القرارات".

وبينما جازف الكثيرون برفع الدعاوي على المستشفى، رفضت أم أحمد ذلك وانتظرت تترقب ما سيحدث، مشيرة إلى  أن جارتها في المستشفى توفيت بسبب عدم حصولها على الغسلة في موعدها .

ومن جانبه قال الدكتور م. أ. ج، طبيب وحدة الغسل الكلوي بالمستشفى الجامعي، إن المرضى  يتذوقون ويلات من العذاب  بسبب أجهزة الغسيل التي عفا عنها الزمن، كما أنهم "لا يحصلون على الحقن الخاصة بهم التي توفرها الدولة كما هو الحال بالنسبة للمرضى المدرجين على التأمين الصحي، وهذه الحقن مهمة حيث يبلغ سعرها خارج المستشفى 140 جنيها، ويحقن بها المريض مرة شهريا، كما أن القسم يعاني نقصا حادا في عدد الممرضات وهذا ما يؤثر على  مدى متابعة الحالة وهي على الجهاز".

لكن  الدكتورعلي طه، مدير المستشفيات الجامعية في سوهاج، أنكر أحقية المرضى في صرف التعويضات، قائلا ً "مش كفاية عليهم إننا بنغسلهم كل أسبوع 3 غسلات الغسلة بتكلف الدولة 140 جنيه، عايزين إيه تاني"، كما نفى أن يكون هناك أي  مساومة على حياة المريض مقابل الغسلة.

وقال الدكتور محمد عبدالعال، وكيل وزارة الصحة، إن الأمر لم يتم دراسته بعد وما زال في الشؤون المالية والإدارية، وإن ثبتت أحقية  المرضى سيصرف لهم .       

وقال الدكتور يحيى عبد العظيم، محافظ سوهاج، إنه يدرس بنفسه هذا الموضوع، واستقبل مندوبين عن المرضى واستمع لمشكلتهم وأقر أنه من المحتمل أن يكون لهم بدلات بالفعل.

وأشار محمد الشلقاني، المحامي القائم برفع الدعوى، إلى أن المصابين جميعهم من الفقراء ومشوار المستشفى يكلفهم الكثير من العناء والجهد والمال، ومن حق المريض على  الدولة أن تساعده. "فمن المعروف أن مريض الفشل الكلوي لا يستطيع أن يمارس حياته بشكل كامل، ولا يتمكن من العمل لكي يدبر قوت يومه، لذا نطالب وزير الصحة أن ينظر لهم نظرة أصحاب حقوق وليس "شحاتين".

تعليقات الفيسبوك