في معرض الكتاب.. الأدب النسائي يتخلى عن قضايا الزواج والتحرش

الثلاثاء 26-01-2016 PM 03:30
 في معرض الكتاب.. الأدب النسائي يتخلى عن قضايا الزواج والتحرش

مجموعة من الإصدارات النسائية المشاركة في معرض الكتاب

كتب

كتبت: رحمة ضياء  

تخلت الأديبات عن قضاياهن "التقليدية" لصالح القضايا العامة، وحطمن القوالب النمطية اللاتي انحصرن فيها لسنوات بمناقشة الزواج والطلاق والتحرش.. هذا ما قاله ناشرون، وأكدته أديبات وكاتبات يشاركن بإصداراتهن في معرض الكتاب هذا العام.

ورفضت الكاتبات مصطلح "الأدب النسائي"، لأنه يحصرهن في قالب محدد من الموضوعات، ولا يعترف بقدراتهن على التحليق في اتجاهات متعددة.

ويستمر معرض الكتاب هذا العام من 27 يناير الجاري وحتى 10 فبراير القادم، ويشارك فيه 34 دولة و850 ناشرا، منهم 50 ناشرا أجنبيا، و 250 ناشرا عربيا، و550 ناشرا مصريا. 

تنوع الإصدارات

وقالت فاطمة البودي، صاحبة دار العين للنشر، لأصوات مصرية، إن المشاركة النسائية في إصدارات الدار تنوعت بين روايات تناولت قضايا سياسية واجتماعية ودراسات فكرية ونقدية، وتميزت الأديبات بشكل خاص في الشعر والقصة.

وشكلت الإصدارات التي حملت توقيعا أنثويا 25% من إجمالي إصدارات دار العين في 2015 (14 من إجمالي 55 إصدارا).

قلة الإنتاج

وأكدت فاطمة البودي أن الإنتاج الأدبي للروائيات والأديبات قل بشكل ملحوظ بعد الثورة عن السنوات التي سبقتها.

وأرجعت ذلك إلى ظروف البلاد والأحداث السياسية غير المستقرة، ولأن عدد الأديبات قليل نسبيا – مقارنة بالرجال – فقد أثر انشغالهن بالظروف السياسية بشكل واضح على جملة الإنتاج الأدبي للنساء. 

وفيما يخص مجال النشر قالت فاطمة البودي إن النساء حققن نجاحا كبيرا في مجال النشر رغم صعوبته في مصر وقصره على الرجال لفترة طويلة، مشيرة إلى إنشاء عدد من النساء لدور نشر منهم بلسم سعد (دار بلسم)، ودينا الغمري (دار بردي)، وهبة سلامة ( دار سلامة)، وكرم يوسف (دار الكتب خان).

تغير الاهتمامات

وقال أحمد متاريك، مسؤول في دار المصري للنشر والتوزيع، إن المفهوم الكلاسيكي للأدب النسائي تراجع بشكل ملحوظ، ولم يعد اهتمام الكاتبات مقتصرا على قضايا المرأة، كالزواج والطلاق والتحرش وخلافه.

وأشار إلى أن اهتمامات المرأة لم تعد مقتصرة على قضايا النوع فقط، قائلا "المرأة تخلت عن قضاياها الخاصة لصالح قضايا أكثر شمولية في السياسة والفن والرياضة وتطرقت لقوالب أدبية غير معتادة مثل أدب الرعب".

وتبلغ نسبة مشاركة النساء 23.5% من إجمالي إصدارات دار المصري المشاركة في معرض الكتاب (4 من إجمالي 17 إصدارا).

وقال ماجد إبراهيم، صاحب دار نشر الياسمين، إن النساء أصبحن أكثر جرأة وإقبالا على نشر أعمالهن، مشيرا إلى أن أغلب إصدارات الدار في معرض الكتاب هذا العام، من تأليف سيدات.

وتبلغ نسبة النساء 80% من إصدارات دار الياسمين في معرض الكتاب (4 من إجمالي 5 إصدارات).

ويشير إبراهيم إلى تنوع هذه الموضوعات التي تطرقت إليها هذه الأعمال بين القصص الرومانسية والاجتماعية والبوليسية والخيال العلمي، ونصائح التنمية البشرية والخواطر الرومانسية، كما تضمنت الإصدارات كتابا يجمع أشهر الأدعية في القرآن والسنة.

شروط النشر

وقال فتحي المزين، صاحب دار ليان للنشر، إن شروطه لقبول نشر أي عمل أدبي تتوقف على جودة العمل، ومدى ملائمته للسوق، ومدى انتشار الكاتب على موقع فيس بوك، لافتا إلى أن هذه الشروط تطبق على الكتاب من الرجال والنساء.

وأشار إلى أن الدار تقبل أحيانا أعمالا لأصحاب أقلام تكتب لأول مرة، قائلا إنه في مثل هذه الحالات تكون جودة العمل كافية بما يقنع الدار لاتخاذ قرار النشر.

وتتراوح نسبة الإصدارات النسائية لدار ليان في معرض الكتاب من 35 إلى 40% من إجمالي الإصدارات، وأبرزهن فريدة الشوباشي وشيماء عادل ورحاب هاني بحسب المزين.

القيود الاجتماعية

وأكدت كاتبات وشاعرات قدرة المرأة على منافسة الرجل في مختلف مجالات الكتابة، وأرجعن قلة الإنتاج النسائي إلى عدد من المعوقات التي تقابلهن.

ووصفت سمر طاهر، مؤلفة كتاب "نساء لا يأكلن الشاورما" مساهمة المرأة في مجال الأدب بأنها "جيدة جدا" على الرغم من كونها "غير كافية" بسبب الصعوبات التي تقابلها في النشر.

وقالت سمر طاهر، لأصوات مصرية، "النساء لسن أقل موهبة من الرجال، وقادرات على التعبير لكن أحيانا القيود الاجتماعية تكمم أفواههن أكثر من الرجال".

وأضافت أن المعوقات كثيرة أمام المرأة في مختلف المجالات وليس في الأدب فقط بسبب التمييز الذي يمارس ضدها لكونها أنثى.

واشارت إلى أن كتابها المشارك ضمن إصدارات معرض الكتاب يضم مجموعة من المقالات الساخرة، تناقش العديد من القضايا الاجتماعية.

ونشرت سمر طاهر من قبل كتاب بعنوان "الإعلام في عصر العولمة" في 2011، كما كان لها تجارب في كتابة قصص أطفال ومقالات في عدد من المواقع الإخبارية.

الخوف من المنافسة

وقالت نرمين علي، مؤلفة ديوان "تذاكر مترو الحزن"، إن الخوف من المنافسة يقف عائقا أحيانا أمام مشاركة المرأة في مجال الأدب بشكل عام والشعر بشكل خاص، لافتة إلى وجود العديد من الشاعرات الشابات اللاتي أثبتن قدرتهن على المنافسة.

وأوضحت نرمين علي، لأصوات مصرية، "فيه بنات بتبقى خايفة تنشر رغم امتلاكها للموهبة لأنهم شايفين المنافسة صعبة مع أصحاب الأسماء المشهورة والمهيمنة على مجال الشعر".

وأضافت "الديوان اللي صاحبه مشهور بينجح نجاح منقطع النظير حتى لو كتابته ركيكة، وممكن كتابات جيدة محدش يلتفت ليها لأن صاحبها مش مشهور".

وأشارت إلى أن بعض دور النشر ترفض التعامل إلا مع أصحاب الأسماء المعروفة مما يصعب الأمر على أصحاب التجارب الأولى أو الأقل حظا في الشهرة.

وعن ديوانها الجديد قالت إنه يناقش أفكارا متنوعة عبرت عنها بالشعر العامي، منها رحلة الحياة والبصمات التي تركتها على قلبها، وإحساسها إزاء كونها فتاة في مجتمع يكبلها بالقيود، والانتصارات البسيطة التي تبث البهجة في الروح.

ولنرمين علي تجربة سابقة في الشعر في ديوان مشترك مع مجموعة من الشعراء بعنوان "أبجد هوز"، إضافة إلى نشر كتابين إلكترونيا بعنوان "شخابيط" و"أميرة فصل الشتاء" يتضمنان مجموعة من الخواطر النثرية.

روح المغامرة

وتؤمن بسمة صبحي، مؤلفة كتاب "محطات رياضية"، بمقولة "الحياة إما أن تكون مغامرة أو لا شيء" وذلك ما شجعها على اتخاذ قرار النشر رغم تخوفها من ردود الفعل.

وتقول بسمة صبحي، لأصوات مصرية، "كنت قلقانة إني أنشر كتاب بيتكلم عن الرياضة خصوصًا أن مؤلف الكتاب بنت، بس أتكلت على الله وعملت الحاجة اللي بحبها"، مشيرة إلى حبها لكرة القدم منذ الصغر وعملها كمحررة صحفية بقسم الرياضة لمدة 5 سنوات.

وأكدت أن الكاتب لابد أن يمتلك روح المغامرة حتى يستطيع التواجد والمنافسة، مشيرة إلى أنها وجدت ردود فعل "جيدة" بعد النشر.

ويعد "محطات رياضية" أول كتاب لبسمة صبحي، ويتضمن معلومات عن أهم المحطات في تاريخ الرياضة في مصر، ويشارك ضمن إصدارات معرض الكتاب هذا العام.

تعليقات الفيسبوك