يتوجه وفد برلماني مصري يضم شخصيات بارزة في جماعة الإخوان المسلمين إلى السعودية سعيا لحل أسوا أزمة تواجه علاقات البلدين منذ عشرات السنين.

وسيكون بين أعضاء الوفد رئيسا مجلسي الشعب والشورى وهما من الأعضاء القياديين في جماعة الإخوان وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية المصرية إن الوفد سيجتمع مع الملك عبد الله في الرياض غدا الخميس لنزع فتيل الأزمة التي نشبت بعد القبض على محام مصري في المملكة ومظاهرات احتجاج أعقبت ذلك.

وستكون هذه زيارة نادرة من جانب أعضاء بارزين في الجماعة التي برزت على سطح الحياة السياسية بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك. ويقول محللون إن صعودها اثار قلق دول الخليج العربية.

وقال متحدث باسم الجماعة إن اعضاء الجماعة لم يقوموا بزيارة السعودية بصفة رسمية منذ "وقت طويل" لكنه أضاف أنهم سيزورونها باعتبارهم ممثلين للبرلمان وليس الجماعة.

وسحبت السعودية سفيرها من مصر قبل أيام وأغلقت قنصلياتها لأسباب أمنية بعد مظاهرات الاحتجاج على إلقاء القبض على المواطن المصري أحمد الجيزاوي. وغضب مصريون كثيرون من اعتقال الجيزاوي وانتقدوا ما يقولون إنها معاملة سيئة يلقاها مصريون في المملكة.

ويقول نشطاء إن الجيزاوي احتجز بسبب انتقاده لهذه المعاملة لكن الحكومة السعودية تقول إنه كان يحاول تهريب أقراص مخدرة إليها.

ويقول محللون إن الأزمة تعود جزئيا إلى مخاوف السعودية من النفوذ المتزايد لجماعة الإخوان في مصر. وكانت الجماعة محظورة رسميا في عهد مبارك الذي أطاحت به انتفاضة شعبية في مطلع العام الماضي.

وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن الوفد سيجتمع أيضا مع مسؤولين سعوديين آخرين. ونقلت الوكالة عن زعيم الأغلبية في مجلس الشورى علي فتح الباب قوله إن الوفد سيؤكد على "عمق العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين الشقيقين وأهمية العلاقات بينهما كدعامة قوية للأمتين العربية والإسلامية العمل على تطويرها في مختلف المجالات."

وأضاف أن الوفد سيعمل على "إزالة أي سوء فهم يحدث لأى سبب من الأسباب فى إطار روح الأخوة بين البلدين." وتابع أن الوفد "سيناقش مع الجانب السعودي أوضاع ومشاكل المصريين في المملكة في الإطار الذى يحفظ كرامة المواطن المصري."

وشغل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان نحو نصف مقاعد البرلمان في أول انتخابات حرة ونزيهة تشهدها مصر منذ نحو 60 عاما. لكن الجماعة تقول إن السعودية لم توجه إلى قيادييها دعوات لزيارتها ولم تلب دعوات للاجتماع مع مسؤوليها في القاهرة.