شكاوى التحرش الجنسي كلام من غير فعل.. والخوف يحاصر الضحايا

الإثنين 28-09-2015 PM 06:28
شكاوى التحرش الجنسي كلام من غير فعل.. والخوف يحاصر الضحايا

صورة لواقعة تحرش في الشارع - صورة من صفحة الداخلية على فيس بوك

كتب

كتبت: أمنية طلال

رصدت مبادرة "شُفت تحرش" 397 واقعة تحرش لفظي، و50 واقعة تحرش جسدي خلال فترة عيد الأضحى، إلا أن اللافت للنظر هذه المرة هو امتناع ضحايا التحرش عن إجراء محاضر ضد المتحرشين.

وقال فتحي فريد، منسق مبادرة "شُفت تحرش"، لأصوات مصرية، "مفيش أي حالة المرة ديه قررت تعمل محضر بالواقعة"، موضحا أن معظم الفتيات رفضن المساعدة القانونية نهائيا، واكتفين بالدعم النفسي مفضلات الابتعاد عن مكان الواقعة.

وأرجع فريد ذلك لعدة أسباب منها صغر سن المتعرضات للتحرش وبالتالي خوفهن من دخول أقسام الشرطة، مؤكدا أن أعمارهن لم تتجاوز 18 عاما، بالإضافة إلى خوفهن من لوم الأسرة خاصة أن معظمهن من الأرياف وضواحي الجيزة وحلوان.

ورأى فريد أن عدم حصول الفتاة على حقها من خلال القانون يساعد على استمرار ظاهرة التحرش في الأعياد والاحتفالات، معتبرا أن الحل كما طرحته المبادرة منذ عام تقريبا يتلخص في تحرير محاضر أو مذكرات من خلال الدوريات الراكبة على أن تستكمل الإجراءات في قسم الشرطة.

كان الرئيس السابق عدلي منصور أصدر قرارا بقانون في يونيو 2014  بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، لتوسيع تعريف جريمة التحرش وتغليظ العقوبة على من تثبت إدانته بها.

واستقبل الخط الساخن الذي خصصه مركز القاهرة للتنمية وحقوق الإنسان خلال فترة العيد 20 بلاغا، وأوضحت انتصار السعيد، مديرة المركز أن كل المبلغات رفضن أي مساعدة قانونية واعتبرن أن الاتصال "مجرد فضفضة".

واعتبرت السعيد رفض المساعدة القانونية من قبل المتعرضات للتحرش الجنسي تراجعا، معربة عن قلقها إزاء هذا التراجع الذي يساعد على استمرار ظاهرة التحرش في الشوارع من وجهة نظرها.

وقالت "مفيش بنت فيهم متمسكة بحقها القانوني، ودي المشكلة"، مضيفة "كان فيه تطور إيجابي السنين اللي فاتت والبنات بدأوا يصروا على حقوقهم".

وأشارت مديرة مركز القاهرة إلى أهمية تغيير الثقافة المجتمعية من خلال تعديل المناهج التعليمية بحيث تتضمن قيم المساواة بين الجنسين، وطالبت الإعلام بضبط المواد الإعلامية ونبذ التحرش وتقديم المتحرش على أنه مجرم.

وأكدت على ضرورة تعميم وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في كل محافظات الجمهورية وعدم قصرها على القاهرة الكبرى، بالإضافة لتعيين ضابطات بأقسام الشرطة لتلقي بلاغات التحرش.

وذكرت دراسة أصدرتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة عام 2013 أن 99% من النساء المصريات تعرضن لنوع من التحرش. وقال المجلس القومي لحقوق الإنسان في نوفمبر 2012 إن أكثر من 70% من النساء المصريات يتعرضن للتحرش في الشوارع والأماكن والمواصلات العامة.

وقالت مبادرة "شُفت تحرش"، في بيان أصدرته اليوم حصلت أصوات مصرية على نسخة منه، إن هناك غيابا لعناصر الشرطة النسائية بشكل دائم في محيط أماكن التجمعات إلا في بعض الأوقات المتفاوتة أمام بعض دور العرض السينمائي.

وذكر البيان أن المتطوعين رصدوا قيام بعض عناصر الشرطة بالتحرش لفظياً بفتيات، وكانت الواقعة الأولى من قبل عساكر تواجدوا في خدمة بمنطقة كورنيش النيل، وتم تقديم التوعية لهم من قبل أعضاء المبادرة، وجاءت الواقعة الثانية من قبل أحد أمناء الشرطة في محيط إحدى دور العرض السينمائي بشارع طلعت حرب.

وأوصت "شُفت تحرش" بمراجعة كل التدابير والسياسات التي اتخذتها مؤسسات الدولة للحد من انتشار جرائم التحرش الجنسي، وإعادة طرح الدعوة للمجتمع المدني لعقد حوار مجتمعي فعال يضمن وضع سياسات عاجلة للقضاء نهائياً على جرائم التحرش الجنسي.

وشددت "شُفت تحرش" على ضرورة تقديم تدريبات لجميع العاملين والمسؤولين داخل إدارة شرطة مكافحة العنف ضد المرأة، من أجل ضمان تقديم خدماتهم بشكل أفضل.

تعليقات الفيسبوك