ما هو الدور الأمريكي في صفقة الميسترال بين مصر وفرنسا؟

الجمعة 25-09-2015 PM 09:28
ما هو الدور الأمريكي في صفقة الميسترال بين مصر وفرنسا؟

حاملة طائرات ميسترال - رويترز

كتب

ذكرت مؤسسة ستراتفور البحثية الأمريكية ان موافقة فرنسا على بيع حاملتي طائرات الهليكوبتر ميسترال إلى مصر لم يأت مدفوعا بنية فرنسية مصرية بقدر ما كان نتيجة ثانوية لتحركات أمريكية على الساحة العالمية.

وأضافت المؤسسة أن ثلاثة تحركات أمريكية دفعت بالميسترال إلى ايدي مصر. كان التحرك الأول هو سعي واشنطن للتاثير في أوروبا الشرقية بما في ذلك الكثير من الدول السوفيتية سابقا. وظهر ذلك أوضح ما يكون في توسع حلف الاطلسي شرقا حتى دول البلطيق.

وحلف الاطلسي ليس كيانا أمريكيا خالصا لكن على الأقل كل تحرك للحلف لابد أن يحصل على موافقة من واشنطن. وتوج التقدم الأمريكي شرقا بالأحداث في اوكرانيا. وكنتيجة مباشرة ضغطت الولايات المتحدة وأوروبا على فرنسا لترفض بيع الحاملتين الى روسيا، التي طلبت تصنيعهما، بسبب الدور الروسي في الأزمة الأوكرانية.

وذكرت المؤسسة أن التحرك الأمريكي الثاني جاء بعد رد فعل الجيش المصري على الربيع العربي. وأفادت أن المسيرة القصيرة لمصر على طريق الديمقراطية في ظل حكومة الرئيس المعزول محمد مرسي كانت مثيرة لمخاوف من عدم الاستقرار إلى درجة دفعت الجيش إلى إعادة تأكيد نفوذه بالطريقة السلطوية التقليدية. واضطرت الولايات المتحدة إلى ابداء نوع من العقاب رغم أن مصر حليف قديم. واختارت واشنطن قطع مساعدتها العسكرية البالغة نحو مليار دولار سنويا. ورغم أن القرار لم يكن معطلا بصوىة جوهرية لعلاقات القاهرة وواشنطن إلا أنه غير رؤية مصر للاعتماد على الولايات المتحدة كمورد عسكري وحيد. ومنذ ذلك الحين تبحث مصر عن سبل لتنويع مصادرها من موردي السلاح.

وتعرقلت جهود التنويع بدرجة كبيرة بسبب افتقار مصر للموارد لكن التحرك الأمريكي الثالث الذي استغرق سنوات من الإعداد حدد مسار تحرك القاهرة. فالاتفاق النووي الإيراني الذي كان في وقت ما ضربا من الخيال تطور ليصبح محتملا ثم أمرا حتميا. وغير الاتفاق ميزان القوى في الشرق الأوسط وجعل السعودية تتساءل عن الأمن الجوهري الذي يوفره تحالفها مع الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك أصبحت الرياض أكثر نشاطا في محاولة التصدي بصورة مباشرة للنفوذ الإيراني في المنطقة. وكخطوة كبيرة في هذه العملية عمل السعوديون على إقامة تحالفات أمنية في المنطقة تخدم المصالح السعودية بما في ذلك تشكيل قوة عربية مشتركة.

وتمثل مصر حجر زاوية في تلك القوة المقترحة بسبب قدراتها العسكرية وخاصة القوة البشرية.

لكن تشكيل تحالفات أمنية يعد عملية طويلة وشاقة، ولم تسفر كل محاولات الرياض حتى الآن عن شيء ملموس.

وأدت تلك التحركات الأمريكية في نهاية الأمر إلى زواج مصلحة. فمصر تريد شراء معدات من طرف غير الولايات المتحدة لكن لا يمكنها تحمل ذلك. والسعودية تريد إعادة التوازن للشرق الأوسط من خلال تحالف خارج المظلة الأمنية الأمريكية. وتوجد سفينتان يمكن الحصول عليهما من طرف خارجي يمكنهما المساعدة في ربط كل المصالح معا.

وحين تسلم هاتان السفينتان وتدمجان في الجيش المصري في نهاية الأمر فمن المرجح أن تزيد الخيارات العسكرية لمصر في نهاية الأمر بسبب تطوير السعودية لقوة عربية مشتركة. وسيكون لذلك تأثيرات على دول مضطربة بالمنطقة مثل اليمن وليبيا. والمفارقة أن هذه التأثيرات يمكن بسهولة أن تسير على عكس المصالح الامريكية في المستقبل.

وذكرت المؤسسة البحثية أن كل تلك الأمور تكشف عن أن القوة الأمريكية في العالم لها جوانب قد لا تلفت النظر وتحتل عناوين الاخبار على الفور، ولها تاثيرات قد تكون غير مرئية ولا يمكن التحكم فيها وتستغرق سنوات لتظهر للعيان.

تعليقات الفيسبوك