"نجلاء".. ربة منزل اقتحمت بقوة ساعديها عالم الـ "ليدي جارد"

الأربعاء 28-10-2015 PM 06:41

نجلاء محمد "ليدي جارد" خلال إحدى اللقاء التليفزيونية

كتب

كتبت: رحمة ضياء

منذ 4 سنوات تغيرت حياة "نجلاء محمد"، بمكالمة هاتفية من صديقة، عرضت عليها العمل كـ"ليدي جارد"، وقبلت نجلاء، مقتحمة عالم الحراسة النسائية بقوة ساعديها.

حصلت من يومها ربة المنزل، صاحبة الـ41 عاما، على لقب جديد وهيئة مختلفة تتناسب مع طبيعة عملها كحارسة شخصية، مستعدة للاشتباك في أي لحظة مع من يتعرض للفتيات والسيدات، اللاتي يدفعن لها مقابل حراستهن.

لم تفكر نجلاء قبل حصولها على الوظيفة أنها ستكون "ليدي جارد" يوما ما، فهي لم تتدرب على أي رياضة قتالية أو تذهب بصفة دورية إلى "الجيم"، ولكنها تمتلك مقومات جسدية تؤهلها لذلك، وهذا سبب قبولها للوظيفة دون تردد، بحسب ما قالت في مقابلة هاتفية مع "أصوات مصرية".

تحرس نجلاء بنات جنسها فقط، قائلة "باحرس بنات رايحة الجامعة، أو سيدات أعمال أو خليجيات نازلين إجازة في مصر، بيفضلوا أن اللي تمشي معاهم تبقى ست، والرجالة عندهم البودي جارد اللي يحرسوهم".

وانتشرت ظاهرة "الليدي جارد" بين عدد من السيدات في مصر، خاصة اللاتي يمارسن رياضات قتالية أو يمتلكن أجساما رياضية، وذلك بسبب تفضيل بعض النساء أن ترافقهن لمهام الحراسة سيدات، ولا يوجد إحصاء دقيق بعدد العاملات في هذه المهنة.

عملت نجلاء في البداية في مهام حراسة مؤقتة من هذه النوعية قبل أن تنضم إلى طاقم الأمن بحديقة حيوان الجيزة لفترة وجيزة، وحاليا تتعامل مع شركة حراسة، بمثابة وسيط بينها وبين من ترغبن في "ليدي جارد".

وتعتبر شركة فالكون للحراسة والأمن، من أوائل الشركات التي بدأت تدريب النساء على مجموعة مختلفة من مهام الأمن والحراسة منها فنون القتال بالأيدي والدفاع عن النفس، منذ عام 2006، لسد حاجة سيدات الأعمال والفنادق ومجمعات التسويق والبنوك وعدد من القطاعات الأخرى التي تحتاج إلى أمن نسائي.

وتقول نجلاء "طبيعة شغلي دلوقتي مناسبة أكتر ليا، عشان حرة اشتغل في الوقت اللي يناسب ظروف بيتي، غير لما كنت بروح حديقة الحيوان كل يوم وليا مواعيد ثابتة".

وعن المواقف التي تتطلب منها استخدام قوة ساعديها خلال العمل، تقول "متعرضتش لمواقف خلال الشغل ضربت فيها حد، كنت بادخل في أوقات وأنا بشتغل في حديقة الحيوان عشان أمنع ناس بتخالف تعليمات الحديقة لكن موصلتش للضرب".

وتضيف "في مرة لقيت واحد بيصطاد من بحيرة ممنوع فيها الصيد في حديقة الحيوان فرميت السمك اللي اصطاده في البحيرة تاني، وفي مرة ضربت واحد بس عشان عاكس بنتي وأنا معاها".

تستعد نجلاء للذهاب إلى مهام الحراس بارتداء يونيفورم خاص بالشركة التي تعمل لصالحها حاليا، وتغطي شعرها بـ"كاب" أو طرحة، قائلة "بحافظ على أنوثتي في بيتي وفي حياتي الشخصية، لكن وقت الشغل لازم لبسي يخلي الناس تحترمني وتخاف مني، ويشوفوني ليدي جارد مش واحدة ست".

لا تحمل نجلاء سلاحا خلال مهام الحراسة، قائلة "ضربة على الركبة أو تحت الحزام كفاية، شغلتي أحمي الستات وبس".

لم تعترض عائلة نجلاء على عملها كليدي جارد، كما تؤكد "جوزي وافق عشان عارف إني أقدر أسد في الشغلانة ومايتخفش عليا، وولادي فراحنين بيا وبنتي مريم نفسها تشتغل زيي لما تكبر".

وتقابل نجلاء خلال عملها تساؤلات من المارة، قائلة "ساعات الناس بتبصلي باستغراب ويسألوني إنتي إزاي ست وبتشتغلي الشغلانة دي"، مضيفة "بحب شغلتي جدا، ومبسوطة إني قادرة أدافع عن نفسي وعن الستات اللي بحرسهم".

واعتاد الرئيس الليبي السابق معمر القذافي الاعتماد على حراسة شخصيات نسائية، اشتهرن بلقب "الأمازونيات"، وكان لقبهن الرسمي "الحارسات الثوريات"، إذ كان يتحتم عليهن إعلان قسم ولاء بأنهن سيضحين بأرواحهن من أجل حمايته، وكان يبرر اعتماده على الحراسة النسائية بإيمانه بقضية تحرير المرأة.

لا تعقد نجلاء صداقات مع زبائنها وإن كانت تحتفظ بعلاقات ودودة معهن، قائلة "بركز أكتر في إني أحرس الست أو البنت وآخد بالي من الناس اللي حواليها، هي بتدفعلي عشان كده، وفي النهاية بتشكرني إني قدرت أحميها وأمنع أي حد يضايقها".

تعليقات الفيسبوك