"القهوة فن" مبادرة شبابية تستهدف رواد المقاهي

الجمعة 18-09-2015 PM 09:54

إحدى فعاليات مبادرة "القهوة فن"، بتاريخ 17 سبتمبر 2015- صورة من أصوات مصرية

كتب

كتبت: أمنية طلال

حملوا معداتهم على ظهورهم بحثا عن ساحة لعرض فنونهم المختلفة بين شوارع القاهرة، مستوحين تجارب أقرانهم من الفنانين والشعراء والأدباء في سبعينيات القرن الماضي ليتخذوا في النهاية المقاهي منبر فني لهم.

واختارت مبادرة "القهوة فن" التي تأسست في يوليو 2014، المقهى بجمهورها المتنوع، لتكون ساحة مثالية من وجهة نظرهم لتقديم ما يمتلكون من مواهب واكتشاف مواهب جديدة.

وبعد أكثر من عام حققت "القهوة فن"، التي بدأت بفعالية على موقع فيس بوك، نجاحاتها في الوصول إلى الجمهور من خلال تقديم أمسياتها الفنية على مقاهي القاهرة ومحافظات أخرى مثل الإسكندرية، والمنوفية، والمنيا، مكتسبة شعبية محدودة حتى الأن في وسط المدينة.

وانطلقت مساء أمس الخميس الأمسية التاسعة للقهوة فن بمقهى "ع الناصية" في شارع طلعت حرب بوسط القاهرة، ليكون ضمن الضيوف عازفة العود بلقيس، والكاتب والروائي السوداني حمور زيادة، والشاعر تامر عبد المنعم.

و"القهوة فن" هو تجمع شبابي ثقافي يهدف عرض المواهب الشبابية في الأدب والشعر والغناء والموسيقى وغيرها من الفنون، بغرض إزالة الحواجز بين الضيوف والحضور، وهي مبادرة أسسها ثلاثة كتاب وهي مصطفى سليمان، وأميمة ماهر، ومحمد إبراهيم.

ونظم مؤسسو مبادرة "القهوة فن" 8 أمسيات سابقة، منهم 4 في محافظة القاهرة، 2 في الإسكندرية، وواحدة في المنيا، وأخرى في المنوفية.

وبدأت الأمسية بعزف عود منفرد للفنانة بلقيس، وشاركها في الفقرات الأخرى عدد من الشباب بالغناء، وتوالت الفقرات استمرت الأمسية حتى الساعة العاشرة مساء ما بين الشعر والغناء والاستماع لتجارب الأدباء والكتاب المحترفين.

ويقول مصطفى سليمان، أحد مؤسسي "القهوة فن" إن أولى الفعاليات كانت في يوليو 2014 خلال شهر رمضان، حيث نظموا الأمسية الأولى لهم بالقرب من مقاهي البورصة، موضحا أنهم كانوا يسعون لخلق ساحة جديدة لتقديم الفنون وخلق فضاءات ثقافية مختلفة بعيدا عن القاعات المغلقة.

وأضاف سليمان أن "القعدة" لها طابع مختلف، موضحا أنهم يدعون الجمهور بعد الاتفاق على المكان والضيوف، وبعد ذلك يقوم الموهوبون من الشباب بعرض مواهبهم شعرا أو عزفا أو غناء وغيرها من الفنون.

ورأى سليمان أن جمهوري شارع المعز والإسكندرية كانا أكثر تفاعلا مع المبادرة وفقراتها.

وأشار سليمان إلى أن المبادرة لا تحصل على تمويل من أي جهة، لكنها تعتمد على مواردها الخاصة –من أموالهم الشخصية- هو والشاعر محمد إبراهيم، والكاتبة أميمة ماهر مؤسسي المبادرة، موضحا أن قلة الموارد أحد أسباب قلة عدد الأمسيات الخاصة بالمبادرة.

وتعد مبادرة "القهوة فن" حاليا لمهرجان "الكتاب" للمبتدئين من الكتاب، ومسابقة للقصة القصيرة والشعر، وسيصدر كتاب عن المسابقة تضم أشعار وقصص الفائزين.

وأشاد الكاتب السوداني حمور زيادة بمبادرة القهوة فن، معتبرها فكرة مبدعة وجريئة، قائلا "أنا ندمان اني سمعت عن المبادرة متأخر .. لكن مش هابطل احضرلهم أمسيات بعد كدة".

وحمور زيادة مدون وكاتب صحفي وروائي سوداني، تعرض لانتقادات من التيارات المحافظة والإسلامية بالسودان، بعد أن نشر قصة عن الاعتداء الجنسي على الأطفال، وله العديد من الروايات أحدثها "شوق الدرويش" التي تتناول فترة تأسيس الدولة المهدية بالسودان على يد محمد أحمد المهدي، وفازت الرواية بجائزة نجيب محفوظ للأدب لعام 2014.

ورحب أحمد ابراهيم صاحب المقهى، بفكرة مبادرة "القهوة فن" قائلا "أنا عارف الشباب دول وعاجبني اللي بيقدموه .. كمان بيقدمولي خدمة كبيرة بزيادة عدد زباين القهوة"، واعتبر أن المشكلة الوحيدة التي تقابله هي تذمر بعض سكان العمارات المجاورة من صوت المزيكا.

وقالت بلقيس عازفة العود، إن "المزيكا لازم توصل للناس في أي مكان مش لازم يقطعوا تذكرة علشان يسمعوا مزيكا وده هدف أي موسيقي"، مشيرة إلى أن فكرة القهوة فن تتوافق مع أفكارها في الوصول للجمهور في مكانه.

وأضافت "أحلى مزيكا بنسمعها بالصدفة واحنا ماشيين في الشارع، فليه ما تبقاش ديه قاعدة ثابتة أن الناس تغني وتعزف في الشارع".

ورأت أن مثل هذه المبادرات تستطيع أن تغير مزاج الجمهور في سماع الموسيقى، موضحة أن هناك أنماط من الموسيقى كان هدفها تجاري فقط وهي تسيطر حاليا على الشارع، مؤكدة ضرورة دخول أنماط أخرى تنافسها.

لكن محمد هاني، أحد الحاضرين لفعالية القهوة فن، قال إنه "يجب مراعاة اختيار نوعية المزيكا والشعر في الأمسية لأنهما في بعض الأحيان لا يتناسبا مع بعض رواد المقاهي".

تعليقات الفيسبوك