كاتبة مصرية: دور النشر ترفض القصص القصيرة لأنها لا تحقق أرباحا

الثلاثاء 27-10-2015 AM 11:34
كاتبة مصرية: دور النشر ترفض القصص القصيرة لأنها لا تحقق أرباحا

الأديبة سعاد سليمان الفائزة بجائزة خوان كارلوس للقصة القصيرة جدا

كتب

- السينما تشوه صورة المثقف ووزارة الثقافة غير مهتمة

كتبت: أمنية طلال

من بين 23 ألف قصية قصيرة، فازت قصة "حالة فزع" للكاتبة المصرية سعاد سليمان بجائزة "خوان كارلوس" للقصة القصيرة جدا، وحصلت على المركز الثاني من بين أربع جوائز تقدمها المسابقة.

ومسابقة "خوان كارلوس" -التي ترعاها مؤسسة "متحف الكلمة" في القصة القصيرة جدا والتي لا تتعدى 100 كلمة- هي مسابقة دولية تقبل الأعمال الأدبية للناطقين بخمس لغات، هي الإسبانية والعربية والإنجليزية والفرنسية والعبرية، ويشارك فيها سنويا أكثر من 119 دولة.

وسعاد سليمان هي أول امرأة مصرية تحصل على هذه الجائزة، الذي سبق وحصل عليها الروائي الشاب طارق إمام في عام 2013. ومن المقرر أن تتسلم الكاتبة الجائزة في حفل يحضره ملك إسبانيا، الذي سيقوم بتسليم الجوائز للفائزين.

وسعاد سليمان أديبة مصرية صدرت أول مجموعة قصصية لها عام 2001 بعنوان "هكذا ببساطة"، وصدر لها مجموعة قصصية أخرى عن هيئة قصور الثقافة هي "الراقص" وحصلت عنها على جائزة اتحاد الكتاب المصري عام 2007، كما صدر لها روايات "غير المباح" و"آخر المحظيات" و"شهوة الملائكة". ورُشحت روايتها "آخر المحظيات" لجائزة البوكر للرواية العربية القائمة الطويلة، والتي وأثارت جدلا كبيرا في الأوساط الأدبية حيث اعتبرها البعض جريئة في تناولها لقضية الخيانة الزوجية.

وقالت سعاد، لأصوات مصرية، إن هناك أزمة تواجه القصة القصيرة، مشيرة إلى رفض عدد من دور النشر المصرية نشر القصص القصيرة، تحت دعوى أنها لا تحقق مكاسب مثل الروايات.

وأضافت أن الكاتب المصري هو الوحيد الذي ينفق من جيبه الشخصي على رواياته وأعماله الأدبية عكس ما يحدث في معظم دول العالم، قائلة "كل الكتاب في العالم بيكسبوا ويعيشوا من كتبهم ورواياتهم زي باولو كويليو، وإيزابيل الليندي، إلا الكتاب المصريين بيدفعوا علشان ينشروا أعمالهم".

ورفضت سعاد صورة المثقف والكاتب التي تروج لها السينما المصرية منذ السبعينيات من القرن الماضي، حيث اعتبرتها تكرس لإهانة وتحقير المثقف، ورأت أن وزارتي الثقافة والإعلام لم يهتما بنشر الثقافة أو بصورة الكتاب والمثقفين.

وأوضحت أن هذه الحملة بدأت في عهد الرئيس السادات بهدف تغييب الوعي والتقليل من شأن المثقفين، مؤكدة "أفلام عادل إمام تحديدا كانت بتظهر المثقف على إنه فقير وحقير وريحته وحشة، وده مش واقعي ومش حقيقي".

وأوضحت "بالتأكيد الصورة ديه انعكست على المثقفين والكتاب وقللت من حجم الإبداع، وأصبح فيه معاناة بتقابل الكتاب لنشر أعمالهم والترويج ليها".

وقالت إن وزارة الإعلام ألغت قناة التنوير-التي أطلقت ضمن مجموعة قنوات النيل الحكومية وكانت تهتم ببالثقافة-، وقللت البرامج الثقافية -التي عادة ما تعرض في أوقات غير مناسبة- فلم يعد يراها أحد، كما ألغت الصحف الخاصة صفحات الثقافة. واعتبرت سعاد أن الثقافة "جسر مصر من التطرف والإرهاب إلى الحضارة .. مفيش دولة بتحارب التطرف الديني وما تهتمش بالثقافة".

وعن فكرة المنع أو التضييق على الكتاب، قالت سعاد "محدش منعني من الكتابة"، مشيرة إلى وجود معاناة من نوع آخر يعانيها الكتاب وهي التهميش.

ورأت أن الكاتبة تعاني أكثر لأنها تتحمل أعباء كثيرة كأم وزوجة وتعمل لكي تنفق على أسرتها وعلى أعمالها، فتستغرق وقتا أطول لكل عمل عكس الرجل الذي لا تقابله مشكلة الوقت.

تعليقات الفيسبوك