نشوى الديب: انتصرت على "دكاكين بيع الأصوات" بحب الناس

الأربعاء 04-11-2015 PM 04:00
نشوى الديب: انتصرت على

النائبة نشوى الديب عن دائرة إمبابة

كتب

كتبت: رحمة ضياء

-الانتخابات مرهقة ماديا للمرأة وحملتي تكلفت 200 ألف جنيه

-قانون التحرش "جيد" والمشكلة في أخلاقيات المجتمع

اختارت نشوى الديب، الطريق الأصعب للوصول إلى البرلمان، من خلال النظام الفردي، وخاضت المنافسة في دائرة إمبابة، التي طالما سيطر عليها الرجال والتيار الديني، لكنها فاجأت الجميع بتحقيق الفوز، دون دعم من أي مؤسسة أو حزب بما في ذلك الحزب الناصري، الذي خاضت باسمه الانتخابات.

الفوز الصعب

وعن اختيارها للطريق الأصعب، قالت نشوى في مقابلة مع أصوات مصرية "اخترت الفردي وليس القوائم لأن لدي يقين بمحبة وتأييد الناس لي، وهذا ليس من فراغ، ولكن نتاج سنوات طويلة من العمل في الشارع".

وأضافت أن عملها كصحفية ساعدها في الوصول للمسؤولين ومساعدة الأهالي في حل المشاكل المتعلقة بالصرف الصحي والقمامة وانهيار العقارات وغيرها من المشكلات التي تعرضت لها إمبابة.

بدأت نشوى تطمح للجلوس تحت قبة البرلمان مع بداية الألفية الثالثة، وتقول "تم اختياري ضمن 25 سيدة من قبل المجلس القومي للمرأة للتدريب على الحملات الانتخابية، وشعرت وقتها برغبتي في أن أصبح نائبة للأمة إنطلاقا من خوفي على موطني الأصغر إمبابة، وتساؤل عام لا يزال يراودني: مصر رايحة فين؟".

ترشحت نشوى لانتخابات البرلمان للمرة الأولى في 2005، وتقول عن تلك المرة "كنت أدرب نفسي على ما تعلمته، لكن المشاركة الحقيقية كانت في 2010 وكنت من المتقدمات على مقاعد الكوتة".

وحصلت المرأة على 9 مقاعد في برلمان 2005 بنسبة وصلت إلى 1.8%، بينما حصلت على 12% في برلمان 2010 بعد قرار تطبيق الكوتة وتخصيص 64 مقعدا للنساء.

وتضيف نشوى،"آلاف الأشخاص صوتوا لصالحي بدافع محبتهم لي وكراهية في الحزب الوطني، ويقال إن هناك تلاعباً حدث في النتيجة ولم أفز تلك المرة".

وفازت نشوى الديب في انتخابات 2015 بمقعد عن دائرة إمبابة بعد خوضها جولة الإعادة مع عدد من المرشحين، وهي واحدة من 5 سيدات نجحن في النظام الفردي بالمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية التي أجريت الشهر المنصرف.

انتهاكات

وتحدثت نشوى عن الانتهاكات التي قابلتها خلال معركتها الانتخابية، قائلة، "عانيت من المال السياسي الذي أغدقه رجال الأعمال ومرشحو الأحزاب القوية ماديا لشراء الأصوات، وكانت دكاكين بيع الأصوات منتشرة في الشوارع على عينك يا تاجر".

وتضيف "تركت اللجان في اليوم الثاني للتصويت، ونزلت إلى الناس في الشوارع والحواري أحثهم للدفاع عن أصواتهم وبالفعل شهدت الساعات الأخيرة تزايداً في الإقبال على الصناديق".

وأكثر ما أثار غضبها هو تعرضها للكثير من الشائعات، قائلة، "المرشحون المنافسون روجوا إشاعات إني أسب المسيحيين ليمنعوا عني أصوات الأقباط، وروجوا إشاعات بإني شيوعية".

وحسب قولها لم يسلم مندوبوها من الاعتداء بالضرب من قبل أنصار المرشحين المنافسين، مؤكدة "وصل الأمر إلى بصق أحد المرشحين على وجه مندوب لي".

وعن تكلفة الحملة الانتخابية قالت نشوى إن ميزانيتها لم تتجاوز مائتي ألف جنيه خلال الجولة الأولى وجولة الإعادة، ولم تحصل على دعم من الحزب لأنه غير قادر ماديا، وحصلت على دعم من أهلها فقط.

وأضافت نشوى"الانتخابات مرهقة مادياً للمرأة، لأنها أقل في القدرة المادية من الرجل".

الكوتة

عن فرص المرأة في الانتخابات بدون الكوتة، قالت نشوى إن نسبة تمثيل المرأة بدون الكوتة لن تكون مرتفعة، لكنها ستكون أفضل من المرات السابقة التي تراوحت فيها حصتها بين 2 إلى 3%.

وبررت ذلك قائلة، "المجتمع بدأ يتغير تجاه المرأة ويعترف بدورها بعد مشاركتها الفعالة في ثورتي 25 يناير و30 يونيو والاستفتاء وانتخابات الرئاسة، وبعد كلمات الرئيس المتكررة عن دور المرأة وعظمتها، والست نفسها بدأت تثق في نفسها وفي قوتها".

وتابعت "أعتقد أننا نحتاج إلى الكوتة دورة أخرى كنوع من المؤازرة للمرأة  وللشباب والأقباط والمصريين في الخارج وذوى الاحتياجات الخاصة".

وحذرت نشوى من عدم فعالية دور المرأة داخل البرلمان هذه الدورة، قائلة "لو لم تقم المرأة بدور فعال وواضح فربما ستكون هذه المرة الأخيرة لها في البرلمان".

 قضايا المرأة

وعن القضايا التي تضعها على قائمة أولوياتها، قالت، "سأعمل على رعاية النساء العاملات، وخاصة المرأة المعيلة والعاملات في القطاع غير الرسمي، والبائعات الجائلات لأنهن أكثر فئة تتعرض للانتهاك والعنف والتحرش".

وأضافت أن هذه الفئات تحتاج إلى قوانين وتشريعات تحميهن، ومظلات اجتماعية وتأمينية تشعرهن بالأمان.

 قوانين

وعن رأيها في قانون التحرش وقدرته على حماية النساء قالت نشوى"القانون جيد جدا، لكن لدينا خلل في منظومة القيم الأخلاقية".

واعتبرت أن تغير الحالة الاقتصادية، وتراجع نسب البطالة سيقلل العنف والتحرش؛ لأن أخلاقيات المجتمع المنتج تختلف عن المستهلك.

وعلقت على قانون التظاهر، قائلة، "في كل العالم هناك ضبط لعمليات التظاهر، من حق أي إنسان أن يتظاهر ومن حق الدولة أن تقوم بتقنين التظاهر من خلال الموافقة على المكان والزمان".

وأضافت، "نريد دولة ديمقراطية مثل باقي العالم، ويكون لدينا حق للتظاهر والإضراب ولكن بانضباط وإلا سنصبح دولة عشوائية".

 أما قانون الأحوال الشخصية فقالت إنها ستعمل على أن يحافظ على الأسرة ويكون عادل للطرفين.

 نواب الوطني

وعلقت نشوى على ارتفاع نسبة النواب من الأعضاء السابقين في الحزب الوطني المنحل في تشكيل البرلمان الحالي، قائلة "هذا اختيار الناس وعليهم أن يتحملوا مسؤوليته، وعلينا بذل جهد مضاعف لتحسين أداء البرلمان".

ووصفت نشوى الأداء الإعلامي قبل الانتخابات بأنه سيء جدا، قائلة "الإعلام أرهب الناس وكان أحد أسباب عدم نزولهم لأنه كان يقول إن البرلمان سيكون نسخة من برلمان الحزب الوطني في 2010 وهذا جعل الناس تشعر باليأس وأن ثورتهم ضاعت فلم ينزلوا".

وتابعت نشوى"الأداء الإعلامي بعد الانتخابات بدأ يتغير ويحتفي بالوجوه الجديدة التي لا تنتمي للحزب الوطني وفازت في الانتخابات".

وأكدت نشوى أن الانتخابات كانت نزيهة ولم تشوبها تجاوزات مثل التي كانت تحدث سابقا من تسويد أوراق الاقتراع أو وجود أسماء متوفيين بقوائم الناخبين، مشيرة إلى أن ذلك سيزيد من الإقبال على التصويت في المرحلة القادمة.

تعليقات الفيسبوك