الداخلية المصرية تدعو مؤيدي مرسي للانصراف من مواقع الاعتصام

الخميس 01-08-2013 PM 04:31
الداخلية المصرية تدعو مؤيدي مرسي للانصراف من مواقع الاعتصام

اعتصام رابعة العدوية يدخل شهره الثاني. 30 يوليو 2013، تصوير : أحمد حامد - أصوات مصرية

دعت وزارة الداخلية المصرية اليوم الخميس مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي للانصراف من مواقع اعتصامهم بالقاهرة وذلك بعد يوم من تلقي توجيهات من الحكومة المدعومة من الجيش بفض الاعتصامات.

وفي بيان تلي على شاشات التلفزيون تعهدت الداخلية "بخروج آمن وحماية كاملة لكل من يستجيب إلى هذه الدعوة انحيازا إلى استقرار الوطن وسلامته".

وجاء في البيان الذي تلاه هاني عبد اللطيف المتحدث باسم الوزارة إن الداخلية "تدعو المتواجدين بميداني رابعة العدوية والنهضة الاحتكام إلى العقل وتغليب مصلحة الوطن والانصياع للصالح العام وسرعة الإنصراف منهما وإخلائهما حرصا على سلامة الكافة."

من ناحية أخرى حثت ألمانيا مصر على تفادي "مظاهر العدالة الانتقائية" في إشارة إلى الحملة الأمنية على جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي إليها مرسي.

ولم يعرف بعد متى تتحرك السلطات لفض الاعتصام الذي نظمه الاخوان منذ عزل الجيش مرسي في الثالث من يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية حاشدة.

لكن البيانات التي تصدرها الحكومة تحمل فيما يبدو اشارة على تدخل وشيك. وبعد شهر من سقوط مرسي تحتجز الشرطة عددا من قادة جماعة الاخوان وجهت النيابة لمعظمهم تهمة التحريض على العنف.

ومرسي متحفظ عليه في مكان غير معلوم منذ عزله وهو يواجه تحقيقا قضائيا بتهم من بينها القتل والتخابر مع حركة حماس الاسلامية.

واثارت الاعتقالات واعمال العنف التي اسفرت عن مقتل حوالي 300 شخص منذ عزل مرسي قلقا دوليا من ان تكون نية الحكومة هي سحق جماعة الاخوان المسلمين رغم انها تقول انها ترغب في مشاركة الاسلاميين في خطة انتقالية جديدة.

وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فستر فيله في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره المصري نبيل فهمي "يجب تفادي كل مظاهر العدالة الانتقائية." ورد فهمي بقوله ان مصر لا تتبع سياسة انتقامية وليست بها عدالة انتقائية وقال ان مصر بها قانون ينطبق على الجميع.

ووجهت السلطات المصرية الاتهامات رسميا يوم الاربعاء لثلاثة من أبرز قيادات الجماعة تحتجز اثنين منهم. ودعمت مظاهرات هائلة مؤيدة للجيش يوم الجمعة الحكومة استجابة لدعوة وجهها وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي للمصريين بمنحه "التفويض" للتصدي "العنف والارهاب" وهو ما فهم على انه اشارة إلى الاخوان المسلمين.

وتشهد مصر حالة من الاستقطاب لم يسبق لها مثيل منذ الاطاحة بحسني مبارك في 2011 التي بدأت مرحلة انتقالية سياسية صعبة انهكت الاقتصاد المصري. وتتضمن "خارطة الطريق" التي رسمتها الحكومة اجراء انتخابات برلمانية خلال ستة اشهر تتبعها انتخابات رئاسية.

وتقول جماعة الاخوان المسلمين ان الجيش قام بانقلاب عسكري ضد الرئيس الشرعي المنتخب ولا تريد المشاركة في هذه الخطة. ومع عدم وجود اي اشارة على امكانية انهاء المواجهة القائمة منذ أسابيع عبر التفاوض قالت الحكومة الانتقالية يوم الاربعاء ان اعتصامات انصار مرسي تمثل تهديدا للامن القومي المصري مشيرة إلى "الارهاب" وتعطيل الطرق وكلفت وزارة الداخلية باتخاذ الاجراءات اللازمة لإنهائها لكنها لم تضع جدولا زمنيا لذلك.

وقال محمد صقر الناشط الاخواني الذي يحرس احد مداخل الاعتصام الواسع الذي يتركز حول مسجد رابعة العدوية بحي مدينة نصر في شمال شرق القاهرة "نحن مستعدون. مستعدون للموت من اجل الشرعية. الهجوم قد يحدث في اي لحظة."

ويقوض فيما يبدو اعلان الحكومة عن نية فض الاعتصام محاولات الاتحاد الاوروبي للتفاوض من اجل تسوية سلمية. وقضت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون يومين في مصر هذا الاسبوع وكانت اول شخصية اجنبية تلتقي بمرسي بعد ان نقلتها طائرة هليكوبتر تابعة للجيش المصري إلى مكان اقامته السري.

وزار مبعوث للاتحاد الاوروبي في القاهرة موقع الاعتصام الرئيسي في رابعة العدوية مساء يوم الاربعاء. ونشر جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين صورة على تويتر للمبعوث برنادينو ليون اثناء زيارته للمركز الاعلامي للاعتصام.

وقال "هذا الانقلاب العسكري لا تقبله شريحة كبيرة من المجتمع. اعتقد انه (ليون) قد ادرك هذه الرسالة." ويقبع الاف من انصار الاخوان وراء المتاريس والحواجز التي تحيط باعتصام رابعة العدوية.

ويقوم متطوعون بتأمين مداخل الاعتصام حاملين عصيا ودروعا بدائية. وتقول الحكومة المؤقتة ان المحتجين يستخدمون الاسلحة النارية. ويتهم الاخوان قوات الامن بالتصعيد لتبرير شن حملة امنية وتعهدوا بمقاومة اي محاولة من جانب قوات الامن لفض الاعتصام.

ومن الممكن ان يؤدي فض الاعتصام بالقوة إلى اراقة المزيد منالدماء بعد ان قتلت قوات الامن 80 شخصا من انصار الاخوان يوم السبت ومن الممكن ان يزيد من الاضطرابات. ودعا الاخوان إلى "مليونية" يوم الجمعة.

ووصفت منظمة العفو الدولية قرار الحكومة فض الاعتصامات بأنه "وصفة للمزيد من اراقة الدماء" و"ختم موافقة على مزيد من الانتهاكات". وحثت الولايات المتحدة -التي تدعم الجيش المصري بمساعدات تبلغ 1.3 مليار دولار سنويا- قوات الامن على احترام حقوق التجمع السلمي.

ومن المقرر ان يزور اثنان من اعضاء مجلس الشيوخ الامريكي القاهرةالاسبوع القادم. وقال وزير الدفاع الامريكي تشاك هاجل يوم الاربعاء ان الولايات المتحدة ستجري مناورة النجم الساطع العسكرية الضخمة في مصر في منتصف سبتمبر ايلول.

وقال للصحفيين في البنتاجون "ننوي المضي قدما فيها." ويجري هاجل اتصالات مستمرة مع السيسي منذ عزل مرسي. لكن العلاقات الامريكية مع القوات المسلحة المصرية بدت متوترة خاصة بعدما قرر الرئيس الامريكي باراك اوباما قبل ايام وقف تسليم اربع مقاتلات من طراز اف-16 لمصر.

تعليقات الفيسبوك