الاضطرابات السياسية وغلاء المعيشة يهددان احتفالات الأقباط هذا العام

الإثنين 16-12-2013 PM 09:09
الاضطرابات السياسية وغلاء المعيشة يهددان احتفالات الأقباط هذا العام

كنيسة العذراء بالوراق في الجيزة - صورة من بوابة الأهرام

كتب

كتبت: هدير الحضري

يستعد الأقباط لاستقبال عيد الميلاد هذا العام في ظل تدابير أمنية مشددة وغلاء المعيشة الذي سينعكس برأي بعضهم على قدرة الأسر على تأمين مستلزمات الاحتفال السنوي.

يقول مايكل عادل، 30 سنة، مدير تسويق في شركة  صناعة مكيفات، إن ارتفاع الأسعار سيحد من الاحتفالات دون أن يلغيها كلياً: "سيلجأ الناس إلى شراء كمية أقل من اللحوم، أو اختيار أنواع أقل سعراً مثل المستوردة أو المثلجة".

ويتابع: "أنا وأصدقائي ننتظر ليلة العيد لنأكل ما نشتهيه بعد صيام دام خمسة وأربعين  يوماً".

أما نانسي ماجد، 21 سنة، موظفة في شركة  بيع موبايلات، فترى أن ارتفاع الأسعار سيؤثر على ميزانيتها  لشراء الملابس في العيد، كما سينعكس  على  قدرة الأسر عامة على شراء اللحوم والألبان.

وعبرت عن قلقها من تأثيرعدم استقرارالوضع السياسي على الاحتفالات، داعيةً "الله أن تمر أيام العيد بسلام".

وقد تعرض الأقباط لهجمات مختلفة منذ اندلاع الثورة في مصر، طال آخرها  كنيسة العذراء بالوراق في أكتوبر الماضي حيث قام مسلحون بفتح النار على المحتفلين بزفاف ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص من بينهم طفلتين وإصابة 18 آخرين.

ويؤكد اللواء أحمد حلمي، مساعد وزير الداخلية لشؤون الأمن، أنه سيتم مضاعفة أعداد عناصر الأمن المكلفين بحماية الكنائس في الأعياد خاصة تلك التي يرتادها العديد  من المواطنين، بالإضافة إلى تأمين شوارع المناطق المحيطة بها.

ويضيف  أنه سيتم تزويد بعض الكنائس بخبراء للمفرقعات وكلاب للحراسة، ووضع أفراد أمن في الأبراج المحيطة بها، كما ستمنع السيارات من الاصطفاف أمامها لضمان حمايتها بشكل أكبر.

وربطت مارينا ماهر، 21 سنة، موظفة في شركة لخدمات المحمول، بين  أحداث  كنيسة العذراء والإقبال على الاحتفالات هذ العام: "الكنائس نفسها أصبحت تخشى وجود أولادها فيها حتى ساعة متأخرة خوفاً من تعرضهم لهجمات مسلحة ليلاً".

وتابعت أن ارتفاع الأسعار سيؤثر بشكل مباشر على شراء مستلزمات العيد: "يستغل البائعون التوقيت لرفع أسعار المنتجات التي يكون عليها الإقبال كبيراً مثل ملابس العيد واللحوم ومنتجات الألبان وأدوات الاحتفال كالزينة ومصابيح الإنارة".

وكان محافظ القاهرة،  جلال سعيد،  قد أكد في نوفمبر الماضي أن المحافظة تسعى إلى السيطرة على ارتفاع أسعار السلع الغذائية وتفاوتها من بائع لآخر، وذلك بزيادة عدد منافذ الجمعيات التعاونية لتقلل من إقبال المواطنين على بائعي التجزئة.

أما ميرنا سمير، 21 سنة، طالبة متخرجة من كلية الإعلام، فتقول إن  هذا العام ليس لديها رغبة في الاحتفال بسبب مقتل عدد كبير من المصريين في الأشهر الفائتة: "هناك فرق بين الفرحة بالاحتفال، والاحتفال لمجرد الاحتفال".

تشاطرها  ماري عادل، طالبة عمرها 19 سنة ، الرأي قائلةً: "بعض الكنائس تلغي الاحتفالات خوفاً من الأحداث وبعض الأسر تمنع أبناءها من الخروج  في أيام العيد، خشيةً من تعرض الفتيات خاصةً للتحرش". لكنها تأمل رغم كل شيء أن "تطغى فرحة العيد".

كما تشير إلى استعداد الكنائس لمساعدة أصحاب الدخل المحدود لشراء مستلزمات العيد والسلع الغذائية الأساسية.

ويبقى الأهم في العيد هو البعد الديني والروحي وليس المادي كما  يقول رامز طلعت، محام وأحد المتطوعين في تنظيم الاحتفالات داخل كنيسة مارمينا بشبرا. ويؤكد أن "كل الكنائس لن تسمح لأي ظرف بمنعها من ممارسة تعبداتها".

كما لن تسمح بالمساس بفرحة الأطفال الذين اعتادوا في يوم العيد ارتداء الملابس الجديدة. فتقوم بعض الكنائس بفتح أبوابها لهم في ثاني أيام العيد لتقدم لهم الهدايا والفقرات التعليمية والترفيهية وكعك العيد. ويختم رامز قائلاً: "يكفي أن تبتسم في وجه طفل لتمنحه فرحة العيد".

تعليقات الفيسبوك