أقرب الأقارب.. المصدر الأول للعنف ضد المرأة

الخميس 26-11-2015 PM 05:38
أقرب الأقارب.. المصدر الأول للعنف ضد المرأة

سيدة تحمل طفلها في منطقة الدويقة العشوائية على أطراف المدينة- رويترز

كتب

-والد ياسمين حلق شعرها ولسعها بالسجائر بسبب "قلم روج"

-نجلاء حصلت على"علقة موت" لأن "الغسيل نقط على حماتها"

-عفاف اغتصبها زوجها عدة مرات بسبب أفلام "البورنو"

كتبت: رحمة ضياء

أظهر تقرير للمجلس القومي للمرأة أن المصدر الأول لشكاوى النساء من العنف يرتبط بما تتعرض له المرأة من عنف من أقرب أقاربها كالزوج والأب لأسباب متفاوتة ارتبطت في إحدى الحالات "بتنقيط الغسيل" في المكان الخطأ في حين جاءت الشكاوى من التحرش في المركز الثاني بفارق كبير.

وكشف تقرير احصائي حصلت "أصوات مصرية" على نسخة منه أن مكتب الشكاوى بالمجلس تلقى 206 شكاوى من النساء بسبب العنف ضدهن خلال الفترة من بداية 2014 حتى أمس الأربعاء 25 نوفمبر، ومنها 95 شكوى من العنف الأسري بنسبة 46.11% من مجمل شكاوى العنف.

واحتلت شكاوى التحرش بنوعيه اللفظي والجنسي المرتبة الثانية بواقع 49 حالة، يليها شكاوى العنف المجتمعي والمؤسسي، بواقع 36 حالة، ثم الضرب والتعذيب بواقع 13 حالة. كما تضمنت البلاغات 4 حالات اغتصاب وحالة هتك عرض، وحالة خطف وحالة عنف عائلي -داخل العائلة الأكبر- وحالة خطف أطفال وأخيرا 5 بلاغات مصنفة كأشكال أخرى من العنف.

ووصل عدد البلاغات التي تلقاها المكتب خلال عام 2014 فقط إلى 115 بلاغا، وتلقى منذ بداية 2015 وحتى 25 نوفمبر 91 بلاغا.

علقة موت

ومن قصص النساء المعنفات التي تعامل معهن مكتب شكاوى المجلس القومي للمرأة قصة "نجلاء" -اسم مستعار-، والتي حصلت على "علقة موت" من زوجها، بحسب وصف شيرين نجيب، محامية بمكتب شكاوى المجلس القومي للمرأة، وطردت من مسكن الزوجية بقميص نومها لأن "غسيلها نقط على غسيل حماتها" التي تسكن معها في منزل تملكه عائلة الزوج.

لجأت نجلاء إلى القضاء، وحصلت على حكم "تمكين"، للعودة إلى مسكن الزوجية لأنها حاضنة لطفل زوجها الرضيع، ولكنها فؤجئت حين عادت إلى هناك أن الزوج أزال باب المنزل، وسد الفراغ بالطوب والأسمنت حتى لا تستطيع الدخول.

ورفض مكتب الشكاوى الكشف عن أسماء النساء المعنفات أو تفاصيل عن مناطق معيشتهن حفاظا على الخصوصية.

وفي حالة أخرى، تعرضت له "فاطمة"-اسم مستعار- لإيذاء نفسي بسبب تحايل زوجها "ميسور الحال" ليتهرب من دفع نفقة أطفاله بعد الانفصال عن والدتهم، والزواج بأخرى، فرغم امتلاك الزوج لمصنع رخام بمنطقة شق الثعبان إلا أنه زعم أمام المحكمة بأنه عامل باليومية. ولم يتمكن محامي فاطمة من اقناع المحكمة بدفوعها فحكم القاضي لكل طفل من الأطفال بنفقة 40 جنيها.

انهارت فاطمة نفسيا بعد الحكم لأن "جوزها مليونير وأطفاله جعانين" كما تقول شيرين، إلا أنها استطاعت أن تثبت راتب الزوج بمعاونة محامي المجلس القومي وحصلت على نفقة بمبلغ كبير.

وتضيف شيرين أن المجلس يتدخل في مثل حالة نجلاء أو فاطمة، ويتواصل مع الجهات المعنية لمساعدة المرأة في تنفيذ الحكم الذي حصلت عليه سواء حكم التمكين أو النفقة.

قلم روج

ومن قصص العنف الأسري التي وصلت إلى مكتب الشكاوى، قصة "ياسمين"-اسم مستعار- التي تعيش في إحدى المناطق العشوائية، والتي تعرضت للضرب والتعذيب من والدها بسبب "قلم روج".

حرمت ياسمين-17 عاما- من إكمال تعليمها، وخرجت من المدرسة بعد إنهاء المرحلة الابتدائية رغم تفوقها، بسبب الموروث الثقافي للأب، الذي يمنعها من الخروج من المنزل حتى ولو لزيارة الطبيب.

في أحد الأيام، عاد الأب إلى المنزل ووجدها تضع أحمر شفاه يعود لوالدتها، فضربها "ضربا مبرحا" وحلق شعرها كالصبيان، وظل يعذبها لعدة أيام بالكي بالسجائر حتى أصيبت ياسمين بانهيار عصبي، واحتباس في البول من كثرة الضرب على مثانتها.

لم تسلم والدتها كذلك من الضرب وهي تحاول الدفاع عن ابنتها، وذهبت الأم بصحبة ياسمين إلى مكتب الشكاوى حين خرج الزوج واصطحبها أعضاء المجلس إلى إدارة جرائم العنف ضد النساء بوزارة الداخلية، وتم إثبات التعذيب بالكشف الطبي، وتم تحرير محضر وقيدت الحالة باعتبارها احتجاز وتعذيب، ولم يصدر فيها حكم حتى الآن.

اغتصاب زوجي

تضمنت الشكاوى حالات عنف جنسي من قبل الأزواج، مثل قصة عفاف-اسم مستعار- التي اغتصابها زوجها عدة مرات قبل هروبها من مسكن الزوجية.

وتقول شيرين "الزوج كان بيتعاطي المخدرات وبيتفرج على أفلام إباحية تنقل ثقافة جنسية خاطئة، نتج عنها علاقة زوجية غير سوية".

حصلت عفاف على حكم بالطلاق بعد أن أثبت الكشف الطبي تعرضها لضرر جسدي "جسيم" نتيجة تعرضها للعنف الجنسي.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، إنه وفقا لبيانات المسح السكاني الصحي في مصر لعام 2014، فإن أكثر من 30% من النساء المتزوجات تعرضن لشكل معين من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي أو النفسي على يد أزواجهن.

وتعامل المجلس مع  حالات تحرش في الشارع وداخل الأسرة، من بينها قصة نجوى –اسم مستعار-، والتي تعرضت للتحرش من قبل والد زوجها، وحين كشفت عن ذلك لوالدة زوجها عنفتها.

وتقول شيرين "حماتها قالتلها هقطع لسانك لو اتكلمتي، ابني مش هيقوم على جوزي بسببك".

بعد تكرار الأمر، لجأت نجلاء للمجلس القومي وكانت خائفة في البداية من تقديم شكوى رسمية، ثم تشجعت، ووافق الزوج في النهاية على تطليقها بشكل ودي، تجنبا للفضيحة.

دعم نفسي وقانوني

وتقول شيرين، لأصوات مصرية، إن النساء والفتيات في مصر يتعرضن لأشكال مختلفة من الإيذاء البدني والنفسي، وكثير منهن لا يعرفن حقوقهن، ودور مكتب الشكاوى هو توعيتهن وتقديم الدعم النفسي والقانوني لهن.

وتضيف شيرين أن المجلس يحارب العنف ضد المرأة بكافة أشكاله، ويقوم بحملات توعية للنساء في الريف والمناطق العشوائية للمطالبة بحقوقهن دون خوف، ويساعدهن في الحصول عليها.

وتوضح "الست مش مخلوق ضعيف، الست لازم تتكلم وتدافع عن نفسها ضد أي عنف تتعرض له".

وانطلقت أمس الأربعاء حملة "16 يوم" من النضال لمواجهة العنف ضد المرأة والتي بدأت لأول مرة عام 1991. وتستمر الحملة كل عام من 25 نوفمبر، وهو اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء حتى 10 ديسمبر وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.

تعليقات الفيسبوك